الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدشين محمية الحفية في كلباء يدعم السياحة الصديقة للبيئة

تدشين محمية الحفية في كلباء يدعم السياحة الصديقة للبيئة
15 مايو 2012
تحافظ مدينة كلباء على مكانتها التاريخية انطلاقا من الاهتمام الذي أولتها إياها حكومة الشارقة لتبقى هويتها مصونة، من خلال الحفاظ على إرثها التاريخي والعمراني، بدء من البيوت والقلاع والحصون وتقاليد أهلها الأصيلة، وصولا إلى الحفاظ على طبيعتها وحمايتها. من هذا المنطلق قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء يوم الجمعة الماضي بإطلاق مجموعة من الغزلان المهددة بالانقراض في محمية الحفية بمدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، وذلك في إطار تدشين سموه للمرحلة الأولى من مشروع كلباء للسياحة البيئية. قالت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إن مبادرة إطلاق الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض في محمية الحفية بمدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة التي تعتبر كخطوة أولى من المشروع السياحي البيئي الضخم على مستوى الدولة والذي تتبناه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق بالتعاون مع الهيئة، حيث تعتبر هذه المبادرة الكريمة بمثابة ركيزة أساسية لصون التنوع الحيوي الذي يعكس استراتيجية هيئة البيئة والمحميات الطبيعة في الشارقة. وأشارت هنا الســويدي إلى أنـواع الطيور التي كانت موجودة في محمية الحفية: كانت الطيور المهاجرة تحط رحالها في موسم الهجرة وتبني أعشاشها منها طائر صياد السمك (الرفراف) أبيض الياقة الذي يعتبر من الطيور المهمة المتواجدة في المحمية وكان له حضور مميز قبل عشر سنوات بالإضافة الى الأنواع المختلفة من الطيور خاصة الطيور المائية مثل البلشون، وطيور (القاوند الأبيض) التي تواجه خطر الانقراض فهي تفقس فقط في كلباء ويوجد منها الآن خمسة وخمسون زوجا فقط، وطير الشادي المغـني، حيــث بدأت هذه الطيور تتأثر بوجود الصيادين والأنشطة غير الرشيدة. بيئة طبيعية أما عبد الله سيف عبيد اليماحي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء فقال إن المشروع يجعل مدينة كلباء تختص بالسياحة البيئية، وفي هذا الإطار يأتي الاهتمام بحميات كلباء وبمشروع إطلاق الغزلان والحيوانات الأليفة التي كانت تعيش في البيئة الإماراتية منذ القدم، بالإضافة إلى المحافظة على البيئة الطبيعية البكر بدون أي عبث للإنسان فيها، حيث أرادت حكومة الشارقة أيضا أن يكون هناك متنفس طبيعي بعيدا كل البعد عن الضوضاء الناتج عن الحياة العصرية الحديثة. ولهذا تجد أن هذه المحمية تمتد من وادي الحلو وصولا إلى البحر ناحية خور كلباء المطل على ساحل سلطنة عمان، وهي محمية طبيعية تضم أشجار السدر التي تمت زراعتها في منطقة وادي الحلو، وهي تشكل بيئة خصبة لإنتاج نوعية جيدة من عسل السدر المعروف الذي تتميز به دولة الإمارات، إضافة إلى أن المحمية تضم أنواعا جميلة من الطيور التي تعشش وتضع بيوضها في هذه المنطقة مثل الحمام البري وطيور الهدهد والصقور وأنواع أخرى كثيرة من الطيور. وأضاف: إذا أتينا لمنطقة الجبل ثم منطقة سهل كلباء الذي تم فيه اطلاق الحيوانات البرية والتي يأتي بعدها مركز التعلم، وتأتي بعد ذلك المحمية البحرية التي تتكون بشكل أساس من أشجار