الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النقد والنصيحة (2/2)

31 يوليو 2010 21:11
نكمل اليوم موضوعنا حول النقد والنصيحة، وقد أشرنا إلى أن الناصح عليه أن يكون مدركاً لوضع وحالة الشخص المقابل، فليس المهم أنك تقول ما لديك، فالأهم أنك تعرف كيف توصله بالطريقة الصحيحة. ولعل في قصة الحسن والحسين، رضي الله عنهما، مع الرجل المسن الذي أخطأ في كيفية الوضوء، حكمة ترشدنا إلى كيفية توجيه الآخرين لعيوبهم. فقد طلبا، رضي الله عنهما، من الرجل أن يحكم بينهما أيهما أحسن في أداء الوضوء، وبعد الانتهاء أدرك الرجل المسن أنه هو من لم يتوضأ بشكل صحيح. والسؤال المهم هنا هو: أليس الهدف من ذلك تبين الصواب؟ إذن فادرس الأمر جيداً لإيصال ما تريد به فائدة الآخرين بأسلوب مقبول وغير جارح. اقرأ ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله في أبياته المشهورة في النصحية حيث يقول: تغمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نـــوع من التوبيخ لا أرضى استماعــه فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تلق طاعـــــة وتأمل طريقة تعامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قصة الرهط الثلاثة الذين تقالوا عبادته عليه الصلاة والسلام، حيث بدأ كل واحد منهم يتخذ لنفسه منهجاً مخالفاً للطبيعة البشرية ولمنهاج السنة، فقد بدأ كلامه بقوله: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا»... فقد تجنب عليه الصلاة والسلام النصيحة المباشرة؛ لأن الهدف تعليم وتوجيه وليس نقداً وتجريحاً. وهناك نوع آخر من إيصال النصيحة بالفعل الجميل والكلام الحسن، فقد اشتكت زوجة أبوالدرداء لسلمان الفارسي، رضوان الله عليهم أجمعين، عندما رآها سلمان غير مهندمة، فقصت عليه ما يفعله زوجها من صوم النهار وقيام الليل، فلمن تتزين إذا كانت هذه حالته في الليل والنهار؟ ولكي يقدم سلمان الفارسي نصيحته عاش الحالة ليتأكد ويرى ويُعلِّم بالفعل؛ لأنه أبلغ وأوضح وأفضل في التبيان، ثم بالقول، حيث بين له بعدها الحقوق التي عليه لأهله وبدنه وربه. إن المتلقي للنصيحة قد يعتقد في نفسه أن الناصح يرى نفسه أفضل منه؛ ولذا من آداب تقديم النصيحة ما يلي: معرفة مكانة الشخص، معرفة حالته ووضعه وظروفه، الدخول إليه بسلاسة ولين، أن تكون على دراية ووعي وفهم لحقيقة ما ستقوله له، تقديم النصيحة على انفراد بمحبة وود، وتجنب تقدمها بتعالٍ ومنة. هكذا نكون كسبنا قلوب الناس بحسن تصرفنا. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©