الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الإمارات والسعودية.. والبيت العربي

غدا في وجهات نظر: الإمارات والسعودية.. والبيت العربي
27 مايو 2014 21:12
الإمارات والسعودية.. والبيت العربي يقول محمد خلفان الصوافي: من الواضح جداً أن اتفاق كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي على إنشاء لجنة عليا مشتركة يدل على حرصهما على تأكيد حضورهما في المناقشات الدولية والإقليمية بما يحيط المنطقة العربية من أحداث وتطورات سياسية؛ خاصة الملفات التي تهدد السلم المجتمعي مثل جماعة «الإخوان المسلمين» والتمدد الإقليمي لدول مثل إيران وتركيا. طبيعي أن تثير اللجنة الاهتمام والفضول لدى المراقبين إذا ما قرئ تشكيلها بعيداً عن تطورات الوضع العربي الأمني والسياسي الذي يتسم بالفوضى الشديدة في أغلب الأحيان؛ لأن الدولتين عضوان في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبالتالي لا ينبغي أن تنفردا بقراراتهما، لكن تلك القراءة تكون منطقية ومفهومة إذا ما أخذت بالاعتبار كونهما تعتمدان على قرارات استراتيجية حقيقية، وتحاولان معالجة الوضع العربي «المترهل» وتعملان على ترتيب البيت العربي بما يخدم مصلحة المواطن العربي. ربما يكون هذا هو ما يفسر أن تكون اللجنة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين. والوضع العربي يحتاج إلى شجاعة سياسية لإنقاذ الوطن والمواطن العربيين، ويكفي أن الذاكرة العربية ما زالت تحتفظ بحالة الفرحة التي سيطرت على المواطن المصري عندما وجد مساندة من الدولتين الشقيقتين المؤثرتين في الساحة العربية حالياً، والأمر ينطبق على البحرين كذلك. المشهد العالمي الراهن .. مناطق متأزمة ومخاطر مؤجلة يقول بول كيندي: بينما كانت الأمور تنذر بالأسوأ، ويلفها الغموض صرخ «هاملت» في مسرحية شكسبير الشهيرة مصارحاً صديقه، هوراشيو، أن العالم «اختل توازنه»، وهي العبارة التي تعني في الأصل أن بناء ما يعتري هيكله اختلال يهدد بتقويضه، وانتقالاً إلى ما يعيشه عالمنا اليوم يمكن أيضاً القول إنه في تجلياته السياسية والاجتماعية ما عاد قادراً على تحمل مشاكله المتكاثرة، وبأن بناءه يتعرض للاهتزاز كل يوم، بل إن أجزاء من الصرح العتيد الذي يمثله العالم باتت تتداعى أمام أعيننا، وقد كان «هاملت» في المسرحية أول من تنبه إلى هذا الوضع المختل في بلده الدنمارك، وهو وضع مرشح للتدهور أكثر، ويكاد يجتاح العالم بأسره، فإلى أي مدى ينطبق هذا الاختلال العام الذي اشتكى منه هاملت على عالمنا المعاصر؟ وقبل الإجابة، لنتخيل فقط الانشغالات العديدة والمتنوعة التي تؤرق بال مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية هذه الأيام، ومع أن الصورة تختزل العام في النظرة الأميركية إليه، وقد لا تكون متوازنة، إلا أنها تسعفنا في التحليل، كما أن الهموم والمشاكل التي تشغل بال الأميركيين لربما كانت نفسها التي تقلق بقية المراقبين والحكومات، هذا الاستعراض للهواجس العالمية والاختلالات الكثيرة التي تعتري مفاصله، وتهدد بانهيارها تبدأ من الجزء الغربي من كوكب الأرض، وتنتقل شرقاً إلى أوروبا وأفريقيا، ثم عبر الشرق الأوسط والخليج وجنوب شرق آسيا قبل الوصول إلى منطقة شرق آسيا الفسيحة، وانتهاء بالجزء الغربي من المحيط الهادي المحاذي للشواطئ الأميركية. ففي أميركا اللاتينية مثلاً، تواجه المجتمعات تحديات جمة تطرحها الإشكالات البيئية الخطيرة وتدهورها المتواصل، إضافة إلى الضغوط القوية للسكان على الحكومات، والنقص الخطير في الخدمات الصحية