تعكف شركة أرامكو السعودية النفطية، الأكبر في العالم من حيث الإنتاج، على مراجعة بعض مشاريعها طويلة الأمد نتيجة للانخفاض الحاد في أسعار النفط والتباطؤ الدراماتيكي في نمو الطلب على الخام، بحسب أحد كبار المسؤولين في الشركة·
ولم يكشف المسؤول عن أي تفاصيل عن عملية المراجعة مكتفياً بالقول إن الشركة اتخذت قراراً بهذا الصدد· لذا مازال من غير الواضح ما إذا كانت عملية المراجعة سوف تختص بإبطاء عملية تطوير بعض المشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية أم تتعلق ببساطة بإعادة التفاوض على العقود المبرمة مع شركات الخدمات النفطية·
وقال خالد البريك المدير التنفيذي لشركة أرامكو ''سوف نعود الى شركائنا لمناقشة الظروف الاقتصادية المستجدة· إننا لا نتحدث عن تأجيلات وإنما عن إجراءات مراجعة''·
ومضى يشير الى أن هنالك قراراً سوف يصدر بشأن هذه المشاريع اعتماداً على عملية إعادة التقييم· وذكر البريك أنه يتوقع أن تقوم الدول الأخرى بتنفيذ مراجعات مماثلة في ظل هذه التغيرات الديناميكية· واستطرد قائلا ''لابد من القيام بإعادة التقييم فلربما توجد بعض المشاريع التي جرى تقييمها على أساس سعر 80 دولارا أو 100 دولار للبرميل·
أما الآن وقد أصبح السعر 65 دولاراً فأعتقد أن كامل صناعة النفط والتوسعات الجديدة في النفط والغاز يجب إعادة تقييمها وفقاً للظروف الاقتصادية الحالية''·
وأكد البريك أن المشاريع القصيرة المدى لشركة أرامكو تمضي قدماً حسب الخطط الموضوعة، كما أن السعودية سوف تحقق هدفها الرامي لزيادة السعة الإنتاجية الى مستوى 12,5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام المقبل·
ولكنه ذكر أن تطوير حقل منيفا الذي يهدف الى إضافة 900 ألف برميل يومياً بحلول عام 2011 بات يخضع للمراجعة· أما المشروع الذي يهدف لإنتاج الغاز من حقل كرن - أول حقل بحري للغاز يتم تطويره في المملكة - فسوف يصار أيضاً الى إعادة تقييمه·
وكان هذا الحقل يهدف الى توفير إنتاج بمقدار 1,5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً بحلول عام 2012 لكي يساعد على تلبية الطلب السعودي المتنامي على الطاقة·
ويقدر أن شركة أرامكو تتجه الى إنفاق مبلغ 129 مليار دولار على خطتها التوسعية في الطاقة· إلا أن قرار مراجعة المشاريع يوضح فيما يبدو المدى الذي تأثرت به السعودية بالتباطؤ الاقتصادي العالمي· ولكن مسؤولاً آخر في الشركة صرح قائلاً ''سوف نتمكن من الوصول الى هدفنا المحدد بمقدر 12 مليون برميل في العام المقبل، كما سنتمكن أيضاً من تحقيق هدفنا بتوفير سعة إنتاجية تتراوح ما بين 1,5 و 2 مليون برميل يومياً· وما عدا ذلك فإن كل شيء سوف يعتمد على آليات السوق ومعدلات الانخفاض في الأسعار''·
وكانت المملكة العربية السعودية قد ذكرت قبل خمسة أشهر من الآن أنها تسعى لإضافة 2,5 مليون برميل من السعة الى جانب الكمية التي تستهدفها بمقدار 12,5 مليون برميل متى ما دعت الحاجة الى ذلك، ولكن أسعار الخام استمرت الى تراجع منذ أن اخترقت حاجز 147 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي، بينما انخفض الطلب بحدة بسبب المخاوف من الركود، ثم جاء قرار منظمة أوبك بخفض حصتها الإنتاجية بمقدار 1,5 مليون برميل يومياً في الاجتماع الطارئ الذي عقد في فيينا في الشهر الماضي· ويذكر أن الدول المنتجة في منطقة الخليج كانت قد أطلقت العديد من المشاريع التي تهدف الى زيادة سعتها الإنتاجية ولكنها بدأت تعاني من ارتفاع تكاليف الحفارات والموارد الأخرى بالإضافة الى النقص في العمالة المدربة والمتخصصة· لذا فإن هذه الظروف المحكمة في السوق قد تسببت في تأجيل أو تعليق العمل في العديد من المشاريع·
عن ''فاينانشيال تايمز''
عدد اليوم
