البشير يعلن وقفاً فورياً لإطلاق النار في دارفور

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس وقفاً فورياً غير مشروط لاطلاق النار في دارفور، ودعا الى نزع أسلحة الميليشيات وتقييد استخدام السلاح بين القوات المسلحة في هذه المنطقة· في وقت ردت حركة ''العدل والمساواة'' المعارضة باعتبار إعلان وقف النار ليس جدياً، وتوعدت بمواصلة القتال الى أن يتحقق توزيع عادل للسلطة والثروة· وقال البشير الذي يواجه خطر اتهام المحكمة الجنائية له بارتكاب جرائم حرب في دارفور ''إنه سيشن حملة فورية لنزع سلاح الميليشيات وتقييد استخدام القوات المسلحة للسلاح''· موضحاً أن وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية والفصائل المقاتلة رهن بتنفيذ آلية مراقبة فعالة ومتابعتها من قبل جميع الأطراف المعنية بمشاركة البعثة الدولية الأفريقية المشتركة ''يوناميد''· وكان منتدى ''مبادرة أهل السودان'' الذي يضم شخصيات حكومية وشخصيات معارضة أوصى في ختام أعماله أمس بوقف اطلاق النار وسط مقاطعة من جانب المتمردين· لكن الرئيس السوداني لم يعد بالإفراج عن سجناء دارفور السياسيين، وهو بين ما أوصت به كذلك المبادرة· وقرر البشير وقف الحملات الإعلامية مع المتمردين حتى نهاية العام لتهيئة الأجواء من أجل إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب الدائرة في الإقليم· وأكد التزامه بإنهاء أزمة دارفور ومعالجتها من جذورها، كما وافق على زيادة عدد ولايات دارفور (عددها حاليا ثلاث) إلى العدد الذي تحدده لجنة تشكل لهذا الغرض· وأعلن البشير موافقته على مبدأ التعويض الفردي والجماعي للمتضررين من الحرب في دارفور، وخصص 40 مليون جنيه سوداني (20 مليون دولار) كخطوة أولى، إضافة إلى تشكيل لجنة لحصر النازحين في المخيمات· وتعهد الرئيس السوداني بتمكين ''يوناميد'' من أداء مهامها في حفظ الأمن والسلام، وقرر تشكيل لجان من أعضاء ''مبادرة أهل السودان'' لإجراء اتصالات مع فصائل المتمردين في الاقليم بغرض إقناعهم بالانضمام إلى عملية السلام· ووجه البشير رسالة إلى المتمردين قائلا ''تعالوا إلى كلمة سواء تحقق الاستقرار والطمأنينة لشعبنا··لا شيء يستعصى على الحل··والوطن قادر على تحقيق النهضة والاضطلاع بواجباته متى توفر السلام''· وحضر الجلسة الختامية الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي الذي دعا السودانيين إلى حل قضاياهم دون تدخل أجنبي· ورأى أن السودان في مفترق طرق· كما حضر الجلسة التي ترأسها الرئيس السوداني السابق عبد الرحمن سوار الذهب كل من رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني· وقاطعت المؤتمر أحزاب معارضة أبرزها حزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وحركات التمرد في دارفور· وقالت حركة ''العدل والمساواة'' إحدى فصائل المتمردين الرئيسية في دارفور إن وقف النار الذي أعلنته الحكومة السودانية ليس جديا· وأضافت على لسان سليمان صندل نائب القائد العام للحركة ''نحن لن نوقف إطلاق النار إلا بعد الوصول إلى اتفاق إطار يضمن الحقوق الأساسية للحركة··لا يمكن أن نوقف إطلاق النار مجانا''·