الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشكلة كل الأمهات.. «طفلي لا يأكل جيداً»

مشكلة كل الأمهات.. «طفلي لا يأكل جيداً»
14 مايو 2015 21:10
خورشيد حرفوش (أبوظبي) قلق الوالدين على طفلهما يجعلانهما يعتقدان أنه لا يأكل جيداً، رغم أنه يكون غير ذلك.. وقد ينظرون إلى الطفل على أنه يأكل جيداً رغم أنه بالفعل سيء التغذية! هل يأكل الطفل جيداً أم لا؟ وماذا يأكل الطفل؟ وكيف أتعامل مع هذه المسألة؟. هل يجب على الأم أن تحاول قدر جهدها أن تجعل وقت تناول الطعام وقتاً سعيداً للطفل ولا تقدم له إلا ما يحبه من الطعام؟ هل يجب على الأم أن تجعل الابن يرضخ لرأيها تماماً في مسألة التغذية وتقدم له ما يجب أن يأكله وأن تعامله بقسوة أو يتوسل حتى يأكل ما هو متيسر في المنزل؟». تساؤلات عديدة، الإجابة عليها يمكن اختصارها في قدرة الأم على أن تجعل من وقت تناول الطفل لطعامه وقتاً سعيداً، وعليها أن تقدم له ما يحبه من أصناف الطعام». الدكتورة شيرين أبو السعد، اختصاصية الأطفال، تشير إلى أن كل أم قد تقع في الحيرة والضيق والارتباك عندما تكون كمية الطعام التي يتناولها الطفل غير كافية له في رأيها أو عندما تكون حالتها النفسية غير مؤهلة لأن تجعل وقت تناول الطفل لطعامه وقتاً مليئاً بالسعادة.. وهناك أيضاً الضيق عندما تحاول الأم أن تشتري طعاماً جيداً وتقدمه للطفل فيرفضه، وتزداد الأم ضيقاً عندما تعرف جيداً أن صحة الطفل جيدة، وأنه بذل مجهوداً كبيراً في «العفرتة»، وليس عنده أي حساسية مرضية بالنسبة لأي نوع من الطعام ومع ذلك فهو يرفض أن يتناول الكمية المناسبة له. وقد يزداد قلق الأم على صحة طفلها عندما يقول والده أو أحد الأقارب أو الأصدقاء بأن صحة الطفل ليست على ما يرام وأن لونه «مخطوف» وأنه نحيف أكثر من اللازم. وقالت إن مثل هذه الكلمات تثير ألم الأم وضيقها في وقت واحد، لأنها ترى فيها بعض الإهانة لها، ذلك لأنها تحاول تغذية الطفل لكنه يرفض تماماً، لدرجة أن الأم في بعض الأحيان قد تفكر في أن تضرب الابن حتى يأكل ولكنها تعرف أيضاً من خلال التجربة أن أسلوب «الضرب» غير مفيد في مثل هذه الحالة لأن الطفل يزداد عناداً. الاحساس بالإثم وتضيف: «تحاول الأم أن تجد مخرجاً من هذا الطريق المسدود. وتحاول أن تقدم كل ما تستطيع من حب وحنان حتى يقبل الطفل على الطعام، لكن المسألة تزداد تعقيداً. إن الإحساس بالإثم يظهر في سلوك الأم بسبب ضيقها وثورتها على الابن لأنه لا يأكل جيداً.. وبعد أن يتم الطفل العام الأول. أنه ينتبه إلى أشياء جديدة مثل محاولة معرفة العالم الذي حوله والرغبة في أن يتعلم بعض الحروف والحركات والرغبة في تأكيد الذات. وهكذا سيبدأ الطفل في عدم الإقبال بالشهية المفتوحة ذاتها على الطعام مثلما كان في العام الأول. ويظن البعض أن ظهور الأسنان له دور في مسألة عدم إقبال الطفل على الطعام. إن أي رفض من الطفل لنوع معين من الطعام قد يسبب الضيق عند الأم وقد يكون هذا الضيق شديداً فيزداد عناد الطفل. وفي بعض الأحيان نجد أن الطفل يشبه أمه أثناء طفولتها فقد تكون هي أيضاً ذات مشاكل بخصوص الطعام أثناء