السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب أولاً..

الشباب أولاً..
28 مايو 2014 22:22
تبقى العلاقة القائمة بين الشباب المبدع، وبين المؤسسات الرسمية والحكومية الحاضنة له والمرتبطة بماهية نتاجاته، الصورة الأكثر حقيقية للحركة الثقافية التي تسود المناخ العام في أي مجتمع. ومن هنا، تبدو صورة المجتمع الإماراتي في محاولة دائمة للوصول إلى المثالية، من خلال تخطي السلبيات والإضاءة على أبرز الإيجابيات، آخذةً بعين الاعتبار كل ما من شأنه أن يؤثر على مسيرة تطورها، وبالتحديد من فئة الشباب، عماد الحاضر، وبناة المستقبل. ساسي جبيل - عبير زيتون محمد وردي - رضاب نهار تختلف الآراء وتتشابك فيما بينها، حول فعالية تلك المؤسسات والهيئات الحكومية أثناء دعمها لإبداعات الشباب المتنوعة. كذلك تختلف تبعاً لتنوع النتاجات، وفي بعض الأحيان، تختلف بين داعمٍ ومدعوم، كما أنها قد تلتقي وتتشابه. «الاتحاد الثقافي» حمل رؤى الشباب وبعض المآخذ والملاحظات التي وردت في الاستطلاع إلى إدارة المؤسسات الثقافية، فبعضها اعتبرها محقة، ورد عليها بما يليق بدوره الثقافي، والبعض الآخر سعى لتوضيح أنشطته الخاصة بالشباب، وتحركاته المستقبلية فيما يخص هذا القطاع الحيوي من المجتمع، والبعض الآخر نامت الأسئلة لديه بسبب فعاليات مهرجان المسرح الخليجي، والمؤتمر الدولي الرابع للغة العربية، والمنتدى الإعلامي العربي وغيرها الكثير من الفعاليات والانشغالات الثقافية التي نظمت في وقت متقارب. وهنا بعض الردود: دعم وابتكار الدكتور حبيب غلوم العطار مدير إدارة الثقافة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، يقول: «نحن كوزارة، معنيون بالشباب بشكل كبير، إذ إنها أولاً وأخيراً وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. لذا فالبرامج الشبابية لدينا كثيرة ومتنوعة وتغطي مجالات السينما والموسيقى والمسرح والفن التشكيلي والأدب بشكلٍ عام. وعلى سبيل المثال، أذكر برنامج دعم الموهوبين سينمائياً، وبرنامج دعم المبدعين في قطاع الكتابة، حيث تكمن مهمتنا، في طرح وإبراز الشباب المبدع للساحة الثقافية هنا، بعلاقتها مع حركة الثقافة العامة في دول الخليج والوطن العربي والعالم أيضاً». ويضيف: «نحاول دائماً أن نبتكر ما هو جديد لجذب الشباب وتحفيزهم على الإبداع والابتكار الأدبي والفني. وتأتي المسابقات التشجيعية والحماسية بين الجامعات في كل الإمارات، كمثال على طرق الدعم في الوزارة، حيث نقوم باختيار ثيمة أساسية للعمل عليها، ويجدر بنا أن نذكر، أن أبواب المشاركة والمنافسة في كثير من الأحيان مفتوحة للإماراتيين وغير الإماراتيين». «كل مشاريعنا تبدأ وتنتهي عند الشباب. والوزارة كلها بميزانيتها تسعى لدعم المحتوى الإبداعي الشبابي، الأمر الذي يوصي به ويحضّ عليه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ما يعني أن كل الإمكانات متاحة ومرصودة من أجل مهمتنا في إشراك شبابنا بالعملية التطويرية ذات الأصول الفنية والثقافية داخل مجتمع الإمارات». ويشير الدكتور حبيب إلى أن التجربة من أساسيات العمل الإبداعي، وغالباً ما تفيد المشتغلين في العمل المسرحي نفسه، ويلفت إلى أنهم في الوزارة عندما يقدمون للمجتمع مبدعاً جديداً، يعرضون عمله قبل أي شيء على المختصين والمثقفين لديهم، ليقوموا بإجراء بعض التعديلات عليه بالتشاور والتواصل مع المبدع. وطبعاً لا يستطيعون تجاوز عدم صلاحية هذا العمل أو ذاك، أو فقدانه لإحدى مبادئ الموهبة والإبداع. فمن الضروري الاهتمام بالنوعية إذا ما كنا نريد الوصول إلى ثقافة متينة وحقيقية. على رأس الأولويات ويشير الدكتور علي بن تميم مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إلى أن الهيئة تضع الشباب المبدع ضمن أولى اهتماماتها في كل المشاريع التي تطرحها، مبيناً أن أحد فروع جائزة الشيخ زايد للكتاب مخصصة للمؤلف الشاب وليس فقط من الإمارات إنما من كل الوطن العربي، إلى جانب مشروع «كلمة» للترجمة ومشروع «قلم» المهتم بدعم الكتابات الشابة، ومشاريع أخرى كثيرة ومتنوعة قد برزت مؤخراً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مثل بادرة «ضاد». كما يؤكد أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي بات حدثاً ثقافياً عالمياً يستقطب إليه سنوياً أبرز أعلام الثقافة في العالم، وفضلاً عن احتفائه بالكتاب والمؤلفين والناشرين من الشباب، يلقي الضوء على أمثالهم من الفنانين التشكيليين والموسيقيين والسينمائيين والمسرحيين. ويقول: «في المعرض، قدمنا دعمنا الكامل للمؤلفين الإماراتيين من الجيل الجديد دون تمييز بين أحد وآخر. حتى أننا ركزنا في مهمتنا على النصوص الإماراتية المكتوبة عن الطفل، باعتبار الأطفال من أكثر الشرائح الواجب الاهتمام بثقافتها في المجتمع. وبالمقابل، رصدنا حركة نقدية سلّطت الضوء على التنوّع الثقافي الحاصل، وتحديداً على الحركة السردية التي باتت اليوم قوية جداً». أما فيما يخصّ العقبات والعوائق التي تقف بوجه دعم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للمواهب الشابة، فيبيّن الدكتور علي بن تميم: «تكاد لا توجد أي عقبات، على العكس تماماً فكل الأمور وآليات العمل متاحة ومسخّرة من أجل تعزيز مستقبل المواهب الإبداعية من جيل الناشئة. المكتبات متوافرة، الفرص متاحة أمام الجميع، وثمة الكثير من الجوائز التشجيعية». وفي تتمة حديثه يقول: «لكني أرغب بالقول إن المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة ليست طوباوية مثالية، إلا أنها تسعى