القرم الموجودة على لسان خور كلباء، وهذه المنطقة عبارة عن جزيرة محاذية لساحل خليج سلطنة عمان، تضم كمحمية بطبيعية هامة أنواعا من السلاحف البحرية والسرطانات والقواقع البحرية، وأنواعا من الطيور النادرة مثل (الكينج فيشر/ الصياد الملك) وغيره من الطيور الجميلة. مركز للطيور والغزلان وأطلقت شركة (شروق) هذه المبادرة التي ستمتد على ثلاث مراحل لمدة ست سنوات كاملة ابتداء من هذا اليوم، حيث يتم خلال الست سنوات القادمة، وهذه هي المرحلة الأولى للمشروع. وفي المرحلة الثانية سيتم بناء عدد من المقاهي على البحيرة اضافة إلى بناء الشاليهات التي ستتميز بالخصوصية التي تناسب العائلات الإماراتية والخليجية. وفي المرحلة القادمة سيتم بناء سلسلة من الفنادق والمنتجعات، التي ستكون قريبة من المحميات التي تمتد لمسافة خمسة وعشرين كيلومترا ابتداء من محمية منطقة الجبل ومحمية منطقة السهل وصولا إلى المحمية البحرية والتي تم تدشينها وافتتاحها كمشروع بيئي جديد رائد ترعاه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة. وهو مشروع ضخم تشارك فيه شركات ومؤسسات متعددة، وهو مشروع سيكرس خدماته من خلال التوعية بأهمية المحميات الطبيعية لسائر الناس، ابتداء من أهالي المنطقة والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، وصولا لاستقبال الزوار الخليجيين والعرب والسياح من كافة أنحاء العالم. حماية ذاتية جميلة غانم خليفة الحميري رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام والتسويق في دائرة المعلومات والحكومة الالكترونية بالشارقة قالت في انطباعها خلال زيارة المحمية مع الوفود الإعلامية: تعتبر السياحة البيئية نوعا جديدا من السياحة الصديقة للبيئة، التي يمارسها الإنسان للحفاظ على الميراث الفطري والحضاري للبيئة، ولللسياحة البيئية العديد من الإبعاد من أهمها، البعد الاقتصادي والبعد التنموي بعد الحفاظ على البيئة، خاصة وأن السياحة البيئية تعد صناعة تدر دخلا يمكن إضافته الى الدخل القومي، كما ان استغلال مقومات السياحة البيئية المتوفرة بكفاءة سيعمل على نمو السياحة الداخلية والخارجية. وتضيف الحميري: تتداخل نشاطات السياحة ومكوناتها مع العديد من المجالات، فهناك عوامل وعناصر تجذب الزوار وهي تتطلب خططا للتسويق وبرامج الترويج للسياحة، وتجهيزا للمرافق وخدمات الإيواء والضيافة وخدمات النقل وخدمات البنية التحتية، الى جانب الخدمات المختلفة الأخرى، مثل (مراكز المعلومات السياحية ووكالات السياحة والسفر ومراكز صناعة وبيع الحرف اليدوية والبنوك والمراكز الطبية والبريد والشرطة والمرشدين السياحيين)، والتي تعمل جميعها على خلق المزيد من فرص العمل، وزيادة معدلات نمو الدخل من السياحة حيث إنها تعمل على تنشيط باقي الأنواع السياحية الأخرى، كما تعد السياحة البيئية أحد أهداف الحماية والحفاظ على المحميات الطبيعية بكافة أنواعها، لا سيما وأنه يتم الانفاق على صون المحميات من دخلها، وهو ما سيسهم بصورة اكبر على الحفاظ عليها ذاتيا، دون أي أعباء على الميزانية المالية العامة، ومن خلال التسويق والدعاية للمحميات يمكن العمل أيضا على نشر التوعية البيئية للحفاظ عليها. أما سعيد سامي إعلامي من المملكة المغربية فقال في انطباعه عن المشروع: كل مشروع ينشد الحفاظ على أشكال الحياة البيئية، يعد أمرا ايجابيا يستحق الإشادة