أزهار البياتي (الشارقة)
على الرغم من أن الندوب عادة غير مؤلمة، إلا أنها بلا شك تترك آثاراً غير مستحبة على سطح الجلد تسبب شعورا غير مرض وقلقا كبيرا خاصة عند النساء، فالندبة عبارة عن نسيج ليفي يحل مكان النسيج الطبيعي للبشرة بعد تعرض هذه الأخيرة للأذى، وهي تعتبر نتيجة طبيعية لعملية الترميم. تحدث بعد جرح أو حادث أو التهاب في الجلد مثل حب الشباب وجدري الماء وغيرها.
وتشير د. إيناس موسى أخصائية الأمراض الجلدية التابعة للمركز الصحّي «أوباجي ميدي سپا»، قائلة: يتكون نسيج الندبة من نفس بروتين الكولاجين المكون للنسيج الطبيعي، لكنها تختلف في ترتيب هذه الألياف، فبينما تكون الألياف الطبيعية موزعة بشكل عشوائي متشابك يعطي للجلد مرونته، تكون الألياف في الندبة مرتبة باتجاه واحد مما يجعل الجلد أقل مرونة، بالإضافة إلى أن الغدد العرقية والأجربة الشعرية لا تنمو في نسيج الندبة، كما تكون الندبة أكثر حساسية للأشعة فوق البنفسجية.
وقد تكون الندبة ضمورية حيث ينخفض النسج المتليف عن مستوى سطح الجلد الطبيعي، أو تكون متضخمة حيث تنمو فوق نسج الجلد، وفي بعض الحالات تكون على شكل جدري keloid وهنا تنمو الندبة ككتلة أكبر من الجرح نفسه، وهذه الحالة تحدث أيضاً بعد حب الشباب.
العلاج
وللقضاء على آثار الندوب يتوافر العديد من العلاجات، تختلف باختلاف شكل الندبة، عمقها أو حجمها، ومكان تواجدها، ومنها:
* التقشير الأزرق blue peel:
يفيد في علاج ندبات حب الشباب السطحية وتحسين أثر الجروح الصغيرة، كما أنه يزيل التصبغات المرافقة للندبات، ويتكون هذا التقشير من حمض الخل ثلاثي الكلور، وأساس أزرق يعمل على تحرير الحمض ببطء عبر طبقات الجلد لنحصل على ضبط أفضل للتقشير المرغوب، وللحصول على نتائج أفضل لا بد من تحضير الجلد للتقشير الأزرق ولمدة 6 أسابيع باستخدام clear، blender، complexa يومياً، مع مراعاة التوقف قبل جلسة التقشير بـ 5 أيام، ثم يمكن متابعتها بعد الشفاء، مع ضرورة عدم التعرض للشمس مطلقا أثناء العلاج.
* تحفيز الكولاجين بالأمواج الراديوية Radiofrequency:
هذه الطريقة الحديثة تعتمد على تحفيز إنتاج الكولاجين عبر موجات الراديوفريكوينسي التي تتحرر عبر إبر ميلليمترية تدخل الجلد إلى عمق يتراوح من 1-3 مم، تحفّز ألياف الكولاجين في الأدمة. بينما تقوم أجهزة أخرى بتحرير «الراديوفريكوينسي» على طول الإبرة، وهنا تحدث تغيرات بشرية تتمثل باحمرار البشرة ثم تقشرها خلال أيام، وهذه التقنية العلاجية تأتي بنتائج جيدة ومدة تعاف قصيرة مقارنة مع تقنيات أخرى، وهي تلائم ذوي البشرة السمراء.
* الليزر المجزأ Fractional laser:
هذه التقنية تعتمد على تحرير أشعة الليزر إلى آلاف المناطق الحرارية المجهرية في الجلد، والتي بدورها تحرض عملية التئام الجروح وبالتالي تحرض تصنيع «الكولاجين»، محدثة بعض الاحمرار بالبشرة يليه عملية التقشير التي تستمر لأسبوع، ومن هذه التقنية تتوافر أجهزة عدة منها «الليزر الكربوني»، و«الإربيوم ياغ» وغيره، علما بأنها قد تتسبب أحيانا بفرط تصبغ الجلد، لذا ينصح بالحذر منها مع أصحاب البشرة السمراء.
* البلازما الغنية بالصفيحات Platelets rich plasma (PRP):
تقوم هذه التقنية الحديثة على حقن البلازما الغنية بالصفيحات بعد سحب الدم من المريض نفسه وفصل البلازما عن الكريات الحمر، وإضافة محفز يساعد على تحرير عوامل النمو الموجودة في الصفيحات، والتي بدورها تحفز تصنيع الكولاجين وتعطي نتائج واعدة في علاج الندبات والتشققات الحملية. ويمكن استخدام هذه التقنية لوحدها أو بمشاركة التقنيات الأخرى مثل «الراديوفريكوينسي».
* الميزوثيرابي باستخدام الديرمارولر والديرمابين أو ما يعرف بـ Mesotherapy by dermaroller or dermapen:
تتم هذه التقنية عبر تطبيق مواد «الميزوثيرابي» المعروفة بدورها في تقشير الجلد وتحفيز الكولاجين مثل (الريتينول والغليكوليك أسيد وفيتامين c) وغيرها، وتطبيق علاج «الديرمارولر، أو الديرمابين»، الذي يحتوي على إبر ناعمة تساعد على تشرب هذه المواد عبر طبقات البشرة، حيث يعمل هذا العلاج على الندبات السطحية مثل ندب حب الشباب، وتحتاج عدة جلسات، كما يجب الالتزام بالوقاية الشمسية خلال العلاج.
* حقن المواد المالئة:
في حال الندبات المنخفضة والكبيرة يمكن اللجوء لحقن المواد المالئة بعد فك الالتصاقات والتّليف تحت الندبة، وتتكون المواد المالئة من «الهيالورونيك أسيد» الذي يملأ الفراغ الناجم عن فقد ألياف الكولاجين، كما يحفز صانعات الليف على إنتاج المزيد من الكولاجين، علماً بأن هذه المواد مؤقتة التأثير ويقوم الجسم بتفكيكها خلال ستة أشهر وعندها يمكن إعادة الحقن ثانية.
عدد اليوم