دائماً لتدارك النقص في طريقها للنجاح. النقص من طبيعة أي هيئة أو مؤسسة، لكن العبرة تكمن في الأداء وفي الآليات المتراكمة التي ستطوّر من أدائنا مستقبلاً. كما من الضروري الأخذ بعين الاعتبار التطورات الدائمة والمتبدلة التي تطرأ على مجتمع الشباب، في ظل الظروف الراهنة والمستجدة. فما نحتاج إليه اليوم قد لا نحتاج إليه بعد 4 سنوات». ولا تكتفي هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بتعزيز دور الناشرين والمؤلفين من قاصين ورواة وشعراء ونقاد وباحثين من الجيل الشاب، فهي في الوقت نفسه، ترعى المواهب الفنية الشابة التي تتقاطع ميولها مع التراث الإماراتي الذي تركّز «الهيئة» في جميع فعالياتها، على ضرورة استحضاره والحفاظ عليه. عن هذه النقطة، تخبرنا الخبيرة التراثية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صافية القبيسي، أنّ مشاريعهم تحتضن الشابات اللواتي يرغبن في تعلّم الحرف الإماراتية التراثية، كالسدو والتلي وغيرهما. وتقول: «دائماً تأتي إلينا في مقرنا داخل المسرح الوطني بأبوظبي، فتيات يطلبن احتراف المهن القديمة التي باتت اليوم تحمل قيمة ثقافية كبيرة في مضمونها، وتعتبر من الأساسيات التي يقوم عليها حاضر دولتنا. وبدورنا نهيئ الآليات اللازمة كافة لتعليمهن، ونحرص على أن يمارسن ما تعلّمنه بكل إتقان». وتضيف القبيسي: «أيضاً نقوم بمساعدة الشابات صاحبات المشاريع الإبداعية المتعلقة بالفنون التراثية، كدور الأزياء والمشاغل الحرفية. وذلك من خلال طرق عدة، من بينها المساهمة بتصنيع بعض القطع الخاصة بهن. حتى أننا من هذه الناحية نستقبل الشباب والشابات، ومن جميع الجنسيات». مجتمعات شابة يقول جمال بن حويرب العضو المنتدب في “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم”: المجتمعات العربية بصفة عامة ذات طبيعة شابة إذ إن فئة الشباب هم الغالبية بين فئات المجتمع، بل إن شباب الوطن العربي لوحده يشكل 20% من فئة الشباب حول العالم، وهو ما يعكس أهمية هذه الشريحة وتأثيرها على النسيج الاجتماعي من كل جوانبه اقتصادية كانت أو ثقافية أو حتى سياسية وأمنية. هذه الأرقام والحقائق تؤكد ببساطة أن اهتمامات واحتياجات وتطلعات هذه الفئة إن لم تكن على سلم أولويات صانعي القرار وراسمي السياسات فنحن بلاشك أمام خلل ستظهر نتائجه عاجلاً أم آجلاً. إن مخاطبة الشباب وإيجاد الحلول لتمكينهم لا يأتي بالمبادرات الفردية لجهات بعينها، بل هي من الأمور التي تتطلب وضع سياسة عامة تتكاتف وتتكامل خلالها مؤسسات الدولة، وهذا ما نلمسه في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويضيف: “نحن في “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” معنين بنشر الثقافة والتشجيع على القراءة وتعزيز اللغة العربية وتبنى المواهب المبدعة، وهذه الاهتمامات ترجمناها لمشاريع ومبادرات تستهدف الجميع وفي مقدمتهم الشباب. أذكر مثلاً مبادرة “بالعربي”، فهي مبادرة شبابية في المقام الأول، جاءت من بنات أفكار مجموعة من الشباب وطلاب الجامعات في دولة الإمارات تقدموا بها إلى المؤسسة، التي سارعت لتبني الفكرة وتطويرها انطلاقاً من أهدافها الرامية إلى توفير الفرص للشباب العربي وإعدادهم لقيادة منطقتهم إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. وهدفت المبادرة الفريدة من نوعها إلى محاولة تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية، وتشجيع الشباب العرب على استخدام لغتهم الأم عبر شبكة الإنترنت. وتم إطلاقها رسمياً بمناسبة “اليوم العالمي للغة العربية”، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك من خلال التشجيع على استخدام اللغة العربية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر، وفيس بوك وانستغرام فقط باللغة العربية طيلة يوم المبادرة كمظهر من مظاهر الاحتفاء باللغة العربية. وقد لاقت فور الإعلان عنها تفاعلاً رسمياً وشعبياً ودعماً واسع النطاق، حيث أعلن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية عن دعمه لها، وأثنى عليها إضافة إلى العشرات من الشخصيات الرسمية رفيعة المستوى في الحكومتين الاتحادية والمحلية”. ويتابع بن حويرب: “كما أن المؤسسة أطلقت، “برنامج دبي الدولي للكتاب”، الهادف إلى توفير ما يلزم من دعم للمؤلفين الإماراتيين والعرب والوصول بهم إلى العالمية، والارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً، وتستهدف المرحلة الأولى من البرنامج مائة من الشباب الكتاب والمؤلفين من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ولن يقتصر دعم المؤسسة على نشر المؤلفات للأعضاء في البرنامج بل يتعداه إلى تقديم العون اللازم للمؤلفين ليتجاوزوا النطاق المحلي وصولاً إلى العالمية. وقامت المؤسسة مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع الروائية اللبنانية نجوى بركات لتنظيم ورشة عمل متخصصة في الكتابة الإبداعية، وتحديداً في مجال الرواية ليستفيد منها مجموعة من الكتاب المواطنين المنتسبين في المرحلة الأولى للبرنامج”. وفي مبادرة تعكس مدى اهتمام “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم” بالتعرف على اتجاهات الشباب وطرق انخراطهم في العمل الثقافي، نظمت المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مجموعة من ورشات العمل الإقليمية والوطنية المتخصصة كجزء من التحضيرات لإطلاق “تقرير المعرفة العربي الثالث”، الذي سيحمل عنوان “الشباب وتوطين المعرفة”، والمزمع إصداره في العام الجاري 2014. وتركّز هذه