الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان قصر الحصن يروي ملحمة الأصالة والمعاصرة

مهرجان قصر الحصن يروي ملحمة الأصالة والمعاصرة
14 يناير 2015 00:22
إبراهيم الملا وأشرف جمعة (أبوظبي) تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق الدورة الثالثة من «مهرجان قصر الحصن»، في الفترة من 11 إلى 21 فبراير 2015 في أبوظبي. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقدته «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، صباح أمس، بمجلس كبار الشخصيات في باحة قصر الحصن، حيث تم استعراض العديد من البرامج الجماهيرية والفعاليات النوعية، المتمثلة في العروض الفنية والموسيقية والشعرية، تصاحبها أفلام وثائقية، إلى جانب أنشطة ترفيهية وتعليمية وتفاعلية لجميع أفراد العائلة، وذلك لاستقطاب المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، واطلاعهم على التراث المادي والمعنوي الإماراتي والجهود المبذولة لترميم قصر الحصن لكونه صرحاً معمارياً مهماً، ومعلماً تاريخياً ملهماً للأجيال المعاصرة، ونابضاً بالذاكرة المحلية، المعززة بثنائية الأصالة والحداثة. وفي كلمة مقدمة من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أوضح معاليه أن المهرجان يساهم في ترسيخ قيم إماراتية أصيلة، ويعزز تمسكنا بالهوية الوطنية. عبر الاحتفاء بإرث الإمارات العريق، وإحياء مراحل مهمة من تاريخها، والتعريف بجهود أجيال من الإماراتيين الذين تمكنوا من اجتياز التحديات، لبناء دعائم دولة حديثة متطورة، تتمتع بحاضر مزدهر، وتتطلع لمستقبل واعد، وفي الوقت ذاته، تحافظ على تراثها الحضاري والثقافي، وتعمل على استدامته للأجيال المقبلة. وقال معاليه: «يسلّط المهرجان الضوء على قصر الحصن بصفته أحد أبرز المعالم التاريخية الشامخة في العاصمة الإماراتية، كما يكشف عن المبادرات الرامية إلى ترميمه واستعادة صورته المعمارية الأصلية، إلى جانب التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية، بالاعتماد على وسائط حديثة، تروي مسيرة أبوظبي التاريخية». وأشار سعادة جاسم الدرمكي، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالإنابة، في بداية المؤتمر، إلى أن النسخة الثالثة من مهرجان قصر الحصن تكتسب أهمية كبيرة، لأنها تسلط الضوء على صرح معماري وأثري شامخ، يشكل منعطفاً تاريخياً مؤثراً في تاريخ أبوظبي، مضيفاً أن الحصن هو رمز لمسيرة نمو وتطور العاصمة الإماراتية، ولإرثنا الثقافي والتراثي العريق»ثم تحدث ممثلو اللجان التنظيمية وفرق العمل بالمهرجان وهم: بطي المهيري، ورندة حيدر، وأروى النعيمي، عن طبيعة الأنشطة والبرامج وتقنيات ترميم الحصن، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الفعاليات المقامة في الأقسام التي تم تجديدها بالمجمع الثقافي، ونوهوا إلى أن الدورة الثالثة من المهرجان سوف تشهد فعاليات وأنشطة سمعية وبصرية وتفاعلية متنوعة، بالإضافة إلى افتتاح جزء من مبنى «المجمع الثقافي» للجمهور. وركز المتحدثون على الجوانب التطويرية في خريطة برامج الدورة الثالثة للمهرجان، من أجل رسم لوحة شاملة، تستعرض المراحل التاريخية لقصر الحصن، من خلال فعاليات متنوعة أبرزها: «معرض قصر الحصن» الذي يقدم إطلالة على معالم تطور مدينة أبوظبي، وطبيعة معيشة مجتمعها المحلي على مر السنين، والجهود الحثيثة المبذولة مؤخراً لترميم الحصن ومنشآته. و برنامج: «الجولات التعريفية في الحصن»، حيث سيتمكن الزوار من التجول في ساحات الحصن، وزيارة العديد من المعالم المهمة التي تزودهم بفرصة فريدة لاستعراض تاريخ هذا الصرح الأثري وأعمال ترميمه. وسيحظى الزوار للمرة الأولى بفرصة زيارة أجنحة المعيشة في القصر. وبرنامج: «زيارة المجلس الوطني الاستشاري سابقاً» الذي يتيح للجمهور الدخول إلى القاعة التي احتضنت اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري لإمارة أبوظبي، والمجلس الوطني الاتحادي، وشهدت أيضاً إعلان العديد من القرارات الحاسمة في تاريخ أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما يتضمن المهرجان سلسلة من عروض الفنون التراثية والأمسيات الشعرية في ساحات الحصن الداخلية، والاحتفال بتراث أبوظبي المعاصر في مبنى المجمع الثقافي من خلال برنامج الجولات في مبنى المجمع الثقافي، والتي تمنح الزوار تجربة تفاعلية، تعتمد على عناصر الضوء والصوت والحركة، وتحتفي بتاريخ هذا الأثر المعماري والثقافي، وتعزز الوعي بمبادرات الاستدامة والترميم التي يشهدها هذا الصرح. وسيقام خلال المهرجان