الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسهم المحلية تتخلى عن مستوياتها بفعل ضغوط بيع «القيادية»

الأسهم المحلية تتخلى عن مستوياتها بفعل ضغوط بيع «القيادية»
22 يونيو 2018 21:18
حاتم فاروق (أبوظبي) خالفت مؤشرات الأسواق المالية، توقعات المستثمرين والمحافظ الاستثمارية المحلية والأجنبية، عندما تخلت عن مستوياتها المسجلة بنهاية شهر رمضان، خلال جلسات الأسبوع الماضي، نتيجة ضغوط بيعية شملت معظم الأسهم القيادية بالتزامن مع عمليات جني أرباح استهدفت عددا من الأسهم المدرجة بقطاعي العقار والبنوك، بحسب خبراء ووسطاء ماليين. وقال الخبراء إن الأسهم المحلية شهدت خلال الجلسات الأخيرة تراجعات حادة فقدت خلالها مستويات مهمة، نتيجة الاتجاه البيعي للمحافظ الأجنبية والمؤسسات على عدد من الأسهم الرئيسية ومنها سهما «اعمار» و«دبي الإسلامي» في سوق دبي المالي، و«اتصالات» و«أبوظبي الأول» في سوق أبوظبي للأوراق المالية، مؤكدين أن مثل هذا الاتجاه الهبوطي الذي شهدته الأسواق مؤخراً كان غير متوقع من قبل الكثير من المستثمرين خصوصاً بعدما صدرت حزمة من المحفزات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة لتحفيز الاقتصاد الكلي، ووضعه في مكانة متقدمة على خارطة الأعمال عالمياً. وأضاف هؤلاء لـ«الاتحاد» أن هناك عددا من العوامل الداخلية والخارجية ساهمت بشكل كبير في دفع المؤشرات المحلية للتراجع خلال الجلسات الأخيرة، منها التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وانخفاض الأسواق العالمية، فضلاً عن مشاكل تتعلق بشركة «أبراج» التي تمتلك فيها شركات مدرجة ومنها «العربية للطيران»، إلى جانب اتجاه الأجانب للبيع لتعويض خسائرهم المسجلة بالأسواق العالمية. وأوضح الخبراء، أن تراجع مستويات سيولة الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي، كانت ميزة كبيرة ساهمت في حماية مؤشرات الأسواق وأسعار الأسهم من تسجيل مزيد من التراجعات، منوهين إلى أن العوامل الخارجية والداخلية أثرت بشكل غير مباشر على نفسية المستثمرين تزامنت مع ضغوط بيعية طالت عددا من الاسهم القيادية، على الرغم من بلوغ الأسعار مستويات مغرية للشراء وتوافر الفرص الاستثمارية بالأسواق المحلية. وأشار عدد من الخبراء إلى أن تدني مستويات الأسعار وتخلي الكثير من الأسهم عن السعر الدفتري ساهم في دخول قوة شرائية جديدة خلال جلسة نهاية الأسبوع، ما دعم المؤشر العام لسوق دبي المالي في الإغلاق بالمنطقة الخضراء بعد 3 جلسات حمراء، فيما استمر مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية في استهداف الاتجاه الهبوطي، لافتين إلى أن القوى الشرائية التي استهدفت الأسهم القيادية في سوق دبي مع نهاية جلسات الأسبوع ستساعد في تسجل السوق الاداء الصعودي خلال الأسبوع المقبل. جني أرباح وتعليقاً على أداء الأسهم المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، قال وضاح الطه المحلل المالي عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمار والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، «إن عمليات البيع التي طالت عدداً من الأسهم القيادية المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، أسهمت بشكل كبير في الضغط على المؤشرات العامة للأسواق»، مؤكداً أن الأسهم المحلية لم تحافظ على مكاسبها المسجلة خلال الجلسات الماضية نتيجة عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها الأسهم القيادية المدرجة. وأضاف الطه أن الأسواق تأثرت بشكل كبير بإغلاقات المؤشرات العالمية التي تراجعت نتيجة مخاوف نشوب حرب تجارية بين أميركا والصين، فضلاً عن اتجاه المستثمرين لبيع الأسهم التي تمتلك حصة في شركة «أبراج كابيتال» بعدما تفاقمت المشكلة المتعلقة بالشركة بخصوص عدد من الاستثمارات بالقطاع الصحي، منوهاً بأن الأزمة التجارية بين الولايات والمتحدة والصين، وتهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم كبيرة على الواردات