المبادرة المشتركة على مفاهيم دمج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة من ناحية تعريفها وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأولويات التي يجب التركيز على نقلها. كما أن المؤسسة لم تغفل فئة الشباب حين أطلقت مبادرة “عائلتي تقرأ”، حيث تم تخصيص كتب تخاطب وتستهدف فئة الشباب من الجنسين، وتهدف المبادرة إلى رفع المستوى المعرفي لدى جميع أفراد الأسرة من خلال التشجيع على القراءة عبر باقة مختارة وقيمة من الكتب الشهيرة على المستوى العالمي، والتي حققت مبيعات كبرى في مجالات متعددة، وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية وتوزيعها على الأسر الإماراتية. محفظة شاملة يقول ياسر القرقاوي مدير إدارة المشاريع والفعاليات بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون: «إن أحد المنطلقات الرئيسية لتطوير المشهد الإبداعي المحلي، يرتكز على فهمنا العميق لتغير المفاهيم الثقافية من جيل إلى آخر، وإدراكنا لأهمية التركيز على غرس القيم الثقافية الجوهرية المتأصلة في تراثنا في نفوس المبدعين الشباب، ليكونوا قادرين على الارتقاء بالحراك الثقافي والفني إلى آفاق جديدة من التميز، وتترسّخ ثقافة الماضي الأصيل في نفوس المواهب الصاعدة، لتعمل بدورها على إثرائها بروح هذا الزمن، عبر رؤية جيل الشباب العصرية للعالم من حوله». ويضيف: «إن (الهيئة) أطلقت محفظة شاملة من الخدمات الفنية المتخصصة التي تهدف إلى اكتشاف المواهب الإماراتية ورعايتها وتطوير إمكاناتها ضمن مجالات الفنون البصرية وفنون الأداء والسينما والآداب. وتعمل (الهيئة) على توفير المستلزمات وتهيئة البيئة النموذجية لحفز نمو وازدهار المشهد الفني المحلي، من خلال توفير منصات لعرض إبداعات الفنانين، وتزويدهم بالنصائح والتوجيهات اللازمة». ويؤكد القرقاوي أن «الهيئة» تعمل على ابتكار برامج جديدة ومميزة في كل ميادين الثقافة، بحيث تساهم بشكل كبير في صقل المواهب الإماراتية والمحلية الشابة من خلال الدورات والورش الفنية والثقافية في كل المجالات، إضافة إلى وضع مبادرات عديدة تتناسب مع كل فئات المجتمع، من خلال المهرجانات والمواسم الفنية، وهنا بعض هذه المبادرات التي تقدمها «دبي للثقافة» لفئة الشباب: ? «موسم دبي الفني»، وهو مبادرة شاملة تجمع تحت مظلتها مختلف الفعاليات والأنشطة الإبداعية التي تحتضنها دبي. وتنطلق فعالياته مع أول أيام «أسبوع الفن» الذي يتضمن كلاً من «معرض سكة الفني»، و«أيام التصميم - دبي»، و«آرت دبي»، و«معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة» (كوميك كون). ? معرض «سكة الفني» هو أول مبادرة سنوية من نوعها تهدف إلى عرض إبداعات الفن الإماراتي وتقديم الدعم له. ? «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، هو المنصة الأبرز للمسرحيين الشباب، من ممثلين ومخرجين وكتاب ومصممي أزياء ومهندسي إضاءة أو اختصاصيي مكياج، فجميع هذه الفئات تستفيد من ورش العمل والندوات التي تتناول جميع نواحي صناعة العمل المسرحي وإنتاجه. ? مراكز التنمية التراثية في المدارس الحكومية بإمارة دبي، وتقع ضمن مبنى المدرسة، حيث يتم التعاون مع إدارتها لممارسة الأنشطة التراثية الطلابية على مدار السنة، ويطلق عليها أسماء خاصه من قبل «الهيئة». ? «مبادرة روح دبي» للتعريف بجوهر إمارة دبي وتميزها، عبر تفعيل مشاركة أبناء البلد في تصوير ملامحها وتسليط الضوء على ثراء الحياة الثقافية والاجتماعية فيها، من خلال الأفلام السينمائية لمخرجين إماراتيين متميزين. ? «برنامج الفنان المقيم»، ويشكل البرنامج منصة مهمة لتبادل الأفكار بين الفنانين الإماراتيين والعالميين. ? «الفن في المدينة»، وهي مبادرة ثقافية بالتعاون مع «مجموعة دبي للعقارات»، تهدف إلى تسليط الضوء على مفاهيم الفن في المناطق العامة. واستقطب المشروع أكثر من 40 عملاً فنياً للعرض على حائط مؤقت على شكل لوحات إعلانية، ممتدة على ممشى الأبراج التنفيذية بمنطقة الخليج التجاري. ? «حافلة الفن»، وهي مبادرة أطلقتها فعالية «الفن في المدينة»، لتجوب شوارع دبي وتسلّط الضوء على المعارض والصالات الفنيّة في أرجاء دبي. ? «خدمات الفنون»، ويتم من خلالها رعاية الشباب الإماراتيين عبر الورش والدورات والاستشارات المتخصصة بجميع أنواع الفنون. من جهتها، تؤكد فاطمة المهيري مساعد مدير قسم الدعم الثقافي والفني بإدارة المشاريع والفعاليات بثقافية دبي أن «ثقافية دبي» تتعاطى إيجابياً مع الشباب من خلال إدارة خاصة حققت إلى حد الآن العديد من الإنجازات لهذه الفئة المهمة داخل المجتمع الإماراتي التي يعول عليها كثيراً لبناء المستقبل. وتعتبر المهيري أن مهرجان دبي لمسرح الشباب هو «المنصة الأبرز للفنانين الشباب الإماراتيين الذين يطمحون للعمل في مجال المسرح. سواءً كانوا مخرجين، كتاباً، ممثلين، مصممي أزياء، مهندسي إضاءة أو اختصاصيي مكياج، فإن كل واحد منهم سيستفيد من برنامج ورش العمل والندوات التي تتناول جميع نواحي صناعة العمل المسرحي وإنتاجه. ويرتقي المهرجان ليصبح معهداً حيوياً ومنصة مميزة لمجتمع المسرح الراقي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويحصل الفائزون بجوائز مهرجان دبي لمسرح الشباب على فرص عمل مميزة في قطاع الإعلام والفنون الأدائية». وتشير إلى تجربة مراكز التنمية التراثية في المدارس الحكومية بإمارة دبي، وتقول: «هذه المراكز هي ضمن المبنى المدرسي يتم تخصيصها بالتعاون مع إدارة المدرسة لممارسة الأنشطة التراثية الطلابية، وستدار هذه المراكز من