معرض «لئلا ننسى: معالم خالدة في ذاكرة الإمارات»، وتُشرف عليه مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ويسعى المعرض إلى توثيق تاريخ التطور المعماري والحضاري لدولة الإمارات خلال القرن الماضي. وتشتمل العروض الفنية على المسرح المفتوح برامج تفاعلية متنوعة، مثل إحياء الأغاني والفلكلور الشعبي، وبرنامج «سينما إماراتية»، ويضم مجموعة من الأفلام القصيرة التي أنتجتها «Twofour54»، وعروض الرسم بالرمال، تصاحبها أنغام عزف حي على الربابة الإماراتية. بالإضافة إلى تقديم فنون متنوعة، وورش للحرف اليدوية يستفيد منها الزوار من مختلف الأعمار. ومن الفعاليات الجديدة التي ابتكرها المهرجان، فعالية «القهوة» التي تقدم تجربة ثقافية إماراتية عصرية، تستعرض التقاليد المحلية الخاصة في إعداد وتناول القهوة. وجاء خلال الإعلان عن انطلاق الدورة الثالثة للمهرجان «أن استدامة التقاليد والتراث الوطني تشكل محوراً رئيساً لمهرجان قصر الحصن، وهو ما ساهم في تشجيع الأجيال الجديدة على ممارسة الفنون والحرف الإماراتية التقليدية، حيث يشارك العديد منهم بتقديم عروض لمهاراتهم في الدورة الثالثة من المهرجان». كما يشهد برنامج السفراء مشاركة شباب إماراتيين في عروض الحرف التقليدية. واشتمل المؤتمر على عرض فيديو وبإخراج أنيق ومكثف، ركّز على القيمة التراثية لقصر الحصن، وتضمن العرض جوانب فلكلورية وشعبية، تعبر عن روح المكان المحيط بالحصن، وتترجم مظاهر البهجة والاحتفالات الزاهية في الفضاء التراثي المنوع لأهل الإمارات خلال العقود الماضية. وبمناسبة الاستعداد لهذا الحدث عبر عدد من خبراء التراث والترميم الأثري عن اهتمامهم البالغ بانطلاق مهرجان قصر الحصن الحدث الأبرز الذي يشغل بال الباحثين ومحبي التراث في كل مكان. وقال مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث، الدكتور عبدالله الريس، عضو اللجنة العليا لمهرجان قصر الحصن: «في كل عام يزداد الحرص على أن يكون المهرجان متجدداً، بحيث يحمل باقة ورد من الزمن الماضي للأجيال الحالية، لكي تتعرف بشكل مباشر وحي إلى أقدم المباني التاريخية في إمارة أبوظبي، والذي يعمل اليوم على تعزيز التاريخ المحلي للعاصمة الإماراتية ومن ثم يرسم بدقة ملامح الحياة في الماضي، مؤكداً أن المهرجان في دورة هذا العام سيخرج بشكل مختلف، بحيث يكون هناك فرصة أكبر لإبراز عادات وتقاليد الدولة من خلال المناشط التراثية المختلفة، ومن خلال ما تحفل به بيئات الماضي من ثراء ثقافي وفني وتراثي واسع». وذكر بطي المهيري، من فريق عمل مهرجان قصر الحصن، أنه تم التوسع في مساحة المهرجان هذا العام بمقدار 30 في المئة عن العام الماضي، لافتاً إلى أن عدد الزوار في النسخة الأولى للمهرجان قدرت بنحو 18 ألفاً، وفي العام الماضي الذي أجريت فيه الدور الثانية كانت نسبة الحضور نحو 63 ألفاً، متوقعاً أن تصل النسبة هذا العام إلى نحو 100 ألف زائر، وأشار إلى أن سفراء قصر الحصن هذا العام سيبلغ عددهم نحو 300 طالب من الكليات والجامعات المحلية، ونحو 2500 طالب وطالبة من مختلف مدارس الإمارات. ويعتمد البرنامج، حسب رندة حيدر، مدير البرامج بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالتراث التاريخي لإمارة أبوظبي من خلال البرامج المتوافرة في قصر الحصن والمنشآت المحيطة به، والثاني يسلط الضوء على أهمية التراث المعاصر من خلال مبنى المجمع الثقافي عبر قائمة من الفعاليات والجولات التفاعلية في مختلف أنحاء المبنى. وأورد رئيس قسم المباني والمناطق التاريخية، بيتر شيهان، أن أعمال التجهيز التي تسبق عملية ترميم قصر الحصن لا تزال جارية، لكن الأجزاء التي سيسمح للزوار بدخولها في القصر تم التأكد من سلامتها بشكل نهائي، وبالنسبة للمناطق التي قد تشكل خطورة، نظراً لخضوعها لأعمال الترميم، فإنه تم العمل على تجهيزها بصورة كبيرة، خصوصاً تلك التي أدرجت ضمن برنامج الزيارة، ويشير إلى أن حالة قصر الحصن المعمارية جيدة، وأن الحصن متماسك وقوي. ويوضح مدير مشاريع أول في قسم المشاريع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أوليفر هايم، أن بعض مواد بناء قصر الحصن كانت من الحجارة البحرية والمرجانية، ويلفت إلى أن الحصن يكتسب أهمية تاريخية، خاصة أن العمل على ترميمه جارٍ، إذ إن الطبقة البيضاء السميكة المكونة من الجبس والأسمنت التي أضيفت إلى جدرانه في الثمانيات سيتم العمل على إزالتها بحذر، لكونها تسبب احتباس الرطوبة على سطوح الأحجار المرجانية والبحرية الأصلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©