الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نجدد الخطاب الإسلامي؟

كيف نجدد الخطاب الإسلامي؟
14 نوفمبر 2008 00:24
تتنوع مضامين الخطاب الإسلامي التي ينبغي أن يشملها هذا التجديد وتستوعب مختلف جوانب حياة المسلم وواقع المسلمين، فضلا عن بيان تعاليم الدين، وما يهم المسلم في دنياه وآخرته، وهو ما لا يمكن حصره، في هذه المساحة· غير أن هناك مرتكزات أساسية من الضروري أن تؤخذ في الاعتبار، حتى يمكن للخطاب الإسلامي أن يساهم في تكوين رأي عام إسلامي واع ومؤثر، في هذا السياق يشير د· عبد الله الزبير إلى عدة أمور ينبغي أن يتحلى بها الخطاب الإسلامي، من أبرزها تربية الجماهير على الاهتمام بأمر المسلمين: فيجب على المسلم أن ينصر أخاه وأن ينتصر له، وأن يقويه إذا استضعف، وأن ينفي عنه الاضطهاد، أن يصلح ذات البين إذا خاصم وأن يغنيه إذا افتقر، والنصوص الدينية في هذا المجال كثيرة ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:'' مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى'' · بالإضافة إلى التركيز على ما يجمع شمل المسلمين ويؤكد وحدتهم· فضلا عن توظيف الأحداث لتكوين رأي عام مستنير يعمل على إصلاح الأمة، ويرسخ الفضائل، بما يخدم قضايا الأمة الجوهرية ويصحح مسيرتها· وفي هذا السياق تبرز أيضا أهمية توحيد الخطاب في القضايا الكبرى، فلابد من تربية الأمة على التوحد والاتفاق بخاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى والجوهرية منعاً للتشتت والتنازع، والمتدبر للقرآن الكريم يجد وحدة الخطاب الدعوى في قضايا الخلق الكبرى، وفي قضايا الأمة الكلية، فالأنبياء - عليهم السلام- جاءوا إلى أقوامهم بخطاب واحد على الرغم من اختلاف الشرائع·، حيث يقول كل منهم لأمته وقومه ''اعبدوا الله ما لكم من إله غيره'' كما يحتاج الخطاب الإسلامي إلى الاستفادة من فقه الأولويات بحيث يتم ترتيب قضايا الخطاب الإسلامي وفقاً للأهم فالمهم فالأقل أهمية، والمقصود بفقه الأولويات هو مجموعة الأسس والمعايير التي تضبط وضع كل شيء في موضعه من خلال بيانه لما ينبغي أن يكون أولا وما ينبغي أن يكون ثانيا وثالثا ورابعاً، سواء أكان ذلك في مجال تحقيق المصالح أو في مجال درء المفاسد· ويمكن من خلال فقه الأولويات أن نحدد القضايا الجديرة بالتقديم في الخطاب الإسلامي ، وتلك التي يمكن تأخيرها بحيث يتم وضع كل شيء في موضعه ، و يمكن أيضا الاستفادة من ذلك في مجال أسلوب الخطاب ووسائله، فيتم إعطاء أولوية للوسيلة الأنجع والطريقة الأنسب وفقا للظروف المحيطة وطبيعة الجمهور المستهدف ونوعية التحديات التي تواجه المجتمع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©