قبل المعلمات وإدارة المدرسة، وسيطلق عليها أسماء خاصه من قبل (الهيئة) وستقام فيها أنشطة تراثية على مدار السنة». وعن مدى النجاح المتحقق في المساهمة في الأخذ بيد المبدع الإماراتي الشاب، أكدت فاطمة المهيري أن ذلك يكون من خلال قسم الدعم الثقافي والفني، حيث يوجد قسم خاص لدعم المشاريع الثقافية والفنية المبتكرة في الإمارة من قبل الأفراد أو المؤسسات، بهدف دعم الأنشطة الثقافية والفنية ولتلبية حاجات القطاع الثقافي والفني بالإمارة، ويستطيع الشاب الإماراتي من خلال هذا القسم تقديم المقترح بكل تفاصيله ليتم دعمه ورعايته مادياً ومعنوياً. جُهوزية تامة يقول عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي في «مركز الشيخ حمدان بن محمد لإحياء التراث»: إن دور المركز، وفق استراتيجية سمو الشيخ حمدان المستقبلية، يتمثل في إحياء التراث الوطني في الدولة عموماً، سواء لجهة الجمع والتدوين والتوثيق والحفظ بطرق عصرية، مما يسمح باستمراره سليماً وبعيداً عن العبث أو التلف، لتستفيد منه الأجيال المقبلة، أو لجهة بعثه من جديد في حياتنا اليومية، كتعبير ناجز عن تاريخ الأجداد والآباء، بوصفه أحد المكونات الرئيسية لهُويتنا الثقافية ببعدها الإنساني والحضاري، المتفاعل مع الآخر بندية وتسامح يغني مستقبل الإنسانية جمعاء؛ لأن التراث بكل أشكاله هو مكتسب إنساني، ومن حق الآخرين ليس الاطلاع عليه فقط، وإنما التفاعل معه وإغناءه والاغتناء به. ويرى ابن دلموك أن هكذا مهمة جليلة وعظيمة لن ينهض بها المتخصصون والأكاديميون من ذوي الخبرات والمهارات العالية فقط، وإنما تكتمل بإمكانات وقدرات الشباب الخلاقة، سواء على مستوى الجهد والإبداع الذي يتطلب روح الشباب، أو على مستوى إعداد أجيال من الشباب المبدع، لمواصلة القيام بهذه المهمة الحضارية في بعدها الاستراتيجي المستدام، كون التراث هو معبر الأمم الآمن إلى المستقبل. ويضيف ابن دلموك أن المركز في ضوء هذه الرؤية الإبداعية لسمو الشيخ حمدان، توجه مبكراً لتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة زايد لإعداد دورات لطالباتها حول جمع التراث الشفاهي، وتنظيم المسابقات حول الشعر النبطي، والرماية، ورحلات الصيد بالصقور والشواهين، وغيرها من الفعاليات النابعة من قلب تراث الإمارات الوطني، موضحاً أن المركز احتفل قبل أيام باختتام فعاليات العام الدراسي مع طالبات الجامعة بإقامة معرض للفنون التشكيلية المتمحورة حول التراث، وآخر لصور الفعاليات التي قامت بها الطالبات، وثالث لتوزيع الجوائز على الفائزات بمسابقة أجمل قصيدة نبطية، بالإضافة إلى المتفوقات بمسابقة الرماية، التي يأمل المركز أن تتشكل لديه فرقة مؤهلة لتمثيل الدولة في المسابقات الخليجية والعربية والدولية، فضلاً عن عرض إصدارات المركز التراثية، التي تُعَدُ مادة نادرة سواء لجهة التوثيق الصوتي للقصائد النبطية، التي قالها نخبة لامعة من نجوم الشعر الشعبي، على حد قوله، أو لجهة جمع وتدوين التراث الشفاهي والمعنوي بكل أشكاله ومستوياته. ويؤكد ابن دلموك أن ذلك كله يجري العمل به في ضوء رؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد الإستراتيجية الهادفة إلى إعداد جيل من الشباب يعي دور الأجداد ويقدر تضحياتهم في بناء هذه الدولة، التي نعيش بخيراتها وننعم بأمنها واستقرارها وازدهارها بقيادة خير خلف لخير سلف. أما فيما يتعلق بطموحات الشباب لتطوير مهاراتهم وخبراتهم الثقافية، فيقول إن المركز على كامل الجاهزية لاستقبال المبادرات الخلاقة من كل الشباب الموهوبين، و«لن ندخر جهداً في تنفيذها فوراً. ونحن بصدد البحث في بعض الأفكار، خاصة لجهة التواصل بين الشباب ونجوم الأدب الشعبي والفنون التراثية محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً. كما أن المركز يبحث من جهته في كيفية إعداد البرامج التواصلية مع طلاب الجامعات والمدارس على حد سواء». ودعا ابن دلموك الشباب إلى العمل باجتهاد على تصميم الأفكار الخلاقة في محاكاة التراث واستنباط مكنوناته الثرّة، على كل المستويات الفنية تشكيلياً وموسيقياً وغنائياً وتمثيلياً، بقيم أخلاقية وإنسانية معاصرة تليق بالنهضة الإماراتية على المستويين الاقتصادي والعمراني، وحينها سيجدون «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث» على أتم الجاهزية لرعايتها وإنتاجها كما يليق بالإبداعات الشبابية. مبادرات وتدريب من جانبه، يقول باسل محمد المسؤول الإعلامي في «مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث»: إن المركز قدم العديد من المبادرات تجاه الشباب، مثل تنظيم الدورات التدريبية، التي يكون معظم جمهورها من الشباب والشابات، في مجالات الإدارة وتطوير وتنمية الذات والجوانب التربوية وغيرها. كما أن المركز سعى لإعطاء الفرصة للطاقات الشابة لتقديم مثل هذه الدورات والتدرب على مخاطبة الجمهور بجرأة وثبات. وعقد المركز كذلك العديد من الأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية لشباب في بداية عطائهم وقبل أن يلمع نجمهم في سماء الساحة الثقافية، بالإضافة إلى التدريب السنوي الذي يعقد لطلاب الجامعات في الأقسام المتنوعة بالمركز. ويضيف: المركز يتعاون مع العديد من الجهات الثقافية لتنظيم فعاليات ثقافية متنوعة خاصة بالشباب، وبفئة الطلاب تحديداً. كما يستقبل وفوداً زائرة باستمرار وتتعرف وتستفيد مما يقدمه من الخدمات الثقافية والمكتبية للباحثين مثل صور المخطوطات وتوفير المراجع والرسائل الجامعية التي تعينهم في دراستهم. وبخصوص ما يسعى له المركز