القاهرة (وكالات)- جدد محمد عمرو وزير الخارجية المصري أمس إدانته الشديدة للمساعي الإسرائيلية الحثيثة لتغيير الأوضاع داخل المسجد الأقصى وللإجراءات والممارسات الإسرائيلية لتغيير معالم القدس الشريف وطمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة. وأكد في بيان للخارجية المصرية أمس أهمية وقف كافة هذه الإجراءات غير المشروعة التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.
وحذر عمرو من مغبة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها في القدس وبالأخص تزايد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى وما يمثله ذلك من استفزاز لمشاعر الملايين من المسلمين.
وأضاف وزير الخارجية المصري أنه قد وجه البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لمواصلة وتعزيز الجهود التي بدأتها المجموعة العربية هناك لتسليط الأضواء على تلك الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية وذلك من خلال إجراء اتصالات عاجلة مع سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيسي الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لحثهم على تحمل مسؤولياتهم في هذا الشأن.
وأشاد عمرو بقرار مجلس الجامعة العربية الذي اعتمده أمس الأول برئاسة وفد مصر في دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين، مضيفاً أن مصر تعتزم مواصلة جهودها ومساعيها النشطة لمتابعة تنفيذ هذا القرار وما تضمنه من إجراءات على صعيد الأمم المتحدة وبالتنسيق مع أمين عام جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وفى إطار منظمة اليونسكو للتصدي للممارسات الإسرائيلية وإدانتها وإيجاد السبل الكفيلة بوضع حد نهائي لها.
إلى ذلك، طالب مجلس الوزراء السعودي أمس المجتمع الدولي بالتدخل لردع إسرائيل وإلزامها بوقف انتهاكاتها وعدوانها السافر على الأراضي الفلسطينية الذي يعد تحدياً صارخاً للقانون الدولي والشرعية الدولية. واستنكر المجلس خلال جلسته الأسبوعية في مدينة جدة أمس برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع استمرار الاعتداءات والممارسات التعسفية الإسرائيلية التي تصاعدت وتيرتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية ومن ذلك اعتقال مفتي القدس وفلسطين الشيخ محمد حسين وقرار السلطات الإسرائيلية المصادقة على بناء 296 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
من جهة أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل “أعربت مجدداً عن أسفها” لسوء معاملة رجل دين قبطي وثلاثة دبلوماسيين مصريين من قبل أفراد شرطة في القدس مؤخراً. وأضافت أن قائد مركز الشرطة في البلدة القديمة الكولونيل موشيه باريك وممثلين عن وزارة الخارجية التقوا سفير مصر لدى إسرائيل عاطف سالم وأبلغوه بذلك.
وأوضحت الشرطة أنها ستتخذ إجراءات انضباطية ضد أي من أفرادها الضالعين في الحادث إذا تبين أنه تجاوز التعليمات. وكانت الإذاعة قد ذكرت أن تل أبيب قدمت اعتذارها لمصر على الحادث الذي وقع في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة السبت قبل الماضي حيث اعتدى عدد من رجال الشرطة على دبلوماسيين مصريين ورجل دين قبطي ، وأضافت أن يعقوب أميتاي سفير إسرائيل في القاهرة قدم هذا الاعتذار خلال “لقاء” بعدد من المسؤولين في الخارجية المصرية. كانت الخارجية المصرية أعلنت الأسبوع الماضي أنها “استدعت” أميتاي للاحتجاج على سوء معاملة أعضاء السفارة المصرية في تل أبيب.
وفي غزة، حذرت حكومة حركة “حماس “ المقالة من أن تكرار اقتحام جماعات المستوطنين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى “ينذر بحرب دينية “ مع إسرائيل. وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة إسماعيل رضوان في لقاء مع الصحفيين في غزة لأن”تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى ينذر بحرب دينية في المنطقة لا يسلم منها أحد”. وحمل رضوان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعيات هذه الاعتداءات على المنطقة برمتها، متهماً إياها بمنح ضوء أخضر “لزيادة اعتداءات المستوطنين تحت حراب جنود الاحتلال وحمايتهم لهم”. وأشار إلى قرار الحكومة الإسرائيلية تخصيص ستة ملايين دولار لتعزيز الاستيطان في مدينة القدس وإقرارها هدم مصلى للنساء في حي رأس العامود وانشاء قطار هوائي يمكن أكثر من 6 آلاف مستوطن من الوصول لمنطقة البراق.
وطالب رضوان قادة الأمة العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بالتحرك والقيام بدورهم وواجباتهم تجاه حماية المسجد الأقصى من محاولات التهويد والتدنيس الكاملة المتزامنة مع ذكرى احتلاله . وشدد على أن هذه الاعتداءات “لن تسقط بأي حال من الأحوال حق الفلسطينيين في أرضهم وعودتهم، ونؤكد أنها حقوق مقدسة لا يحق لأي من كان التنازل عنها أو التفريط بها “.
ودعا السلطة الفلسطينية للقيام بدورها القانوني واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية بصفتها دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة. وكان مئات المستوطنين دخلوا إلى المسجد الأقصى على مدار الأسبوع الماضي تحت حماية الشرطة الإسرائيلية للاحتفاء بالذكرى رقم 46 لإعلان إسرائيل (توحيد القدس) بعد احتلالها الجزء الشرقي من المدينة عام 1967 ما أسفر عن مواجهات واسعة مع الفلسطينيين.
عدد اليوم