والتعليمية، والنمو الاقتصادي غير المتوازن الذي يفيد البعض ويقصي آخرين، ناهيك عن الانتشار الواسع للجريمة والفساد، وهي مشاكل وصعوبات لا تبدو الحكومات الضعيفة في المنطقة مهيئة لمعالجتها في المدى المنظور على الأقل، لكن المشكلة الأكبر في أميركا اللاتينية تكمن في انزلاق فنزويلا المريع نحو الكارثة، وهو انزلاق سببته لنفسها، متجسداً في الهشاشة الاقتصادية والاستقطاب السياسي والاضطرابات الاجتماعية، ولعل النموذج الأوضح الذي تقدمه فنزويلا اليوم هو كيف يمكن لرجل واحد، هوجو شافيز، أن يدمر بلداً كاملاً. بيد أن أميركا اللاتينية ليست المنطقة الوحيدة المتخبطة في مشكلاتها المتعدد، بل هناك قارة بأكملها، مثل أفريقيا تبدو أوضاعها أسوأ بكثير، وهنا يبرز حزامان يضغطان على القارة، أولها الشريط الساحلي المطل على البحر الأبيض المتوسط والممتد من الجزائر وحتى مصر، فيما يتسع الحزام الثاني لمساحة شاسعة تشمل منطقة الساحل جنوب الصحراء وصولاً إلى هضبة النيل، بحيث تعاني المجتمعات في هذه المناطق الإرهاب المزمن، والاضطرابات الناجمة عن الصراعات الحدودية، فضلاً عن التدهور البيئي الخطير. التجسس الاقتصادي.. هدف استخباراتي جديد يرى إلياس جرول أنه «إذا كنا نتجسس لدواع تتعلق بالأمن العسكري، فلماذا لا نتجسس من أجل الأمن الاقتصادي؟»، لم تأت هذه العبارة على لسان أحد الجواسيس الصينيين، ولكنها جاءت على لسان «ستانسفيلد تيرنر»، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق «جيمي كارتر». وقد أشار «تيرنر» عام 1992 إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تقوم بعمليات استخباراتية أكثر عدوانية بهدف تأمين الوضع الاقتصادي الأميركي الرائد في العالم. وإذا لم يكن لدواع تتعلق بوطنيته، لم أعرب مدير وكالة المخابرات الأسبق عن دهشته حول المزاعم التي ترددت بشأن تجسس الصين، والتي كشفت عنها هذا الأسبوع هيئة محلفين اتحادية كبرى في ولاية بنسلفانيا ووزارة العدل. وفي الواقع، فإن التكتيكات التي اتهمت إدارة أوباما الصين باستخدامها كانت محور جدل على أعلى المستويات في الحكومة الأميركية، باعتبارها أدوات يمكن استخدامها من قبل سلطات الولايات المتحدة. أما بقية الدول، فلم يساورها الخوف إلى هذه الدرجة، وقامت بتنفيذ عمليات مشابهة لتلك التي اتهمت هيئة محلفي بنسلفانيا الصين بالقيام بها. خلال السبعينيات والثمانينيات، قامت فرنسا بزرع وكلاء تجسس في شركتي «أي بي إم» و«تكساس إنسترومنتس»، وهؤلاء قاموا بنقل المعلومات التي توصلوا إليها إلى إحدى شركات الكمبيوتر الفرنسية. أما الميكروفونات التي يتم زرعها في مقاعد طائرات شركة «إير فرانس» لالتقاط النقاش الدائر بين رجال الأعمال المسافرين، فقد أصبحت علامة بارزة في عالم الاستخبارات. استئناف الحلف التاريخي يقول تركي الدخيل: من الواضح أن السعودية والإمارات تقومان بجهد جبار لحماية المنطقة من أيادي العبث ودوائر قرارات الغدر. الحلف السعودي الإماراتي بني على قوة اقتصادية ضخمة، ومواقع استراتيجية استثنائية ونفوذ سياسي دولي من الشرق إلى الغرب، ليس سهلا على أية دولة أن تعبث مع هذا الحلف الاستثنائي، وهو ليس حلفاً جديداً بل هو استئناف يتجدد مع تجدد الأزمات. كانت ولا تزال الإمارات وفية برجالها الذين ربّاهم الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الكيان وراعي زرعه، وغارس ثمره، والذي استوت الإمارات على يديه، شمّر مع إخوانه في الإمارات لبدء هذه الدولة التي جمعت بين خضاب الخليج وصرعات العصر، بين الأصالة والمعاصرة، بين