من المشاريع المستقبلية، يؤكد محمد العزم إقامة نادٍ ثقافي شهري، لمناقشة مواضيع ثقافية مختلفة، منها الإصدارات الحديثة، خصوصاً الكتب المتعلقة بتاريخ الإمارات، بحيث يساهم هذه المشروع في تعريف الشباب بتاريخ الوطن والجهود العظيمة التي بذلها السابقون حتى وصلت الإمارات إلى هذا التطور والمدنية التي ينعم الجميع بظلها اليوم. ويدعو محمد الشباب إلى الاهتمام بالقراءة، ومتابعة الأنشطة الثقافية النافعة، وتخصيص وقت للتعرف إلى المؤسسات الثقافية، «فقد لاحظنا أن معظم من يزور مركزنا على سبيل المثال يفاجأ بالإمكانات والمقتنيات والخدمات الكبيرة التي يقدمها، ونحن كذلك نفاجأ بأن الكثيرين لا يعرفون عن مثل هذه المؤسسات الثقافية، على الرغم من أنها تقدم خدمات تمس تخصصاتهم في كثير من الأحيان». الفعل الثقافي المستدام يؤكد عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن الدائرة نظمت وتنظم سلسلة من البرامج والفعاليات الثقافية داخل الدولة وخارجها من أجل الشباب وبناء مداركهم الفكرية والإبداعية والارتقاء بمستوى الذائقة لديهم من خلال برنامجها الثقافي الشهري الذي يضم المحاضرات - الورش الفنية (الخط، الرسم، والتصوير)، والأمسيات الشعرية والورش المسرحية، إضافة إلى ملتقى الشارقة للشعراء الشباب، وجائزة الشارقة للإبداع العربي في ستة حقول: (الشعر، أدب الطفل، النقد، المسرح، الرواية، والقصة)، والملتقى الأول للمصورين الفوتوغرافيين الذي نظم خلال أيام الشارقة التراثية مؤخراً وضم أكثر من 200 مصور فوتوغرافي شاب، إضافة إلى الدورات الفنية التي تنظمها إدارة الفنون بالدائرة بإشراف مختصين وخبراء متمرسين بحيث تسهم بشكل متفرد في تعزيز المهارات وتطويرها وصقلها، وكذلك في دفع الهواة نحو الاحتراف من خلال المعارض التي تنظم لنتاجاتهم في نهاية كل دورة. وكذلك الورش في المسرح ومنتدى المسرح الدوري الذي ينتظم في خلق حالة من التوازن بين شباب المسرح والمسرحيون الخبراء. ويضيف: «دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة انتهجت مسلكاً واضحاً في هذا الصدد خاصة بالنسبة للشباب من خلال التعاون المشترك مع المنطقة التعليمية بالشارقة والكشافة ولجنة التوعية والتثقيف البيئي والصحة والمجلس الأعلى لشئون الأسرة ومراكز الناشئة وغيرها من المؤسسات التي تنظم معهم بشكل دوري فعاليات وأنشطة مثل مهرجان المسرح المدرسي ومهرجان المسرح الكشفي الذي تشرف عليه وتنظمه إدارة المسرح بالدائرة بالتعاون مع الجهات المعنية، الذي حقق نجاحات كبيرة ونوعية أثرت المشهد الثقافي وأثرت في مخرجاته». ونوّه العويس بأن الدائرة تفتح أبوابها لاستقبال المتطوعين وتهيئتهم للعمل الميداني في الفعاليات الكبرى: (أيام الشارقة التراثية، أيام الشارقة المسرحية، مهرجان الطفل القرائي، معرض الشارقة الدولي للكتاب، مهرجان الفنون الإسلامية، وملتقى الخط العربي) لتحقيق المزيد من التطور واكتساب المهارات اجتماعياً وعملياً، إضافة إلى التدريب والتأهيل في مختلف أقسام الدائرة علمياً وعملياً خلال العام. وتسهم أيضاً في نشر أعمال ونصوص أدبية من خلال إشراقات وهي سلسة إصدارات أدبية للشباب (قصص وشعر وروايات)، وهي إصدارات محكمة تخضع لقراءات وتحكيم وإشراف. وخلص العويس إلى القول: «إن الشباب في صميم رؤية وأهداف الدائرة من خلال الجوائز التي خصصتها للشباب في كل عام ومن خلال الفعاليات الكثيرة الموجهة أساساً إلى هذه الفئة من أبناء الدولة ومن الوافدين العرب الذين ما انفكوا ينوهون بهذا الجهد، وقد أثبتت التجربة أن عدداً كبيراً من أبناء الإمارات المبدعين في الحقول الإبداعية كافة مروا من خلال دائرتنا، وهذا ما وجهنا إليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يرى دائماً أن الشباب هو عماد المجتمع وقلبه النابض بالإبداع والعزيمة والفعل، فمن خلال المعارض الفنية ومعارض الكتب والورشات المختلفة في مجال الإبداع بفروعه المختلفة استطاعت الدائرة أن تأخذ بيد الكثير من أبنائنا، وستظل سنداً دائماً لهم». للشباب مساحتهم من جهته، يؤكد الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن الاهتمام بالشباب من أولويات المركز، ويشير إلى أن المركز منذ تأسيسه أعطى الشباب مساحة في برامجه وأنشطته ووفر الدعم والعناية للطاقات الشبابية المبدعة المتميزة في مجال الشعر الشعبي، ولم ينظر المركز إلى سن معين أو جنسية معينة أو فئة معينة أو خبرة.. إنما ينظر دائماً إلى الشعر المتميز، ومن ضمن الفئة التي اهتم المركز بإبداعها «فئة الشباب»، وقد عقد المركز فعاليات كثيرة للشباب على مختلف أعمارهم وخبرتهم في الساحة، وأقام ورش عمل لهم، وحرص على مشاركة مجموعة كبيرة من الشباب في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، المهرجان الذي لفت أنظار الشعراء وجمهور الشعر في المنطقة العربية، حسب تعبيره، كما شهد المركز إقبالاً من الشباب على المشاركة والدعم، خصوصاً من المبتدئين في هذا المجال ممن يحتاجون إلى صقل مواهبهم من الجنسين، وساهم المركز في إبرازهم إعلامياً من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي تتواجد لتغطية الفعاليات، ومن خلال الملتقيات الشبابية التي يقيمها، والشباب الذين ظهروا إعلامياً وبرزوا منذ سنوات، حريصون على تلبية دعوة المركز في أي مناسبة أو فعالية يقيمها، لذلك أصبح مركز الشارقة للشعر الشعبي ملتقى الشعر والشعراء واستحق التميز بجدارة. تفعيل واكتشاف يلفت محمد البريكي مسؤول بيت الشعر بالشارقة إلى أن أهداف بيت الشعر بالشارقة تضمنت