والتقدير، وحضور صاحب السمو حاكم الشارقة شخصيا أعطانا انطلاقة للمشروع من خلال اطلاق الغزلان وانواع من الطيور البرية والنادرة في محمية كلباء البيئية، إشارة واضحة للاهتمام الرسمي في الدولة بمكانة الحياة البرية والقيم البيئية التي أصبحت عنصرا استراتيجيا ينسجم مع التوجهات العالمية النظيفة، ولاشك أن المشروع سيشكل اضافة نوعية للمكونات البنيوية التي تتمتع بها مدينة كلباء المتمتعة بكافة العناصر الطبيعية من جبال ووديان وبحار، مما يجعل منها وجهة سياحية متكاملة من حيث عوامل الجاذبية في استقطاب هواة الطبيعة من داخل الدولة وخارجها في مختلف أوقات السنة. وأضاف سعيد: أما الجولة الصحفية فكانت طبيعية بالنظر لمناسباتها باعتبارها مهمة لمن يمتهنون مهنة الصحافة، وكانت مناسبة لاكتشاف منطقة من اروع المناطق السياحية في الإمارات والوقوف على ما يمكن أن تؤول إليه من تقدم سياحي وبيني في المستقبل. مواكبة إعلامية في حين قالت يسر وسام الدباغ منسقة العلاقات العامة في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): كان الهدف الرئيسي من الرحلة إلى مدينة كلباء هو فسح المجال للإعلاميين للمشاركة في تدشين المرحلة الاولى من مشروع كلباء للسياحة البيئية بحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، هو مشاهدة إطلاق الغزلان النادرة عن كثب، وصولا لمشاهدة عرض الطيور الفريدة من نوعها. حيث رغبت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) من وراء ذلك تقديم الفرصة للجهات الإعلامية لمواكبة الحدث من مراحله الأولى ومتابعة التطور والنمو في المحمية والمشروع بأكمله منذ اليوم حتى السنوات الست المقبلة القادمة. خطوة أولى أوضحت هنا سيف السويدي أن إطلاق الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض في محمية الحفية يعتبر خطوة أولى مرحلية لانطلاق (مشروع كلباء للسياحة البيئية)، حيث تم إطلاق 18 من الغزال (الآدمي) الذي يتميز بحاسة السمع والبصر و21 نوعا من الصقور منها (الحر والجير والوكري والقرموشة والشاهين)، بالإضافة الى (عقاب الاسفح والبومة النسرية) وهي اكبر انواع البوم في العالم، وتعيش البومة النسرية في الصحارى والغابات. ويتم تغذية الحيوانات والطيور من خلال مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض، وقد تم افتتاح المركز عام 1997، ليكون مركزا متخصصا في حماية الحياة البرية فى شبه الجزيرة العربية، من خلال تطوير برامج إكثار للحيوانات العربية المهددة بالإنقراض، وتنفيذ ورش عمل في مجال ادراة الحيوانات والعناية الصحية والتغذية، وقد نجح المركز في إكثار العديد من هذه الأنواع وللمرة الأولى في الاسر وتشمل بعض الطيور واسماك الوديان والضفادع والسحالي، كما يهدف المركز تزويد حدائق الحيوانات المهتمة بالانواع المحلية، وكذلك إكثار انواع من هذه الحيوانات من أجل اعادة توطينها في بيئتها الطبيعية، والتي اختفت منها بسبب النشاطات البشرية المختلفة وعوامل عديدة أخرى. جدير بالذكر أن مدينة كلباء تضم مناطق عدة مثل منطقة الخوير وخور كلباء ومنطقة سور كلباء والمحطة وسهيلة والمصلى والعود والقادسية والمفرق والبراحة والبردي وحطين والبطين البراحة والقلعة، بالإضافة إلى وجود ثلاث قرى تتبع كلباء، وهن طريف والغيل ووادي الحلو.
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©