الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة أوروبية لحماية آذان الأوروبيين من الصمم

حملة أوروبية لحماية آذان الأوروبيين من الصمم
30 يناير 2006
ذكرت دراسة ألمانية اجريت على 4 الاف مريض في 31 مستشفى بين عامي 1998 و2004 ان تعرض المرضى للضجة السمعية يزيد مخاطر الاصابة بنوبات قلبية· وتختلف النسبة بين الرجال والنساء بحيث ترتفع بمعدل 3 مرات لدى المرأة·· وقد أوصت لجنة طبية أوروبية بتخفيض أصوات الضجيج في أماكن العمل من 85 ديسيبل إلى ·65
والضجيج والضوضاء هما من الظواهر التي تؤثر على الإنسان صحيا ونفسيا خصوصا تلك الاصوات المنبعثة من الطائرات والسيارات والمصانع والآلات الموسيقية والمذياع وغيرها···
ومن المعروف ان وحدة قياس الضوضاء هي ديسيبل وكل صوت زاد عن 90 (د·ب) فهوضار، فمثلاً صوت الشاحنة يصل الى ،90 ومجموعة الآلات الموسيقية ،114 والطائرة ·150
وفي سبتمبر العام 2002 اصدرت الحكومة الالمانية قرارات تتعلق بالوقاية من ضجيج الأجهزة والماكينات، وحددت سبعة وخمسين ماكينة مختلفة، ومن بينها خلاط الخرسانة والمطارق الهيدروليكية وماكينات الكنس والمنشار المجنزر وجهاز شفط أوراق الشجر وآلة جز الحشائش، وحددت القرارات النسب المسموح بها لأصوات تلك الماكينات· ومن المتوفع ان تصدر قرارات جديدة في العام الحالي لتخفيض النسب المحددة مرة أخرى بالنسبة لأكثر هذه الماكينات ضجيجا·
يقول علماء البيئة الصحية الألمان إن اجتماع عاملي الضجيج، والمواد الضارة في الجو، يعزز مخاطر إصابة الأطفال بالربو والتهاب القصبات· وأجرى الباحث هارتموت ايزين وزملاؤه دراسة حول علاقة الضجيج بالربو في مركز الصحة العامة في لاوتربيرغ (قرب برلين)، وتوصلوا إلى أن الأطفال الذين يعيشون في أماكن الضجيج الصناعية هم اكثر عرضة من غيرهم للربو والتهاب القصبات·
ونشر ايزين النتائج الأولية من الدراسة في مجلة 'الصحة والضجيج'، حيث قارن الباحثون طوال 5 سنوات المعطيات الطبية عن صحة 400 طفل ألماني بالعلاقة مع الظروف البيئية التي يعيشها·
وعن العلاقة بين الضجيج والربو جاء في الدراسة أن شدة الضجيج قرب نوافذ الأطفال المقيمين قرب مناطق الضجيج والتلوث ترتفع إلى 60 ديسبل· ويرى العلماء أن دور الضجيج يتمثل في تحوله إلى عامل 'توتر' يؤثر في الطفل أثناء نومه·
ومن المشكلات التي يسببها الضجيج نقص القدرة على العمل، إذ تُبيِّن الدراسات أن الأشخاص الذين يعملون في أجواء يرتفع فيها مستوى الضجيج يُعانون من أمراض الجملة العصبية أكثر بثلاث مرات ممن يعملون في الأجواء الهادئة، ويعانون من أمراض ارتفاع ضغط الدم أكثر بـ1,4 مرة، ومن أمراض جهاز السمع أكثر بـ18,3 مرة، كما أن 70% ممن يشتكون من الضجيج المرتفع يشتكون أيضاً من الصداع والتحسس والتعب السريع وطنين الأذن، في حين أن 48% منهم يشكون من النوم غير الهادئ والأحلام المزعجة والفقدان الجزئي للشهية إضافة إلى الشعور بالضيق والانقباض·
وتشن في 25 بلدا أوروبيا الآن حملة قارية لرسم خرائط لمستويات الضجيج في المدن، وينص مشروع الحملة على وضع خرائط ضجيج لكافة المدن الأوروبية التي يزيد عدد سكانها عن 258,888 نسمة، وفي مناطق الطرق الرئيسية وخطوط القطارات والمطارات مع حلول نهاية شهر يونيو 2007 بما في ذلك البلدان الأوروبية الشرقية العشرة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في ·2004
وتأتي مدينة باريس في مقدمة المسعى، حيث يسابق العلماء الزمن لإصدار أول خرائط ثلاثية الأبعاد (مجسمة) لمستويات الضجيج في الليل· أما خرائط النهار التي تظهر عليها مستويات ضجيج السيارات على الطرق بألوان قوس القزح المتدرجة من الأخضر الذي يمثل الهدوء إلى الأصفر والأحمر والأزرق الغامق للضجيج الصاخب المزمن، فقد اجتذبت أكثر من 150 الف زيارة منذ أن وضعتها بلدية باريس على موقعها على الإنترنت في شهر مايو الماضي·
وقد سبقت بروكسل غيرها من المدن في استعمال خرائطها لتحديد الناس الذين يحق لهم الحصول على معونات مالية مخصصة للتخلص من الضجيج لأنهم معرضون لمستويات عالية من ضجيج حركة السير·
وتظهر خريطة لندن التي أصبحت جاهزة في نهاية السنة المنصرمة أن الضجيج المتولد في الطرق الرئيسية يمكن سماعه من مسافة تزيد عن الكيلو متر·
وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 40 في المئة من سكان الاتحاد الأوروبي (150 مليون نسمة) معرضون لضجيج حركة المرور الذي يزيد عن 55 ديسيبل، وإن حوالى 30 في المئة يعانون من مستويات ضجيج عالية في الليل تمنعهم من النوم·
وتشير دراسة حديثة الى أن سكان المدن المكتظة في دول العالم الثالث هم الأكثر عرضة للاصابة بالصمم بسبب التلوث السمعي، وتفسير ذلك ان الأذن التي اعتادت أن تسمع بين 30 و40 ديسيبل، لا تسمع إلا ابتداء من 60 ديسيبل بسبب الضجيج الذي يعتبر من أهم أسباب فقدان السمع أو ضعفه لدى الناس·والضجيج قديم بالنسبة إلى الإنسان، إذ تشير بعض الكتابات على بعض الألواح الطينية التي وُجدت في سومر وبابل إلى الملل والسأم من المدينة التي تعج بضوضاء الإنسان، كما كان يُمنع إصدار الأصوات ليلاً في المدن الإغريقية والرومانية، وتُفرش الشوارع حيث كان يسكن الفلاسفة بمواد تُقلل من أصوات العجلات وحوافر الخيل، ومُنِعت إقامة الصناعات المعدنية في مراكز المدن، لأنهم كانوا يعدون أن الضوضاء تحد من قدرة الفلاسفة والمفكرين على التفكير والعطاء· أما دانتي صاحب 'الكوميديا الإلهية'، فقد عدَّ الضجيج من اختراع الشيطان، لأنه يقضي على التركيز ويمنع العقل من الإبداع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©