عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله، غزة)
تصاعد التوتر، أمس، على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بعدما أطلق ناشطون فلسطينيون عشرات الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل التي نفذت ضربات جوية على القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس». وقصف جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية حوالي 25 هدفاً في القطاع. وزعم الناطق باسمه في حديث هاتفي مع الصحفيين أن «حركة حماس وغيرها من الفصائل أطلقت ليلاً 45 قذيفة، بينها صواريخ على إسرائيل».
وأضاف «أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي اعترض سبعة صواريخ فلسطينية، في حين سقطت ثلاثة صواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية بالقرب من أو داخل مناطق مأهولة» دون أن يشير إلى إصابات بشرية.
وتابع «لقد قضى المواطنون في جنوب البلاد ليلة أخرى في الملاجئ خشية من القذائف، ويعيش أكثر من 200 ألف مستوطن إسرائيلي في الجنوب على مسافة قصيرة من مدى الصواريخ، ومعظمهم قضوا ليلتهم في الملاجئ إن لم يكن جميعهم».
واستهدفت طائرة إسرائيلية بلا طيار مجموعة شبان بصاروخ، خلال محاولتهم إطلاق طائرة ورقية تجاه المستوطنات شرق غزة، أمس. وقال شهود، إن مجموعة من الشبان، نجت من قصف إسرائيلي استهدفهم شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وشدد الناطق الإسرائيلي على أنه «قد تبدو الطائرات الورقية والبالونات مثل لعب الأطفال، ولكن يمكنني أن أؤكد أنها ليست ألعاباً، بل أسلحة تهدف إلى القتل وإلحاق الضرر، وقد ألحقت أضراراً كبيرة بالزراعة، ووصلت حتى الآن إلى أبعد من 25 كيلومتراً في الجنوب».
وأعلنت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة» الفلسطينية مسؤوليتها عن «استهداف سبعة مواقع عسكرية صهيونية في غلاف غزة بعدد من الرشقات الصاروخية منتصف ليل أمس الأول وفجر الأربعاء، وذلك رداً على العدوان الصهيوني المتواصل في استهداف مواقع المقاومة في قطاع غزة».
وأكد البيان معادلة القصف بالقصف، «ولن نسمح للعدو بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته، وستتحمل قيادة العدو المسؤولية الكاملة عن أي عدوان وستدفع ثمن عنجهيتها».
وقالت مصادر طبية فلسطينية في القطاع، إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح طفيفة.
وذكر مصدر فلسطيني أن طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على أرض خالية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأضاف أن غارة ثانية استهدفت موقعاً تابعاً للقسام في شمال القطاع.
وبعد ذلك، دوت صافرات الإنذار في مستوطنات إسرائيلية تحذر من سقوط صواريخ أو قذائف هاون.
وتأتي أعمال العنف هذه مع وصول مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات إلى إسرائيل ليحاولا إعطاء دفع لخطة الإدارة الأميركية لتسوية النزاع. لكن فرص نجاح هذه الخطة تبدو ضئيلة، بينما تطرح تساؤلات عن الطريقة التي سيعالج فيها الوضع في غزة في الخطة.
وأفاد مراسل «فرانس برس»: «إن زجاج بعض الأبنية تحطم، وإن السكان استفاقوا في القطاع مذعورين بسبب دوي الضربات المتتالية». والمعروف أن قطاع غزة يفتقر إلى ملاجئ محصنة.
ومنذ 30 مارس، تصاعد التوتر مع تعبئة في قطاع غزة ضد الحصار وللمطالبة بحق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم عند إنشاء إسرائيل في 1948.
وخلال هذا التحرك الاحتجاجي، جرت تظاهرات على الحدود بين القطاع وإسرائيل وصدامات مع جيش الاحتلال على حدود القطاع. واستشهد 132 فلسطينياً على الأقل برصاص إسرائيلي منذ بدء احتجاجات «مسيرات العودة». ولم يُقتل أي إسرائيلي.
عدد اليوم