القديم النافع والجديد الخلاّق، هذه هي الإمارات التي تعتز بها المنطقة وتفتخر بها. تأثير البابا فرانسيس يقول جيمس زغبي: منذ تزعمه الكنيسة الكاثوليكية، أبان البابا فرانسيس عن إدراك كبير لوقع وقوة اللفتات العفوية أو غير المتوقعة قصد التأثير على الرأي العام ومنح الأمل لمن يعانون الرفض. فخلال ترؤسه «قداس الخميس المقدس» لأول مرة، على سبيل المثال، قام فرانسيس بغسل وتقبيل أقدام سجناء من بينهم امرأة مسلمة. ورغم أن هذا الأمر صدم بعض التقليديين الكاثوليك، فإنه اعتُبر على نطاق واسع دليلا قوياً على تواضعه وتضامنه. وبعد بضعة أشهر على ذلك، قام فرانسيس بأول زيارة له إلى خارج روما فسافر إلى لامبيدوسا، الجزيرة التي يتقاطر عليها المهاجرون الأفارقة الساعين لدخول أوروبا. وكانت تلك طريقته الخاصة لمواجهة مشاعر العداء المتزايدة للمهاجرين في القارة. وإلى جانب هذه المبادرات المقررة، هناك الخطوات الباباوية المفاجئة -والأكثر حدوثاً- والتي جعلت من «مراقبة فرانسيس» عملا مفيداً ومجزياً. وقد شاهدنا خلال زيارة البابا إلى «الأرض المقدسة» التي دامت ثلاثة أيام كلا من فرانسيس الرسمي البروتوكولي وفرانسيس الارتجالي العفوي؛ وكما هو الحال دائماً، فإن تأثيره كان كبيراً. ومنذ البداية، أكد الفاتيكان أن الهدف من زيارة البابا ديني بالأساس ويتماشى مع دوره كزعيم لأكبر كنيسة مسيحية في العالم؛ وتم التركيز على جهوده لتشجيع توحيد الكنائس المسيحية والحوار بين الأديان، حيث أشير إلى اجتماعاته المقررة مع البطريرك اليوناني بارثولوميو، والتي تحيي الذكرى الخمسين للقاء التاريخي الذي جمع سلفيهما في القدس. كما أشير أيضاً إلى حقيقة أن صديقين أرجنتينيين يرافقان البابا في هذه الزيارة، حاخام وإمام، وأن فرانسيس سيلتقي في القدس مع المفتى الأكبر وكبير حاخامات إسرائيل. حروب‎ إقليمية من نوع جديد يرى د. وحيد عبدالمجيد أنه لم تعد المعركة بين زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري وأمير فرعه السابق في العراق وزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أبو بكر البغدادي، مجرد صراع على القيادة بخلاف ما بدا حين ظهر هذا الصراع على السطح للمرة الأولى قبل نحو عام. فقد وصل العداء بينهما إلى حد تبادل الاتهام بالانحراف عن المنهج الجهادي. هذا ما اتهم الظواهري به البغدادي عبر مقابلة صوتية تم بثها في 19 أبريل الماضي، وبدت رداً على ما اتهمه به المتحدث باسم «داعش»، أبو محمد العدناني، في اليوم السابق عبر تسجيل صوتي قال فيه إن قيادة «القاعدة» انحرفت عن منهج الصواب. وزاد على ذلك أن «القاعدة» في مجملها «لم تعد قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولا لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة». وهكذا بلغ الصراع بين قيادة تنظيم «القاعدة» وزعيم أكبر فرع كان تابع لها مرحلة الصدام الشامل. فقد أصبح صراع وجود، وليس خلافاً على منهج أو تنافساً على قيادة. وبات كل منهما يتطلع إلى إلحاق هزيمة نهائية بالآخر وليس مجرد إضعافه. وإذ بلغ الصراع هذا المبلغ الذي لم يكن متخيلا قبل عدة أشهر، فقد احتدت المعارك الدموية بين الطرفين في سوريا مقترنة باشتداد حُمى السباق على تمثيل «الحركة الجهادية» على الصعيد الدولي. وصراع هذا شأنه إنما ينذر بامتداد معاركه إلى غير بلد في المنطقة وخارجها بعد أن صب اشتعاله في سوريا زيتاً على نار خلافات بين تنظيم «القاعدة» وجماعات «جهادية» أخرى بالفعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©