الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعمال جديدة ومضمون مكرر

15 نوفمبر 2008 01:43
كثير من الأعمال الفنية الخليجية لا تقدم للمشاهد ما يحتاجه الخليجي من الفن، كما لا تساهم بشكل أو بآخر في عرض المشاكل التي يعاني منها المجتمع الخليجي ولا تقدم الحلول لها· فهناك معاناة كبيرة في الخليج العربي متمثلة بالخطر المهدد للتركيبة السكانية وما تشكله من تحد كبير جداً للهوية الوطنية، كما أن هناك قضايا تطوير التعليم في منطقة الخليج العربي، ولا ننسى في ذات الوقت التهديد الخطير الذي يشكله التطرف والإرهاب إلى جانب التشدد والتعصب الديني والفكري عند بعض الشباب الخليجي والعربي بصفة عامة والمغرر بهم· هذا طبعاً إضافة إلى الفتاوى العجيبة والغريبة التي تصدر بين الحين والآخر، وما يزال ملفا مشكلة البطالة ومشكلة العنوسة يدقان ناقوس الخطر في المجتمع الخليجي، بالإضافة إلى الكثير من المشاكل والظواهر التي هي بحاجة كبيرة لمعالجة فنيـــة درامية جادة بعيدة كل البعد عن الواقع الخليجي المختلق المليء بالأحزان والبكاء والكآبة· تصر بعض الأعمال الفنية على عرض الأسر التي تعيش فيما بينها حالة من النزاعات والتوترات والصراعات الداخلية تزكيها رياح الطمع فيما بين أفرادها وكأننا نعيش في حالة من الحرب المستعرة أو كأن هذه المجتمعات الخليجية لا توجد فيها نواح إيجابية وأسر مستقرة تعيش حالة من الاطمئنان والهدوء خلافاً لهذا الأسلوب العقيم والمكرر الذي نتابعه كل سنة· فلماذا دائماً هذه النظرة الكئيبة لمجتمعاتنا الخليجية وكأننا نعطي صورة للآخرين بأن المجتمعات الخليجية رغم ثرائها الفاحش وأجواء وحياة الرفاهية التي تعيشها ما هي إلا مجتمعات هشة ضعيفة تنخر في عظامها أنواع شتى من السلبيات والمشاكل الاجتماعية التي لا حصر لها وهناك جشع مادي لا حدود له يكتنف تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض· هذه الأعمال تغفل أن هناك صورة إيجابية أكثر بياضاً ونصاعة، تتميز بها مجتمعاتنا الخليجية نظراً للموروث الديني الإسلامي والعادات والتقاليد التي مازالت باقية على أصالتها وصورتها القديمة الجميلة، خلافاً لما نشاهده على فضائياتنا الخليجية من كل هذا التفكك والتمزق الأسري· فلماذا إذاً نقدم للآخرين هذه النظرة السلبية عن مجتمعنا الخليجي، ونتغاضى أو نتناسى في نفس الوقت الإيجابيات رغم عمومها وكثرتها؟ حمدان محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©