طفولتها. إن الأم أحياناً يمكنها أن تستذكر رفضها لألوان من الطعام وسخط أمها عليها. إن الآباء والأمهات الذين كانت لهم مشاكل مع أسرهم بخصوص الطعام أو استعمال المرحاض أو الانطواء لا ينجحون عادة في حل مثل هذه المشاكل مع أبنائهم. إنهم يعالجون هذه المشاكل بالخوف والقلق والإحساس بالذنب والغضب. وهم ينسون تماماً أن حل هذه المشاكل يمكن أن يتم بهدوء ودون توتر أعصاب». أفضل طريق وتقول: «عندما تعرف الأم أن طفلها في عامه الثاني سيكون إقباله قليلاً على الطعام، هل ستعتبر ذلك أمراً طبيعياً، أغلب الظن لا. أن أي أم يصيبها القلق دائماً بشأن مسألة تغذية الابن. إن محاولة إكراه الطفل على تناول أي صنف من الطعام لا يحبه هذه المحاولة مصيرها الفشل تماماً، إن أفضل طريق لحل هذه المشكلة هو أن تتأكد الأم أن العناصر المفيدة للجسم موجودة في أي طعام يحبه الطفل. الفاكهة مناسبة للطفل. الخبز مناسب أيضاً. اللبن غذاء جيد. كل ذلك أو أي صنف منه بجانب الفيتامينات سيكون غذاء جيداً. صحيح أن الاعتماد على صنف واحد من الطعام لن يكفل لجسد الطفل كل العناصر اللازمة لنموه. فعندما تعرض الأم مشكلة طفلها الذي لا يقبل على الطعام على طبيب الأطفال، فإنه سيسأل عن قائمة الطعام التي يفضلها الطفل وسيحاول أن يكتب بعض الأدوية التي تعالج نقص أي مادة من المواد الأساسية الهامة. وعلى كل أم أن تعرف جيداً أن الطفل الذي لا يتمتع بقابلية جيدة للطعام ولا يتناول كميات منه ليس هو هو الطفل الذي يسهل إصابته بالأمراض المختلفة. لهذا فقد نجد الأم تصاب بالقلق لأن ابنها من وجهة نظرها لا يأكل جيداً رغم أن هذا غير صحيح في الحقيقة، وعلى الأم أن تعرف أن مسألة البطء في زيادة وزن الابن هي مسألة طبيعية في عامه الثاني. وعليها أن تعرف أيضاً أن الطفل لا يزيد سوى كيلو جرامين في السنة. هذا في عمر ما قبل دخول المدرسة. وطبعاً نستطيع أن نعرف أن هذه هي زيادة ضئيلة عندما توزع على أيام العام وهي من وجهة نظر الأمهات قد تثير القلق. وعادة تكون هذه الأم متجاهلة أي زيادة فعليه حدثت في أعماق الابن وعادة يكون هذا التجاهل هو نتيجة لقلق الأم الشديد على صحة ابنها ورفضها لأسلوبه في تناول الطعام.. ولحل المشكلة تتمثل في ألا تضع الأم أمام طفلها أي طعام لمدة أربعة شهور إلا ألوان الطعام التي يحبها بشرط أن تكون مفيدة وشاملة كل ألوان العناصر المفيدة». حلول عملية البداية أن تضع أصناف الطعام التي يحبها.. مثلاً: لا يجب أن تكتفي الأم بأن تقول لنفسها إن ابنها يكره كل أنواع اللحوم، لأنه لا شك يحب نوعاً ما منها، قد يحب اللحم المفروم أو اللحم المسلوق أو اللحم المشوي. إننا عندما نكتب ما يحبه الطفل من ألوان الطعام نجد منها ألواناً كثيرة، وأصنافاً متعددة، مما يساعدنا على أن نقدم للطفل ما يحبه خلال فترة أربعة شهور بمساعدة الفيتامينات. وليس معنى ذلك أن تجبر الأم طفلها على تناول ألوان الطعام كلها، فالأطفال بطبيعتهم عندما تزداد قابليتهم لتناول الطعام ستكون المسألة بعد ذلك سهلة وسيقبل على كل ألوان الطعام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©