عدة نقاط تصب كلها في تنشيط الحركة الشعرية والثقافية، وأن إدارة بيت الشعر تسعى لتفعيل هذا الدور من خلال عدة برامج ترتبط بالشعر من أمسيات ومحاضرات وندوات وورش ولقاءات ومهرجانات، وأن بيت الشعر يعمل بشكل دائم وجاد على اكتشاف المواهب الشعرية الجديدة التي ترفد الراهن وتتواصل معه، ويفتح لها آفاقاً جديدة تنطلق من خلالها. ويضيف: «المتتبع لبعض الأسماء الشعرية وحتى النقدية يجد أن بيت الشعر فتح أول باب للخروج إلى عالم جديد يتواصلون من خلاله مع المتلقي، وهناك أسماء شعرية رائعة تشارك حالياً في بعض المهرجانات والمسابقات كانت انطلاقتها الأولى من خلال بيت الشعر، واستضاف بيت الشعر مجموعة من الشعراء الشباب الإماراتيين في ندوة ناقشت طموحاتهم والعقبات التي تعترض تحقيق ما يطمحون إليه، ومن خلال هذا اللقاء كانت الرؤية أكثر وضوحاً بالنسبة لأسرة بيت الشعر، حيت أن التعاطي عن قرب هو سبيل جيد للالتقاء على رؤية وفهم واضحين قد ينتج عنه قرارات وعطاءات مختلفة. والمفرح جداً كذلك هو تقدم مجموعة من الشباب الذين التحقوا في ورشة فن الشعر والعروض التي أقيمت خلال شهر مارس المنصرم بالمشاركة في مسابقة قصائد إلى عاصمة الثقافة والتي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام من خلال بيت الشعر ومركز الشارقة للشعر الشعبي، وهذا دليل على ما يقوم به بيت الشعر خدمة للأسماء الجديدة». وختم قائلاً: «نسأل الله أن يوفقنا لنقوم بالدور والمهام المنوطة بنا». تكريس الإبداع الشبابي تحتل فئة الشباب المبدع، بحسب حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الأولوية القصوى في رؤية وبرامج اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ويقول الصايغ: «هذه المكانة المتميزة التي يحتلها الجيل الصاعد تنبع أساسا من حرص حكومتنا الرشيدة على إيلاء هذه الفئة المكانة التي هي بها جديرة، وفي ظل حرص دولة الإمارات الدائم على أن يكون شبابها المبدع حامل شعلة المستقبل، وباني الغد، والحريص على الارتقاء بإبداعه ليصل إلى العالمية، وفي إطار ذلك تسعى المؤسسات كافة في دولتنا الحبيبة إلى أن تقف سندا لهذه الفئة بكل الإمكانيات المتاحة، ويتجلى ذلك في دعم الهيئات المختلفة للكاتب الشاب والكتاب البكر سواء من خلال الطبع أو من خلال اقتناء نسخ منه، أو من خلال الترويج له». ويضيف الصايغ: «الحقيقة إن ما يتمتع به المبدع الشاب اليوم في الإمارات لا يمكن مقارنته إلا بما يتحقق في الكثير من الدول المتقدمة، ونحن في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عاقدون العزم على السير في الطريق الذي يؤدي إلى تكريس الإبداع الشبابي ورعايته وتنميته ولن ندخر جهدا في ذلك، لما فيه مصلحة الجميع، ولما من شأنه أن يضمن مستقبل الإبداع في بلادنا». ويؤكد الصايغ أن هناك اهتماماً خاصا بالأطفال الموهوبين من خلال استحداث (عضوية واعد) للمبدعين الواعدين، وإنهم ماضون في التواصل المباشر مع المبدعين الأطفال والشبان في المدارس والنوادي المختلفة والجامعات وغيرها من المؤسسات داخل الدولة، لافتاً إلى أن هذا «أمر ضروري جداً في رؤيتنا داخل اتحاد وكتاب الإمارات». ويلفت الصايغ إلى تجربة لاتحاد الكتاب على هذا الصعيد، ويقول: «كانت لنا تجربة تمثلت في مشروع مشترك مع مجلس أبوظبي للتعليم الذي أطلق مبادرة أبوظبي تقرأ واشتملت على مسابقة للسرد باللغتين العربية والانجليزية وقد قام اتحاد الكتاب بوضع شروطها واقتراح لجان تحكيمها والإشراف عليها فنيا ونتج عنها اكتشاف العديد من المواهب في مدارسنا الحكومية والخاصة سواء من البنات أو الأولاد وأحد الفائزين في المسابقة وهو حمدان العامري كان أول إصداراته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب وبناءً عليه تقدم لعضوية اتحاد الكتاب». نبحث عنهم ونفتقدهم يلعب اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة، دوراً حيوياً وفاعلاً في دعم وتشجيع المواهب الشبابية رغم محدودية إمكاناته المادية عبر رعاية مسيرة إبداعهم وتشجيعها بالرعاية والنصيحة والإرشاد، وإتاحة الفرصة والمنصة لهم للظهور ونشر باكورة أعمالهم وتسويقها في المنطقة والخليج، إيماناً منه بأهمية رعاية الإبداع الشبابي ودوره الإيجابي في النهوض بالمجتمع وتطوره فكريا وثقافيا وتنمويا. ويقول الشاعر أحمد العسم رئيس الهيئة الإدارية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة: «نحن نبحث عن العنصر الشاب الموهوب والقادر على التواصل مع الفكر والكلمة، لكننا - للأسف - نفتقد لهم رغم وجودهم. والشباب الذين يتعاطون مع الثقافة بوعي قلة نادرة. الشباب اليوم يطمح إلى الشهرة والوصول السريع ولا يقبل نقداً أو ملاحظة ولا يتواصل مع أصحاب الفكر والإنتاج الأدبي، بسبب عزلته وابتعاده عن كل ما ينير فكره وعقله ويوسع مداركه». وعن دور المؤسسات الثقافية في التواصل مع الشباب وخلق لغة تواصل وتفاعل معهم، أوضح العسم قائلاً: «نحتاج لخلق الحافز والدافع الجديدين لدى شباب اليوم حتى يتقبل التواصل مع أجواء الفكر والثقافة. من جهتنا، نحاول دراسة كل الإمكانات المتاحة لخلق هذه اللغة حتى لو بادرنا إلى الذهاب اليهم، وهذا ما نفعله عبر التواصل مع المدارس والجامعات وأماكن التجمع لدى شباب اليوم في (المولات) والمقاهي، وهو واجب المؤسسات التي عليها أن تتصف بالديناميكية والحيوية والقدرة على الاستيعاب، فالشباب مرحلة تملك الكثير من الصفات الحيوية المتجددة والمتمردة على كل شيء مألوف وهذا ما يجب أن نتفهمه جيدا في نفسية الشباب، خاصة في عصرنا اليوم