السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة في مقامات الإبداع والمال والسياسة

المرأة في مقامات الإبداع والمال والسياسة
18 مايو 2011 20:08
لا أستطيع أن أحب امرأة لأنني أحب كل النساء.. إلى كل النساء في حياتي .. أمي التي أرضعتني، وهي راضية، ثدياً أقام لي الدنيا بميزان .. هذه بداية المؤلف الجديد “مقدمة في علم نفس المرأة” للعراقي الدكتور ريكان إبراهيم مستشار الطب النفسي، الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان قبل أيام. المرأة والكتابة يقول الدكتور ريكان: “لقد راجت بين المثقفين تساؤلات حول وجود ظاهرة الأدب النسوي وانقسم هؤلاء بين مؤيد ورافض لهذا الوجود، وإذا أردنا أن نكون مع أو ضد الظاهرة، فعلينا أن نتدبر عدة تصورات منها: في الكتابة الإبداعية تتجلى لمسات الأنثى في النص، ويبدو ذلك عند التعامل مع الألم والحزن والفرح والمال والرجل، حيث يفضح النص هوية صاحبه. وفي أدب المناسبات تكتب المرأة تصورات ومعالجات تختلف عن تلك التي عند الكاتب الرجل. وفي القصة أو الرواية وحين يكون البطل امرأة تصف المرأة الكاتبة مفردات البطل بقدرة تفوق غالباً قدرة الرجل الكاتب”. ويضيف: “إن كمية التمرد والعبث في كتابة المرأة أقل من كمية التمرد والعبث في كتابة الأديب الرجل. والمرأة الكاتبة تناقش حاجات المرأة في الرجل على نحو أدق من الذي يناقش الرجل فيه تلك الحاجات. كما أن المرأة الكاتبة تعد أكثر ميلا للإسقاط على الرجل؛ لأننا في الكتابة لا نستطيع التخلص من إرهاصات الذات”. وفي المقابل، هناك ما يعتقد به الرافضون لوجود أدب نسوي، وهم يوردون أسئلة وملاحظات منها: كثيرا ما نشرت نصوص إبداعية مع إغفال مبدعها، فلم يستطع القراء ولا النقاد اكتشاف كاتبها في أن يكون ذكرا أم أنثى، والفروق في القدرة على معالجة الحدث أو موقف البطل أو رسم مسار النص تعتمد على جودة الكاتب وليس على جنسه. ثم إن شحنة الغزل في قصيدة الشاعر لا تختلف عن الشاعرة وليس هناك فرق في رسم الصورة الفنية والبوح بالشوق والتعطش للقاء”. وينحاز ريكان إلى جهة المؤيدين لوجود الأدب النسوي، موضحاً الأسس التي يقوم عليها انحيازه، والتي يرى أنها “أسس آهلة للدفاع عنها”، ومن ذلك: زلاّت اللسان وشطحات الذهن وهفوات القلم التي تبدو أكثر شيوعا في سلوك المرأة الكتابي، وانسجاما مع القول الذي يؤكد على أن الكاتب هو الأسلوب نستطيع أن نقرر أن هذا النص لأنثى وليس لرجل. كما أن ملكة المرأة في وصف دواخل المرأة في الصحة والمرض تدعوها إلى كتابة نص يختلف عن الرجل. وعلى المستوى الأسلوبي تكثر الشاعرة في القصيدة من استخدامها البحور القصيرة الراقصة كالهزج والمنسرح وتنفر من بحور النفس الطويل كالبسيط والطويل والمديد. ويمضي ريكان إلى أن “الإبداع الساخر المتهكم يكاد يكون ذكورياً لأن شخصية المرأة لا تنسجم مع ظهورها متهكمة أو ساخرة. وأن المرأة يندر أن تميل إلى الإطناب والإسهاب؛ لأن كتابة المرأة جزء من أسلوبها الكتابي المبني أساسا على اللغة الإشارية والتقنين والبخل في إبداء الفائض الكتابي”. ويقول إن المرأة الكاتبة “تفصح عن نزوع ماسوشي في الألم والقلق، والترميز للضحية واضح.. فيما الرجل يميل إلى النمط السادي، كما أن كمية الاغتراب في نص الرجل تفوق كميته عند المرأة، والنص الإبداعي للرجل من وسائل الهجوم، بينما لدى المرأة يأتي دفاعياً”. ووفق المؤلف، فإن المرأة تميل إلى حب الرفاهية الاقتصادية؛ فالتاريخ لم يسجل لنا أسماء زاهدات أو متصوفات بقدر الزاهدين والمتصوفين. المرأة والسياسة وحسب الدكتور ريكان، فإن المرأة السياسية تتزوج برجل لا يستطيع مهما جاهد أن يكون سيدها، وبذلك تسحق شخصية زوجها بالكثير من القدرات.. كما تؤثر في سلوك أبنائها الذين يفضلون أن يكون لهم أب له كلمته وقراره، وحينما يتم سحق هذه الكلمة والقرار تسقط في أذهانهم صورة الأب رمزاً. ويرى أن المرأة تكتسب بالسياسة شخصية فيها الكثير من العناد والصلابة المتأتية من الممارسة الميدانية ومواجهة المواقف، وتصيبها الثقة بالنفس بالكثير من الترفع عن حاجاتها، بما فيها الارتباط بزوج وتجعلها تلك الثقة متأخرة زمنياً عن القناعة برجل. ووفق “علم نفس المرأة”، فإنه يغلب على المرأة فقدانها الميل إلى نظرية الاحتمالات التي تعتبر أساسا مدرسيا في السياسة؛ لأنها تفضل نظرية الأسود والأبيض وقطاف النتائج ممّا يقودها للفشل في مجالها. الكتاب: مقدمة في علم نفس المرأة الكاتب: د. ريكان إبراهيم الناشر: دار فضاءات، الأردن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©