السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبة مواطنة تكسب التحدي وتصنع حذاء يطفو على الماء

طالبة مواطنة تكسب التحدي وتصنع حذاء يطفو على الماء
16 يناير 2014 22:06
التحدي شعار الطالبة عفراء العويس، والتميز هدفها في حياتها العلمية، فهي تدرس هندسة الطاقة المتجددة المستدامة في جامعة الشارقة، وتعد من الطالبات الباحثات عن كل ما هو جديد في هذا المجال من خلال الاطلاع والقراءة. ومن خلال محاضرة للدكتور صالح عكور من قسم الطاقة المتجددة المستدامة، وبالاستفادة من دراسة مساق «ميكانيكا الموائع»، حولت العويس ما طلبه أستاذ المادة من جميع الطالبات بتطبيق فكرة الطفو لابتكار حذاء يطفو على الماء بكل سهولة ويسر خلال فترة قصيرة. فكرة المشروع بعد جلسة هدوء وتوارد الكثير من الأفكار والتصاميم في ذهنها، وبعد وضع القوانين والحسابات بدقة، خرجت العويس بفكرة، أعجبت أستاذ المساق، فخلال أسبوع كسبت التحدي وصنعت العويس حذاء يطفو على الماء حاملاً وزناً يصل إلى 80 كيلوجراماً. وكانت الورقة والقلم هما ما اعتمدت عليه من الأدوات في القيام بمشروع المساق، فبعد وضع الكثير من قوانين الطفو والحسابات خرجت العويس بالفكرة. إلى ذلك، تقول «فكرة المشروع عبارة عن تطبيق لقانون الطفو الذي هو أحد أهداف مختبر «ميكانيكا الموائع»، من خلال إيجاد مركز الاستقرار في الجسم، لأن أي جسم طافٍ يحتاج لاتزان واستقرار على الماء». وتوضح العويس أن ما قاله الدكتور في إحدى محاضرات مساق «ميكانيكا الموائع»، إذ طرح تحدياً لصنع حذاء يمشي على الماء، فكانت الفكرة خيالية بالنسبة لها، وأخذت تتساءل عن الكيفية التي يمكنها بها صناعة هذا الحذاء. وتواصل العويس «من خلال دراستنا لنظرية الطفو، وإيجاد مركز الكتلة واتزان الجسم، كان باستطاعتي تصميم شكل مناسب يحمل شخصاً بوزن معين وبإمكاني تنفيذ الفكرة على الواقع. وتم بالفعل ما كنت أظنه مجرد فكرة». خطوات العمل لنجاح الفكرة لابد أن تطبق عمليا، وجاء موعد التنفيذ على أرض الواقع، ولم يهدأ بال العويس حتى تنجز الحذاء، وأخذت تعمل على صنعه بعد محاضراتها الصباحية، وبدأت بالحسابات وتصميم الشكل النهائي للحذاء، وبعد مراجعة الدكتور والتأكد من مدى نجاح الفكرة، تم الاتفاق مع مصنع متخصص لصنع الحذاء. عن تفاصيل العمل، تقول العويس «خلال العمل على صنع الحذاء كانت المادة الأساسية للحذاء هي مادة الفوم «البوه» المضغوط، وهذا النوع من أكثر الأنواع قدرة على تحمل الضغط، كما أن قابليته للكسر ضعيفة لذلك اعتمدت على هذه المادة أساساً لصنع الحذاء». وتواصل العويس «بعد الخطوة الثانية، كان يجب علي تجربة الحذاء، فتبرع طالب من الجامعة لتجربته، وكانت تجربة ناجحة من ناحية تحمل الوزن ولكنه سقط بسبب عدم الاتزان، وبعد اكتشاف المشكلة التي كانت في التصميم وجدت الحلول المناسبة التي جعلته في التجربة الثانية متزناً على الماء، ولنجاح ذلك تبرع موظفون في النادي الرياضي بقسم السباحة في الجامعة بتجربة الحذاء ونجحت التجربة وحال الحذاء دون السقوط في الماء». مميزات الحذاء رغم أن التجربة الأولى باءت بالفشل، إلا أن اليأس لم يتمكن من العويس، التي سعت جاهدة لإنجاح هذا الحذاء، الذي استغرق صنعه والعمل به نحو عشرة أيام، في التجربة الثانية، موضحة أن تكلفة صنع الحذاء بلغت 200 درهم. ومن مميزات هذا الحذاء، تقول العويس «الحذاء الواحد لديه القدرة على تحمل وزن يصل إلى 80 كيلوجراماً، كما أنه يحتوي على زوائد جانبية تزيد من استقرار مرتديه على سطح الماء وتمنعه من التأرجح والسقوط، كما يوجد به مجدافان يساعدان مرتديه على الحركة بسهولة فوق سطح الماء من دون سقوط». وحول تطوير المشروع، تذكر العويس أن فكرة المشروع جذابة لأي شخص يسمع بها، ومن باب الفضول سيسعى لتجربته، ومن هذا المنطلق تقول «أتمنى مستقبلا أن يكون هناك دعم لتلك المشاريع الطلابية بالجامعة، فمن خلال ذلك يمكن صنع أحذية أخرى بالمواصفات نفسها لتباع في المحال التجارية وبأحجام مختلفة للصغار والكبار، بحيث يكون لكل حذاء وزن يمنع من يرتديه من السقوط في الماء». توظيف طاقة الطفو تلفت عفراء العويس إلى أن الطالب بعد دراسته للمختبر وفهم الأساسيات المتعلقة بميكانيكا الموائع، يستطيع تطبيق هذه القوانين والنظريات على أرض الواقع بمشاريع وأفكار متعلقة بالطاقة أو غير متعلقة بها، وتضيف «خير دليل صنعي لهذا الحذاء، كما أنه من الممكن أن أسهم في إنشاء محطة توليد طاقة نظيفة، أحد مصادرها طاقة الطفو». تشجيع الأسرة لم يتوقع أفراد أسرة عفراء العويس أن تتمكن ابنتهم من تحويل الفكرة إلى واقع، معتقدين أن ذلك سيؤثر على تحصيلها الدراسي، ولكن العويس أثبتت تميزها في مشروع المساق. في هذا الصدد، تقول «لم يتوقع الأهل أن أقوم بصنع حذاء خلال أسبوع ونصف الأسبوع، ففي البداية وجد البعض من أفراد أسرتي أن تخصص الطاقة المتجددة المستدام مجال جديد، وتوقع البعض ألا يلاقي تشجيعاً من الجهات المختصة، وألا يجد من يدرس هذا المجال أي قبول في أي وظيفة مهنية، لكن بعد مشاهدة فكرة المشروع تغيرت نظرتهم». وتضيف «الجميع تمنى لي التوفيق في دراستي خاصة بعد حصولي على تقدير جيد جداً في هذا المشروع، ما دفعني إلى الاستمرارية في التميز والتفوق في كل مساقاتي الدراسية الأخرى».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©