القائم على التناقضات والسرعة وتحطيم الكثير من المفاهيم القديمة». من ناحيتها، تقول موزة سالم مصبح المسافري مديرة مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع - رأس الخيمة، إن الوزارة تضع في خطتها واستراتيجيتها برامج خاصة ومتنوعة تستهدف فئة الشباب في الإمارات كافة، وفي رأس الخيمة نقوم بشكل دوري بالإعلان عن البرامج والخطط الهادفة إلى استقطاب الشباب وتنمية مواهبهم مثل برنامج «صيف بلادي» الذي يتضمن فعاليات ثقافية ومجتمعية مختلفة وهناك إقبال كبير عليه من قبل فئة الشباب، وهذا يعكس مقدار حاجة الشباب إلى الأنشطة والبرامج القادرة على إشغال وقتهم وتنمية مواهبهم بما يحاكي اهتماماتهم وميولهم. وحول البرامج الخاصة التي يقيمها المركز والموجهة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة تؤكد المسافري أنه لا توجد برامج خاصة بالمعنى الخاص لذوي الاحتياجات، ولكن هم دائماً مستهدفون ضمن بقية الشرائح الشبابية، ولدينا تعاون وثيق مع مركز المعاقين في رأس الخيمة وتتم دعوتهم بشكل شخصي في كل مناسبة وكل نشاط يقيمه المركز. الأندية الرياضية.. غياب الثقافة تعتبر الأندية الرياضية الثقافية، مؤسسات تربوية اجتماعية مهمة وأحد الأوعية التربوية الهادفة والأساسية في المجتمع لاحتضان طاقات الشباب وتفجيرها وتحفيزها رياضيا وفكريا عبر الفعاليات الرياضية والنشاطات الثقافية الهادفة إلى تعزيز المفاهيم الأخلاقية والفكرية، وتنمية القيم والمهارات وتعزيز الولاء والانتماء وتنمية الشخصية القيادية الملتزمة بأسس الأخلاق والوعي الكافي للإسهام في مسيرة البناء والتطوير... فهل نجحت الأندية الرياضية - الثقافية في تكريس رسالتها الفكرية والتربوية بشقيها الرياضي والثقافي؟ وكيف انعكس ذلك على الفئات الشبابية في حياتها وفي مسيرتها واندماجها مع المجتمع وتحمل مسؤولياته اتجاهه؟ علي اليوسف النعيمي (رئيس اللجنة الثقافية في نادي الإمارات للرياضة والثقافة في رأس الخيمة) قال: “في الوقت الراهن ومع تطور المفاهيم الرياضية غلب الطابع الرياضي على النشاطات الثقافية التي كان النادي يضطلع بها سابقا. والسبب يكمن في غياب الدعم المادي المخصص للنشاط الثقافي، حيث بات الدعم في معظمه، مخصصاً لصالح الرياضة والنشاط الكروي بشكل خاص، نظرا لإقبال الشباب عليه بشكل كبير. وللأسف انعكس هذا بشكل غير إيجابي، فالآن إما أن يكون لدينا رياضي دون تحصيل علمي وإما نخسر الرياضي المتفوق لحاجته للتحصيل العلمي في الإمارة أو خارجها وهذه خسارة كبيرة للرياضة وللمجتمع الرياضي ولكن ضرورات الحياة لها أولوياتها وتوجهاتها”. وأشار النعيمي إلى أن ما يفتقر إليه النادي ثقافيا “هو وضع خطة استراتيجية بعيدة المدى لا تتغير مع تغير الشخصيات ولها صفة الاستمرارية والديمومة بحيث تعمل جميع الأندية الرياضية الثقافية من خلالها على النهوض بواقع الشباب ثقافيا وفكريا بشكل متلازم مع النهوض بالرياضة التي هي في النهاية أخلاق وتربية”. من جانبه رأى جاسم محمد علي الطنيجي (عضو المكتب التنفيذي ورئيس اللجنة الثقافية والاجتماعية بنادي رأس الخيمة للثقافة والرياضة) أن “الأندية عند إنشائها كانت تحمل رسالة ثقافية قبل الرياضية، ولعبت دورا كبيرا في خلق المبادرات المجتمعية والثقافية التي جعلت المجتمع أكثر قربا وأكثر تفهما لبعضه البعض وأكثر تواصلا، وذلك من خلال المبادرات الخلاقة التي تسعى الأندية لخلقها والتنافس فيما بينها في تجسيدها لخدمة المتجمع والنهوض به فكريا وثقافيا”. وأضاف قائلاً: “الآن، ومع دخول الأندية الرياضية المستوى الاحترافي، بات الشاب لا يفكر بشيء سوى النجومية والشهرة على حساب الوعي الفكري والأخلاقي، فالشاب المحترف الآن يتقاضى راتبا يفوق راتب الوزير رغم صغر سنه وقلة ثقافته ووعيه إذ أنه لا يملك خطة مستقبلية ولا دراية بكيفية استثمار هذه الأموال وتوظيفها بطريقة تحميه من الاستهلاك والانجراف وراء الثقافة الاستهلاكية”. وأكد الطنيجي أن “الرهان المجتمعي يجب أن يقوم على الرهان الثقافي لأن الثقافة هي عماد أي تنشئة مجتمعية سليمة وهي الضلع الثالث والأساسي لأي تنمية بشرية”. اهتمام ثقافي يؤكد جاسم سليمان الظهوري رئيس اللجنة الثقافية بنادي دبا الحصن أن نادي دبا الحصن الرياضي الثقافي يهتم بالأنشطة الثقافية والمجتمعية اهتماماً كبيراً، ويقول: “لدينا لجنة ثقافية مجتمعية نشطة أتولى رئاستها ولها برنامج سنوي موزع بصورة شهرية يشمل عددا من الفعاليات الثقافية والدينية، منها محاضرات وندوات ثقافية متنوعة رياضية وثقافية ودينية ودورات الخط العربي ومحاضرات في اللغة العربية تقام بالنادي أو في المدارس ورحلات ثقافية مجتمعية ترفيهية للاعبين، وتنظم مسابقات ثقافية شهرية يشارك فيها لاعبو النادي والمؤسسات والمواطنون والمقيمون، كما تنظم مسابقة ثقافية سنوية في المعلومات العامة في شهر رمضان تشارك فيها أندية إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية والمؤسسات في مدينة دبا الحصن، وهذا العام ستقام المسابقة للعام التاسع على التوالي، كما يحرص النادي على المشاركة في المسابقات الثقافية التي تنظمها الأندية الأخرى ومنها مسابقة نادي دبي وفزنا فيها بالمركز الثالث من 19 فريقا ومسابقة نادي الحمرية وفزنا بالمركز الثاني. وحالياً هناك تعاون كبير بين النادي وعدد من المدارس يستفيد بها الطلبة، مثل دورات الخط العربي واللغة العربية والألعاب الرياضية المتنوعة مثل السباحة وكرة القدم واليد والطائرة وتنس الطاولة بجانب المشاركة في سباق الأندية الثالث للثقافة