يختزل متحف استثنائي لافت تاريخ الطيران في إمارة الشارقة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مستعرضاً بين جدرانه مجموعة نادرة من مختلف طائرات الركاب، والنقل، والشحن القديمة، بالإضافة إلى العديد من السجلات النادرة والمؤرخة لحركة الطائرات ورحلاتها عبر السنوات المنصرمة، ويعرضها بطريقه سلسة تشد انتباه زواره.
أجندة منوعة
مؤخرا، أطلق متحف المحطة برنامجه الشتوي الهادف، فاتحاً أبوابه خلال شهر يناير الجاري لاستقبال الزوار بأجندة منوعة وزاخرة بالأنشطة والفعاليات التي تهم الصغار والكبار على حد سواء. ومن بينها تنظيم رحلات لزيارة المبنى الذي يتحدث عن تاريخ الطيران في إمارة الشارقة.
ويأتي هذا النشاط الثقافي تزامناً مع احتفالات الإمارة باختيار مدينة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014، حيث تشارك إدارة المتاحف بجملة من البرامج الشهرية الموجهة، والتي تتوزع حسب شهور السنة على كل متحف منها متاحفها التسعة، مقدمة من خلالها مجموعة مفيدة من الأنشطة التثقيفية والترفيهية، من تلك التي تجمع عناصر المتعة الممزوجة بالفائدة.
إلى ذلك، تقول علياء بورحيمة، مدير إدارة الخدمات التعليمية والتعريفية: “مع مطلع العام الجديد قررنا الانطلاق من متحف المحطة، مستثمرين تحسن أحوال الطقس في الدولة، وموظفين أجواءه المفتوحة، لنرحب بالزائرين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، حيث وضعنا لهذا الغرض فقرات حافلة بالفعاليات التعليمية التي تعّرف بتاريخ المكان وقيمته، بالإضافة إلى كل ما يضمه من موجودات تخص عالم الطيران، من معلومات، وصور، وسجلات وثائقية أرخت لسجل الحركة الجوية لشارقة الإمارات، خاصة وأن متحف المحطة يعد واحداً من أهم المطارات القديمة في المنطقة، كما يضم بين جنباته العديد من الطائرات ومن مختلف الأنواع والأحجام”.
توزيع الفعاليات
حول كيفية توزيع البرامج على الشهر، توضح بورحيمة “قسمنا برامج الشهر على بداية الأسبوع من كل سبت، بدءا بالأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6 سنوات، لندخلهم معنا في تجربة معرفية فريدة من نوعها، ليستكشفوا من خلالها ماهية أجزاء الطائرة، وأشكال الطائرات بمختلف أنواعها واستخداماتها، كما يسهم المشاركون بورشة عملية حية بعنوان “لون واطبع”، يحلق عبرها الصغار في عوالمهم الفنية الخاصة، ليبتكر كل واحد منهم طائرة يصنعها بالمكعبات الملونة، ثم يطبعها على لوحة جميلة من صنع يديه”.
ويضم برنامج زيارة متحف المحطة العديد من الورش إلى جانب ورشة “لون واطبع”. إلى ذلك، تقول أخصائية التعليم عائشة المازمي: إن هناك العديد من الورش الأخرى التي يضمها “المحطة”، والمخصصة لفئة الناشئة من عمر 7 إلى 13 عاماً، وتوضح: “سيشترك الأولاد والبنات بورشة ابتكارية وإبداعية بعنوان “تميّز بطابعك”، ميزتها أنها تمنح المشاركين جملة من المعلومات الأساسية عن كل طائرة متواجدة في المتحف، لتساعدهم على توظيف خيالهم وتصوراتهم الشخصية في ابتداع وصنع طائراتهم الخاصة، وباستخدام مواد وخامات مطاطية لاصقة قابلة للتشكيل الفني”.
وقد خصص متحف المحطة يوما عائليا خاصا بفئة المعاقين من الصغار والكبار، ليأتي زاخرا بالأنشطة والفعاليات المختلفة، من تلك التي تعّرف ببدايات نشأة جوازات السفر في الإمارات، ومراحل تطويرها على مر العقود، مع إلقاء الضوء على أهميتها التوثيقية للبيانات الشخصية المفندة للأهالي والسكان، بالإضافة إلى ورشة العمل الحيوية “اصنع جواز سفرك”، والتي يعيش من خلالها الأشخاص منذ ذوي الإعاقة أجواء ممتعة من عالم السفر والرحلات الجوية، ويتعلموا عبرها أبجديات صناعة جوازات سفرهم الخاصة”.
موقع تاريخي
يعتبر متحف المحطة الموقع التاريخي لأول مطار دولي أنشئ في الإمارات عام 1932، حيث كانت الشارقة الإمارة الأولى التي حظيت بهذا الميناء الجوي المتميز، والذي كان بموقعه الإستراتيجي المهم حلقة الوصل ونقطة تجمع التجارية للرحلات الجوية ما بين كل من بريطانيا والهند. وحاليات يضم المتحف سجلات نادرة تؤرخ الحياة اليومية لمطار الشارقة الأول منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مع حظيرة طيران قديمة وعدد من هياكل الطائرات الأصلية المزودة بمراوح، بالإضافة إلى عديد من المعلومات والصور والنماذج الخاصة بمختلف أنواع الطائرات.
عدد اليوم