الصينية، أثرت على الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة، لاسيماً الأسواق المحلية، خاصة مع زيادة المخاوف من زيادة حدة الصراع بين البلدين. وأكد الطه أن الكثير من المستثمرين سلكوا الاتجاه البيعي للحصول على مكاسب سريعة من خلال تسييل جزء من محافظهم، تحوطاً لإمكانية تراجع الأسواق في الفترة المقبلة، تأثراً بأي أخبار سلبية، سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الخارجي، موضحاً أن الأحداث الجيوسياسية في المنطقة أيضاً خاصة مع الحديث في الوقت الحالي على تخفيف إنتاج النفط، واجتماع أوبك المقبل وارتفاع الفائدة الاميركية أثر في توجهات المستثمرين بشكل كبير في الجلسات الأخيرة. شح السيولة بدوره، قال جمال عجاج مدير شركة «الشرهان» للوساطة المالية: «إن عمليات البيع التي طالت عدداً من الأسهم القيادية المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، ساهمت بشكل كبير في الضغط على المؤشرات العامة للأسواق»، مؤكداً أن زيادة أسهم «دبي الإسلامي» بالسوق بواقع 33% بعد انتهاء عملية الاكتتاب ما جعل المعروض أكثر مما يستوعبه السوق في الوقت الراهن مع استمرار تدني وشح السيولة التي تزامنت مع موسم الإجازات. وأضاف عجاج أن وصول الأسعار لهذه المستويات المغرية للشراء خصوصاً سهم «إعمار» سيساعد السوق للارتفاع مجدداً خلال الجلسات المقبلة، مع اليقين أن الأسهم المحلية مازالت تمتلك مقومات الاستثمار الجيد، فضلاً عن توقعات تحقيق الشركات المساهمة المدرجة لنتائج مالية إيجابية خلال النصف الأول من العام الجاري، مؤكداً أن مستثمري السوق يقومون في الوقت الراهن بالشراء على المكشوف على بعض الأسهم التي انخفضت أسعارها لمستويات مغرية. وأوضح «ما زالت الأسواق تعاني من تراجعات غير مبررة أدت إلى انخفاض المؤشرات وتراجع الأسعار، وخاصة على الأسهم القيادية، مثل سهما «إعمار» و«دبي الإسلامي» في سوق دبي، وسهما «اتصالات» وبنك «أبوظبي الأول» في سوق أبوظبي، خصوصاً مع زيادة عدد الأسهم المتوافرة في السوق من أسهم بنك «دبي الإسلامي» بعد إدراج زيادة رأس المال في السوق، ووجود أسهم بتكلفة منخفضة عند بعض المستثمرين، ورغبتهم في تحقيق أرباح سريعة أدت إلى الضغط على أسعار تلك الأسهم. البريقي: شح السيولة ساهم في حماية الأسهم المحلية قال إياد البريقي، مدير عام شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: «إن جلسات الأسبوع الماضي تميزت بتدني وشح السيولة والتي هي أساس لحماية الأسعار من تسجيل المزيد من التراجعات، بعدما تعرضت مؤشرات المحلية لضغوط بيعية قادتها المؤسسات والمحافظ الأجنبية مع استمرار عمليات جني الأرباح المتوقعة على العديد من الأسهم القيادية والمنتقاة خصوصاً تلك الأسهم المدرجة بقطاعي العقار والبنوك. وأكد البريقي أن تراجع مستوى السيولة جاء كنتيجة مباشرة لحالة التخوف الذي سادت أوساط المستثمرين من استمرار الاتجاه البيعي، موضحاً أن مستثمري الأسواق المالية المحلية ما زالوا متمسكين بمراكزهم المالية دون اللجوء إلى عمليات بيع عشوائية، في وقت تجاهلت فيه الأسهم المحلية المحفزات التي تم الإعلان عنها مؤخراً وأبرزها، القرارات الاقتصادية المتعلقة بتملك الأجانب والنظام الجديد لمنح التأشيرات، مؤكداً أن معظم الأسهم المحلية تتداول في الوقت الراهن دون قيمتها الدفترية، ما يشير بوضوح إلى توافر الفرص الاستثمارية المتاحة حالياً بالأسواق المحلية. وأضاف أن الأسهم المحلية تأثرت بشكل غير مباشر برفع الفائدة الأميركية، وكذلك جني أرباح مستحق وعدم توفر سيولة قوية للحد من النزول، مؤكداً أن جلسة نهاية الأسبوع جاءت لتعيد نبرة التفاؤل في أوساط المستثمرين بعد دخول قوي شرائية جديدة على الأسهم الرئيسية المدرجة بسوق دبي، متوقعاً عدم استمرار الاتجاه الهبوطي خلال الجلسات المقبلة نتيجة الاتجاه الشرائي المنتظر للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالأسواق المحلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©