الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موسيفيني وتحديات «الرابعة»

17 مايو 2011 22:56
كان "رونالد سينكومبي" ضمن الحشود التي تجمهرت بكثافة يوم الخميس الماضي على طول الطريق المؤدي إلى المطار الدولي في أوغندا استقبالاً للمعارض العائد إلى بلاده، ألا وهو "كيازا بيسيجي" الذي يعتبره العديد من المواطنين الرئيس الحقيقي للبلاد بعد انتخابات مثيرة للجدل جرت خلال فبراير الماضي. وعن سبب حضوره لاستقبال زعيم المعارضة، يقول "سينكومبي" إن الأشخاص الذين توافدوا على طريق المطار لتحية المعارض يمثلون الأوغنديين الحقيقيين، وقد جئنا بهذه الكثافة لنعبر عن موقفنا السياسي وعن رغبتنا في التغيير"، وكان المعارض الشهير "بيسيجي" قد وصل إلى مطار أوغندا يوم الخميس الماضي قادماً من نيروبي بعدما تلقى العلاج هناك بسبب إصابته بجروح لدى تدخل قوى الأمن الحكومية التي اعتقلته على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد مطالبةً بخفض الأسعار المرتفعة وإصلاح الأوضاع الاجتماعية للمواطنين. وعلى طول الطريق التي تجمع فيها أنصار "بيسيجي" تدخلت قوات الأمن الحكومية لتفريق المستقبلين الذين رفعوا شعارات مرحبة بالمعارض القادم من كينيا، وقامت بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى إطلاق الذخيرة الحية على المتجمهرين، ما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل حسبما أفادت تقارير إعلامية. ويحذر المراقبون أن احتجاجات المعارضة بعد مجيء "بيسيجي" قد تؤشر إلى الاضطرابات التي تنتظر البلاد في ظل الانقسام، الذي يمزق أوغندا في هذه المرحلة بين الحكومة والمعارضة، وفي ظل الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شابتها العديد من علامات الاستفهام حول نزاهتها وتعبيرها الحقيقي عن إرادة المواطنين. وتزامن قدوم المعارض الأول في البلاد مع أداء "يوري موسيفيني"، الذي حكم أوغندا لأكثر من ثلاثة عقود،، القسم الدستوري لولاية رابعة أمنتها له الانتخابات الرئاسية التي نُظمت في شهر فبراير الماضي، ولم يتأخر مساندوه عن إظهار حضورهم فيما اعتُبر استعراضاً للقوة أمام المعارضة، حيث تجمهروا وسط العاصمة كمبالا للاستماع إلى خطاب الرئيس، وهم يلوحون بأعلام صفراء باعتبارها اللون الذي يرمز إلى حركة "المقاومة الوطنية"، التي يتزعمها الرئيس. وخلال الخطاب تعهد "موسيفيني" بتحويل البلاد إلى دولة للدخل المتوسط في غضون السنوات الخمس المقبلة وتحسين الحياة المعيشية للمواطنين، مشيراً كيف أن الانتخابات الأخيرة التي أحرز فيها نصراً ساحقاً تدل في رأيه على وحدة البلاد والتفاف الناس وراءه، قائلاً "لقد فزنا بنصر كبير في جميع المناطق، وهو نصر يؤكد وحدة الأوغنديين، وأنهم لأول مرة يتألفون في إطار إجماع وطني واحد". بيد أن المراقبين يرجعون تفاؤل موسيفيني بشأن مستقبل البلاد إلى الدعم الغربي بسبب مشاركة أوغندا بقواتها في الصومال لدعم الحكومة المتداعية، ووقف زحف القوى المتطرفة، بل الأكثر من ذلك تستند ثقة الرئيس الى استعداد البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة، لضخ أول منتوجها من النفط الذي يقارب 5.2 مليون برميل من الاحتياطات التي تزخر بها البلاد وهو ما يزيد من تقريبها إلى الغرب وباقي القوى الدولية المستهلكة للطاقة. لكن رغم هذه الأوراق التي يستغلها "موسيفيني" لإحكام سيطرته على السلطة والبقاء في منصب الرئاسة لمدة أطول، يواجه حكمه تحديات كبيرة بسبب تصاعد نفوذ المعارضة ومطالبها بالإصلاحات الديمقراطية، وهو ما يعبر عنه "ليفي أوشينج"، المحلل المستقل بقوله: "في النهاية سيفقد الحكم شرعيته بتمسكه الطويل بالسلطة، وسيقوض كل الإنجازات التي حققها على مدى السنوات الماضية. ماكس ديلاني أوغندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©