والفنون الذي ينظمه ويرعاه مجلس الشارقة الرياضي ويشارك النادي فيه بـ 34 طالباً، كما يهتم النادي بزيادة روح الانتماء والوطنية وحب الإمارات في نفوس اللاعبين من خلال المشاركة في احتفالات اليوم الوطني بقوة وقد فاز النادي بجائزة المركز الأول (النادي المتميز في احتفالات أندية الدولة باليوم الوطني التاسع عشر). وأشار الظهوري إلى أن النادي يقيم مركزاً صيفياً أثناء العطلة السنوية، تحت رعاية مجلس الشارقة الرياضي وتتولاه اللجنة الثقافية ويستوعب حوالي 300 طالب من المرحلة السنية 9 سنوات حتى 16 عاما يقدم فيه دورات الخط العربي ومحاضرات ورحلات ومسابقات وبطولات كرة قدم ويد وتنس طاولة وكرة طائرة، كما يتيح المركز المشاركة في المسابقات المشتركة بين أندية إمارة الشارقة مثل مسابقات في حفظ القرآن الكريم والثقافة والإبداع والتصوير الفوتوغرافي وكرة قدم الصالات والألعاب المائية والبحرية والشطرنج. رغم ذلك، خلص الظهوري إلى أن درجة تفاعل الشباب مع البرامج الثقافية ليست بالمستوى المطلوب، بالرغم من أن عددا غير قليل متجاوب، ولكي نزيد هذا التجاوب نمزج بين النشاط الثقافي والجانب الترفيهي بجانب النشاط الثقافي المجتمعي الأساسي وأيضاً التعاون مع المؤسسات التعليمية بالمدينة. ومقارنة بما يحصل في بقية الأندية أكد رئيس اللجنة الثقافية بنادي دبا الحصن أن هناك من الأندية من يطغى اهتمامهم بالجانب الرياضي عن الجانب الثقافي المجتمعي لكن أعتقد أن معظم أندية إمارة الشارقة تهتم اهتماماً كبيراً بالجوانب الثقافية المجتمعية ويرجع إلى عقلية الإدارات أو عدم تخصيص ميزانية كافية للعمل الثقافي والاهتمام الأكبر بالفرق الرياضية وبخاصة الفريق الأول. ويذهب أحمد راشد الظنحاني رئيس اللجنة الثقافية (نادي دبا الفجيرة) المذهب نفسه إذ يؤكد أن النادي يعنى بالشأن الثقافي، ويقيم سنويا النشاط الثقافي الصيفي للطلاب وذلك بالاشتراك مع وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم، هذا إضافة إلى المحاضرات والندوات الثقافية والشعرية ويكون ذلك بالتعاون مع الجهات الثقافية ويضم النادي مكتبه تم تزويدها بأجهزة للحاسب الآلي والإنترنت لخدمة مرتاديها. وعن تفاعل الشباب مع البرامج الثقافية الموجهة لهم قال: المعروف عن شباب دبا الفجيرة اهتمامه بالجانب الثقافي والأمر ينسحب على مرتادي النادي، وأضاف: يوجد إقبال إلى حد ما على النشاط الثقافي ولكن في الفترة الأخيرة باتت النشاطات الثقافية أقل نظراً لعدم تقديم الدعم الكافي. وعن اهتمام بعض النوادي بالرياضة وإهمال العمل الاجتماعي والثقافي، أشار الظنحاني إلى أن هناك عدة أسباب منها قلة الدعم أو انعدامه، وأحيانا عدم اهتمام القائمين على النادي وإدارته بهذا الجانب، كما أن هناك جهات أخرى متخصصة في الجانب الثقافي أكثر عن الأندية الرياضية ولكن هذا لا يعفي النادي من الاهتمام بالجانب الثقافي. الحركة الكشفية.. معرفية الحركة الكشفية، هي حركة شبابية، تربوية، تطوعية، موجهة للفتية والشباب ومفتوحة للجميع دون تمييز، تهدف إلى تنمية القدرات الشاملة للشباب من خلال اكتساب المعارف العملية والمهارات الذاتية وتنمية القدرات العقلية والروحية من خلال التعليم الذاتي وتنمية حس الاستكشاف عبر الاختلاط والاعتماد على الذات.. وحول دور الحركة الكشفية في تنمية الثقافة لدى الشباب قال عبد الله بلال الشامسي (الأمين العام لجمعية كشافة الإمارات): “تعتبر الحركة الكشفية من اهم المؤسسات التربوية إذا وظفت بطريقة صحيحة، وقدمت لها الإمكانات التي تدعم برامجها وأنشطتها التي تستهدف في مضمونها تنمية المهارات العقلية والبدنية والاجتماعية والصحية للشباب، فالحركة الكشفية هي وعاء ثقافي غني بمحتواه الفكري والإنساني تقوم على رسالة سامية هي إعداد الشباب للحياة، وغياب الحركة الكشفية في حياة الشباب مع طغيان الظواهر السلبية والخواء الثقافي في المجتمع لابد وان يؤثر على المجتمع وعلى حركته الطبيعية في التقدم والرقي، وهذا لا يمكن علاجه إلا عبر تنشيط دور كافة أنواع الجمعيات والمؤسسات المعنية بالنهوض بواقع الشباب وعلى رأسهم الحركة الكشفية لدورها الهام في التثقيف الذاتي وتنمية المهارات”. أكد أنهم الشريحة ذات الأولوية في برامج «ثقافية الفجيرة» راشد بن حمد الشرقي: بالشباب نصنع الغد أكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في سياق حديثه عن الدعم الذي يلقاه المبدعون الشبان من طرف الهيئة والأنشطة الموجهة إلى هذه الفئة أن الهيئة ما انفكت تقف في صف المبدعين الشبان من خلال دعم مشاريعهم والحرص على الأخذ بأيديهم في الحقول الإبداعية كافة؛ سواء في الفعاليات المختلفة والورشات والمعارض أو من خلال مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي الذي تساهم الهيئة في تنظيمه بالتنسيق مع المنطقة التعليمية، إضافة إلى مسابقة التصوير الفوتوغرافي الموجهة لكل الشباب في دولة الإمارات، وورشات التحرير الصحفي التي تعقد بالتعاون مع وكالة فرانس براس. ولفت إلى أن الهيئة أطلقت مؤخرا مبادرة لتشجيع الشباب على القراءة ونشر ثقافة المطالعة بينهم، وقال: “سوف نعلن عن الخطوات التفصيلية لهذه المبادرة قريبا”. وأضاف الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي: إن هذا العمل الذي تقوم به الهيئة ينبع من رؤية وتوجيه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة، الذي عرف بمبادراته المتميزة في المجال الثقافي والإعلامي، ومن خلالها تخطو الفجيرة الي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©