المبدع

أصبح بونافنتور كالو لاعب خط وسط منتخب كوت ديفوار من الأسماء المعروفة والمألوفة لدى مشاهدي مباريات البطولة الأفريقية الحالية بعد مستوى الأداء المتميز الذي قدمه في مباريات منتخب الأفيال خلال هذه الدورة أو عبر التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2006 والتي نجح فيها مع زملائه في قيادة ساحل العاج للتأهل للمرة الأولى في تاريخها على الإطلاق في مجموعة الموت التي ضمت أيضا مصر، والكاميرون، وليبيا، والسودان وبنين·
يعتبر كالو مهندس خط الوسط وصانع ألعاب المنتخب وأحد أبرز هدافيه أيضا إلى جانب دروجبا وهارونا· ويتميز بمهارات وفنيات عالية في المراوغة والاختراق والتمريرات المتقنة وقوة التصويب والتهديف· كما يمتاز بالطول الفارع الذي هو سمة مميزة لمعظم لاعبي الفريق والمنتخبات الأفريقية بوجه عام بالإضافة إلى القوة البدنية الهائلة التي تساعده على الالتحام بالإضافة إلى السرعة وإجادة الضربات الرأسية·
لعب كالو في بداية مشواره الكروي في اسيك ابيدجان في موسم 1996/1997 أحد أشهر الأندية في القارة السمراء والذي يعتبر مصنعا لتفريخ المواهب الكروية في ساحل العاج التي أثرت الملاعب الأفريقية والأوروبية على حد سواء بإبداعاتها وفنونها الكروية· وسرعان ما لفت كالو انتباه الكشافين والسماسرة فاختطفه نادي فينورد روتردام الهولندي في موسم 1997/1998 حيث مكث ستة أعوام حقق خلالها معه الفوز ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية في عام ،2002 بالإضافة إلى الفوز أيضا بكأس السوبر الأوروبية في نفس العام· وبعد ست سنوات حافلة بالإنجازات والتي شارك خلالها في 149 مباراة وأحرز 35 هدفا مع فريقه الهولندي على الرغم من أنه يلعب في خط الوسط، انتقل كالو إلى الدوري الفرنسي في صفوف فريق اوكسير في موسم 2003/2004 حيث ظهرت بصماته منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماه أرض ملعب استاد 'ابي ديشامب'، ولعب دورا كبيرا في تحسين وتطوير مستوى أداء وشكل الفريق حيث أحكم قبضته وسيطرته على خط الوسط كصانع ألعاب لا يشق له غبار، مما حدا بالكثيرين إلى تشبيهه بالفرنسي الدولي يوري جوركاييف في عنفوان شبابه حيث كان شعلة من النشاط والحركة الدائبة في خط الوسط والتنقل بين واجباته الدفاعية والهجومية،ووصفه موقع الاتحاد الأوربي لكرة القدم 'ويفا' بأنه يمثل شوكة حوت في خاصرة أي خط دفاع يواجهه بما يتميز به من مهارات عالية في المراوغة والاختراق من العمق والأطراف· وكان الكثيرون يتوقعون أن يحصد كالو لقب أفضل لاعب في العام في أول موسم له مع اوكسير نسبة للمستوى المتميز الذي ظهر به إلا أنه واجه منافسة حادة وشرسة من ثنائي ليون البرازيلي جونينيو والغاني مايكل ايسيان اللذين حرماه من الفوز باللقب· وسرعان ما استأثر بقلوب الجماهير وأمضى عامين أحرز خلالهما 19 هدفا دوريا بالإضافة إلى ستة أهداف أخرى في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية في موسم 2004/2005 منها هدفان في مرمى فريق رينجرز الاسكوتلندي في ملعب ابروكس، وقيادة اوكسير لعبور مرحلة المجموعات إلى الأدوار المتقدمة من البطولة· كما قاد كالو فريقه أيضا للفوز ببطولة كأس فرنسا في نفس الموسم بإحرازه هدف الفوز الثمين في الوقت القاتل من عمر المباراة في مرمى سيدان·
لذلك فإنه لم يكن مستغربا أن يدفع نادي باريس سان جيرمان مبلغ 8,5 مليون يورو في نهاية الموسم الماضي لشراء كالو الذي لم يخيب التوقعات والآمال المعقودة عليه فبعد أربع دقائق فقط في أول مشاركة رسمية مع فريقه الجديد أحرز أول هدف له في موسم 2005/2006 أمام فريق ميتز· وأصبحت استراتيجية باريس سان جيرمان الذي خاض موسما سيئا واحتل المركز التاسع في الدوري وطموحاته للعودة مرة أخرى إلى منصات التتويج تتمحور حول القادم الجديد كالو بالإضافة إلى الفرنسي دوراسو العائد من أيه سي ميلان الإيطالي· وتوالت الإنتصارات تباعا بداية برباعية أمام ميتز في افتتاح الموسم، ثم بهدف نظيف أمام سوشو، وهدفين أمام تولوز مما أعاد التوازن للفريق وقاده إلى احتلال صدراة الترتيب لأول مرة منذ عام 2000 بفارق نقطتين عن حامل اللقب اوليمبيك ليون· وعلى الرغم من أنه لا تزال تتبقى ثمانية أشهر على نهاية الموسم إلا أن جماهير الفريق تعول آمالا عريضة على كالو وزملائه في تحقيق حلمها الذي طال انتظاره بالفوز ببطولة الدوري للمرة الأولى منذ موسم 1993/1994 ·
ويعتبر كالو أحد العناصر والأعمدة الرئيسية للمنتخب الإيفواري ولاعبا محوريا في خط الوسط ويشكل ثلاثيا مرعبا مع زميليه دروجبا وهارونا، وقد ظهر ذلك التفاهم بوضوح خلال مباراتي الفريق الأخيرتين حيث تأهل للدور الثاني بارتياح بعد فوزه بجدارة واستحقاق على كل من المغرب وليبيا، وهو من أقوى الفرق المرشحة للمنافسة للفوز باللقب·
مكاوي الخليفة