الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العجوز والعملاق والمنبوذ يصنعون الربيع الروسي

العجوز والعملاق والمنبوذ يصنعون الربيع الروسي
21 يونيو 2018 01:23
محمد حامد (دبي) تعيش شوارع روسيا مشاهد احتفالية لم تكن معتادة من قبل طوال تاريخها، فقد كان للانتصارين على السعودية ومصر، والسير بخطى واثقة في المونديال على الرغم من العثرات والهزائم وفقدان الثقة طوال فترة الإعداد مفعول السحر في جعل الحياة تسري في العروق الروسية المتجمدة، حيث لم يكن من المعتاد رؤية الآلاف من أبناء روسيا يرقصون ويغنون بسبب انتصار كروي، خاصة أن الكرة الروسية لم تكن يوماً مصدراً لسعادة الشعب أو حتى اهتمامه. وجاء تنظيم روسيا للمونديال ليغير كل شيء، فقد بدأت كرة القدم تتسلل إلى القلوب، ويمكن القول إن البلاد في طريقها لتصبح «أمة كروية» وهي التي لم تكن تعيش قصة حب حقيقية مع كرة القدم، وأشارت صحيفة «برافدا» الروسية إلى أن الاحتفالات التي سيطرت على شوارع المدن الروسية، وخاصة سان بطرسبرح التي شهدت مباراة مصر وروسيا، وكذلك موسكو وغيرهما من المدن تؤكد أن الانتصارات المونديالية تخلق شعوراً لم يعرفه الروس من قبل في علاقتهم مع كرة القدم. وبعيداً عن نبض الشارع والاحتفالات الصاخبة، والشعور بالفخر الذي يرتبط بتحقيق الفوز والتقدم في البطولة، فإن نجوم الصدفة هم الذين صنعوا الربيع الروسي، ولعبوا أدوار البطولة المطلقة، وعلى رأس هؤلاء النجوم العجوز المخضرم سيرجي إيجاناشيفيتش البالغ 38 عاماً، والذي خاض مع منتخب روسيا 124 مباراة دولية، وهو لم يكن من ضمن الأسماء المرشحة للمشاركة في المونديال إلا أن إصابة رسلان كامبولوف لاعب روبن كازان دفع الجهاز الفني لاستدعاء العجوز المخضرم الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ 39 الشهر المقبل، والمدهش في الأمر أن إيجاناشيفيتش تألق بشدة في مباراتي روسيا أمام السعودية ومصر وبدا وكأنه شاب لم يتجاوز 25 عاماً. وأكد الياباني هوندا رفيق درب إيجاناشيفيتش السابق في فريق سسكا موسكو أنه لاعب محترف بكل ما تحمل الكلمة من معان، فهو لا يتوقف عن التدريب والوصول إلى أفضل جاهزية بدنية ممكنة، وعلى الرغم من أنه اعتزل دولياً عقب مباريات يورو 2016، إلا أنه عاد في المونديال الحالي ليصبح بطلا بالصدفة، أو بالأحرى أحد أبطال الصدفة الذين يصنعون ربيع روسيا الكروي في الوقت الراهن. أما النجم الثاني فهو «المنبوذ» دينس تشيريشيف لاعب الريال السابق، والذي رحل عن الفريق الملكي على إثر مشاركته بالخطأ في مباراة الريال وقادش في كأس إسبانيا، فقد كان ممنوعاً من المشاركة بسبب الإنذارات، مما تسبب في إبعاد الريال في فضحية مدوية عن كأس الملك، إلا أن تشيريشيف ظهر مع روسيا في المونديال الحالي على مقاعد البدلاء في بداية البطولة، وتحديداً في انطلاقة موقعة روسيا مع السعودية، وتعرض النجم الأول في روسيا آلان دزاجويف للإصابة، فظهر تشيريشيف ليتألق ويسجل ثنائية في مرمى السعودية، ثم هدفاً في شباك مصر، ويصبح واحداً من نجوم المونديال بـ 3 أهداف، وقبل مباراة مصر ظهر اللاعب النجم الروسي الموهوب ليتحدث بكل ثقة عن مقدرة منتخب بلاده على تحقيق الفوز وعدم الانشغال بإصابة نجم مصر محمد صلاح، وهو ما تحقق فعلياً على أرض الواقع، فقد كسب الروس المواجهة مع مصر بفارق قوة الشخصية والتركيز والإعداد الذهني، وكان لتشيريشيف دور كبير في حصد نقاط المباراة، بتحركاته وانطلاقاته المستمرة، وهدفه الذي رفع به رصيده إلى ثلاثية في المونديال، ليتحول من لاعب بلا مكان في الريال إلى بطل كروي في روسيا. أما نجم الصدفة الثالث في صفوف روسيا فهو العملاق أرتيم دزيوبا البالغ 29 عاماً، والذي يصل طول قامته إلى 196 سم، مما يجعله أقرب إلى نجوم كرة السلة، كما يملك قوة بدنية خارقة جعلته يتسبب في إرهاق الدفاع المصري، وهو لم يكن أساسياً في التشكيلة الروسية، وشارك في مباراة روسيا أمام السعودية في جزء من المباراة التي بدأها من مقاعد البدلاء، ولكنه سجل هدفاً وعاد ليسجل في مرمى مصر، ويصبح واحداً من ثلاثي الصدفة الذي يحقق الحلم الروسي الكبير في مواصلة المشوار المونديالي، وهو حلم يعني الكثير للملايين من أبناء الشعب، وللحكومة الروسية، ورئيس البلاد فلاديمير بوتين، فالأمر يتجاوز دائرة الانتصار الكروي، ليصبح حلم شعب وقيادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©