الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير معهد الدراسات الجيوسياسية في باريس يشيد بالتسامح الديني في الإمارات

15 نوفمبر 2008 03:47
أشاد الدكتور شارل سان برو مدير معهد الدراسات الجيوسياسية في باريس بسياسة التسامح الديني في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن هذه السياسة تؤكد حكمة القيادة الرشيدة للدولة لمد جسور الحوار والتفاهم والتعاون الإيجابي مع دول العالم· وقال برو في حديث لوكالة أنباء الإمارات ''وام'' إن كل المبادرات التي اتخذتها دولة الإمارات في الماضي والحاضر تشيع روح الوئام والسلام بين الجميع في الشرق والغرب وتسعي باستمرار لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح بين الشعوب والحضارات وصولا إلى عالم يسوده الخير والرخاء· وأوضح أن مؤتمر حوار الاديان في نيويورك خلال الاسبوع الماضي كان فرصة مناسبة لتأكيد ضرورة الاستماع إلى القادة العرب والمسلمين الذين يدعون إلى الحوار بين الأديان ويسعون للتقريب بين الحضارات والثقافات مثل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' الذي يحرص على نشر ثقافة التسامح والتعايش بين الجميع وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل المغربي الملك محمد السادس· وقال ''يجب علينا مواصلة الحوار بين الأديان للجم التطرف والعنف، وعلى الدول الاسلامية الاقتداء بسياسة دولة الامارات والسعودية والمغرب التي لقادتها دور بارز في حوار الاديان والحضارات· وتحدث عن خطة لتنظيم ندوة في العاصمة السعودية الرياض خلال يناير المقبل وأخري في باريس بالمشاركة مع اكاديميين واعلاميين من الجانبين حول حوار الحضارات علي غرار مؤتمر مدريد لحوار الاديان الذي أطلقه العاهل السعودي مايو الماضي· وأعرب عن أمله في إقامة ندوات مماثلة مع كل من دولة الامارات والمغرب ودول أوروبية اخري لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح عبر نخبة من المثقفين العرب والمسلمين والاوروبيين· وأوضح أن الصراع المتصور حاليا بين العالم الإسلامي والغرب الذي سعى بعض المفكرين والحركات السياسية إلى منحه صبغة سياسية ليس صراعاً بين الإسلام والمسيحية، لكنه في الواقع صراع بين المتطرفين على الجانبين، وهؤلاء خلافاتهم سياسية وليست دينية في جوهرها· وقال برو وهو رئيس تحرير الدورية الفرنسية ''الدراسات الجيوسياسية'' في باريس ''هدفنا تصحيح صورة العرب والاسلام في فرنسا والقارة الاوروبية عبر اشاعة الفهم المتبادل بين الدول الغربية والعربية حول الاسلام''· واعترف صراحة بأن الاوروبيين والفرنسيين لايفهمون حقيقة الدين الاسلامي، ونظرتهم خاطئة أحيانا لأنهم يخلطون ما بين الاسلام والارهاب· وشدد سان برو، وهو متخصص في شؤون العالم العربي والإسلام والشريعة الإسلامية على أن ''الاعمال الارهابية التي وقعت في اميركا واوروبا ليست لها أي علاقة بالدين الإسلامي ولا مبادئه، وإنما هي إفراز سياقات سياسية واقتصادية غير عادلة عزّزت حالة متطرفة على الجانبين، في العالم الإسلامي والغرب على السواء''· وقال إنه نتيجة سياسات غربية عدائية تحولت بعض الجماعات في العالم الإسلامي إلى التطرف والإرهاب، وتمكنت من اختطاف الإسلام وادعت أنها وحدها من تعبر عنه، وعلى الجانب الآخر تلقفت بعض الدوائر السياسية والفكرية في الغرب، خصوصاً في الولايات المتحدة، هذه الحجة وروّجت لها لتبرير سياسات توسعية تتستر خلف مزاعم الحرب على الإرهاب، لغزو الدول والسيطرة على مواردها، وتكريس واقع التفوق والهيمنة الأميركية· وأضاف أن أفضل شئ يجب عمله في اوروبا هو شرح حقيقة الاسلام من خلال اكاديميات ومعاهد متخصصة، مشيرا الى أنه يقوم حاليا بتدريس الاسلام في الجامعة بباريس، لافتا إلى أنه ألف كتاب ''الاسلام'' بالفرنسية مؤخرا في محاولة لإيقاف الهجوم الغربي على الدين الاسلامي· وأكد ضرورة إبلاغ الغرب عموما بأن الاسلام ليس دين التطرف بل التسامح والسلام والتوحيد مثل المسيحية، ويجب أن يفهم الغرب أنه في جانب العالم الإسلامي تمكن المتطرفون من استغلال حالة جمود أصابت الفكر الإسلامي، وجهل العديد من المسلمين بثراء مدارسهم الفكرية لتشويه بعض المفاهيم الإسلامية، والحيد بها عن مقاصدها الحقيقية· وأوضح أنه مع الاسلام الحقيقي وليس الوهمي ومع إلغاء التفسير الخاطئ الذي قدمة المتطرفون بأعمالهم العدوانية في الشرق والغرب، مشيرا إلى أن الجهاد الذي استغله الإرهابيون لتبرير عملياتهم غير المشروعة ضد المدنيين، له شروط محددة لتفعيله وضبطه، موضحا أنه يجب أن يصدر من خلال سلطة شرعية، كما أنه يجب أن يكون ردا على هجوم واقع يستهدف مجتمعا مسلما وأن يتناسـب في أدواته وحدود استجابـته مع حجم العدوان وطبيعته، وألا يتضمن بأي حال قتلا للمدنيين أو تدميرا للموارد· وأضاف أنه وفقا لهذا الفهم يتضح كيف ابتعد المتطرفون بتفسيرهم للإسلام عن المدارس الفكرية الإسلامية، موضحا أنه ''على الجانب الآخر يوجد سوء فهم أكبر للإسلام توافق مع مصالح إمبريالية أجاد أصحابها توظيف هذه التصورات الخطأ لمعاداة الإسلام والمسلمين''· وقال إن المتطرفين يعادون الدين الاسلامي ايضا وهم يسيئون الى الاسلام مثلهم مثل اعضاء اليمين المتطرف في الغرب والولايات المتحدة والذي يجدون في اعمال المتطرفين فرصة سانحة لفرض السياسة الامبريالية على العالم العربي· ونبه برو إلى صعود تحالف بين اتجاهين ديني وسياسي تمكّن من السيطرة على الحكم في الولايات المتحدة، هو التحالف بين المسيحية التبشيرية والمحافظين الجدد، وعزز هذا التحالف أفكار التوسع والهيمنة في السياسة الخارجية الأميركية· وطالب بتسوية الصراعات المرتبطة بالعالم الإسلامي التي تعزز من حالة الإحباط لدى العرب والمسلمين وتتيح فضاء واسعا لنمو المتطرفين وتعزيز وجودهم، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل عادل للمشكلة الفلسطينية وتسوية الوضع في أفغانستان والعراق بما يتيح عودة السلطة الفعلية إلى أيدي شعبيهما، وخروج القوات الأجنبية من أراضيهما· وقال إن إشاعة العدل في العالم العربي والإسلامي والإقدام على حل القضية الفلسطينية الملتهبة منذ 60 عاما وإيقاف مشاهد الموت والدمار في الشرق الاوسط، بالتأكيد سيفقد المتطرفون الأرض الخصبة التي تنمو فيها أفكارهم حاليا·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©