السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملامح استراتيجية أوباما في أفغانستان

ملامح استراتيجية أوباما في أفغانستان
12 نوفمبر 2008 00:13
تخطط إدارة أوباما القادمة للبحث عن استراتيجية أكثر إقليمية للحرب في أفغانستان- تشمل إجراء محادثات مع إيران- كما تنظر بشكل إيجابي للمحادثات الوليدة بين الحكومة الأفغانية من جانب والعناصر ''التي يمكن التصالح معها'' في حركة ''طالبان''، حسبما يقول مستشارو الأمن القومي لباراك أوباما· الرئيس الجديد يخطط أيضاً لإحياء الالتزام الأميركي بمهمة تعقب أسامة بن لادن والقبض عليه، وهي مهمة يعتقد الرئيس المنتخب أن الرئيس بوش قد قلل من أهميتها، بسبب تركيزه التام على العراق على حساب أفغانستان، ويدفعه بالتالي للتخطيط لحشد الآلاف من الجنود الإضافيين هناك لعلاج هذا الخلل· ومن المرجح أن يرحب ''البنتاجون'' بالخطوط العريضة لتلك الاستراتيجية التي ستظهر تباعاً، والتي تتوافق مع رؤيته في اتباع نهج أكثر هجومية وابتكاراً في أفغانستان، خصوصاً بعد أن وصلت هجمات ''طالبان'' والخسائر البشرية الأميركية، إلى أعلى معدل لهما منذ عام ·2001 بيد أن بعض القادة الأميركيين، لا زالوا ينظرون بحذر إلى ذلك التعهد الذي قطعه أوباما على نفسه خلال الحملة الانتخابية بسحب القوات الأميركية من العراق تدريجياً على مدى 16 شهراً، وهو أمر يقول مستشارو أوباما إنه سيصدره خلال الأسابيع الأولى له في الحكم· يتبدى ذلك الحذر في التصريح الذي أدلى به الأدميرال ''مايكل مولين'' رئيس هيئة الأركان المشتركة، والذي قال فيه إن وضع جدول زمني للانسحاب هو أمر ''خطر''· هناك إجماع بين مستشاري أوباما، وعدد من الخبراء العسكريين على أن العقبات التي واجهتها استراتيجية إدارة بوش في أفغانستان هي عقبات أيديولوجية ودبلوماسية في المقام الأول، وأن جزءاً كبيراً من الصعوبات التي واجهتها تلك الإدارة يرجع إلى أنها قد رسمت منذ البداية أهدافاً غير عملية مثل إقامة دولة ديمقراطية كاملة المواصفات هناك بدلاً من أن يكون الهدف هو تدشين دولة مستقرة ترفض الأيديولوجية المتطرفة· وفي الوقت الذي يبدأ فريق أوباما صياغة سياسة الحرب في أفغانستان، فإن بعض كبار الاستراتيجيين العسكريين، بدأوا مراجعة التزام واشنطن بتأييد الرئيس الأفغاني ''حامد كرزاي'' الذي يرون فيه رئيساً ضعيفاً وغير كفء، ويقترحون أن يقوم تجمع لزعماء القبائل هناك بانتخاب رئيس جديد، وهي الفكرة التي كانت وزارة الخارجية الأميركية قد رفضتها· وأكد مستشارو أوباما أن زيادة التركيز على ''القاعدة'' لا يعني التراجع عن مواصلة الحرب البرية في أفغانستان، وهو ما يتفق إلى حد كبير مع ما يراه وزير الدفاع ''روبرت جيتس'' و''مايكل مولين''، اللذان يُقال إنهما خططا بالفعل لدور قيادي أميركي أكثر وضوحاً وقوة في الحرب، وكذلك لانخراط أكبر للقوات الأميركية في مواجهة ''طالبان'' بالمناطق الجنوبية والغربية، وخصوصاً بعد الأداء غير المُرضي لقوات ''الناتو'' التي يقول المسؤولون الأميركيون العسكريون إنها تفتقر للحماس والخبرة اللازمة في القتال، وهو ما يرفضه كثير من ضباط الدول الأوروبية التي تشارك قواتها في الحلف، ويصفونه بأنه يمثل نوعاً من الغطرسة الأميركية· ويلمح مسؤولو ''الناتو'' إلى أن الرئيس الجديد الذي قوبل انتخابه بتأييد عريض في مختلف أنحاء أوروبا، قد يكون أكثر قدرة على التعامل مع قوات ''الناتو'' من الرئيس السابق الذين لم يحبوا أبداً طريقة تعامله معهم في أفغانستان· ويقول مستشارو أوباما، إن الرئيس الجديد يخطط لتكثيف العمليات العسكرية والاستخباراتية الاميركية الموجهة ضد ''القاعدة'' وابن لادن في منطقة القبائل، على الرغم من علمه بأن تنظيم ''القاعدة''، الذي أصبح يعمل الآن بطريقة لامركزية، سيظل يُشكل تهديداً للولايات المتحدة حتى مع غياب ابن لادن· وعلى رغم مرور أسبوع على إعلان نتيجة الانتخابات، فإن فريق أوباما لا يزال أبعد ما يكون عن إعطاء المزيد من التفاصيل عن الكيفية التي سيتم بها وضع ابن لادن في صدارة الاستراتيجية الأميركية لمحاربة الإرهاب، سواء من الناحية الخطابية أو الواقعية، وهو ما يرجع إلى أن هذا الفريق مضطر أولاً إلى مراجعة الموارد العسكرية والاستخباراتية المتاحة، والطريقة التي يتم استخدامها بها حالياً لتحقيق هذا الهدف، علاوة على أنهم لم يخططوا بعد تفاصيل مقاربتهم لباكستان، التي تعتقد الاستخبارات الأميركية أن ابن لادن يتخفى فيها· وبالإضافة إلى التأكيد على أهمية استمرار العمليات الأميركية ضد مقاتلي ''طالبان''، الذين يتخذون من الأراضي الباكستانية قاعدة لشن الهجمات ضد القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان، فإن الإدارة الجديدة تنوي أيضاً إعادة تذكير الأميركيين بالكيفية التي بدأ بها القتال ضد المتطرفين الإسلاميين بعد الحادي عشر من سبتمبر وقبل غزو أفغانستان والعراق، وبأن ''القاعدة'' لا تزال على رأس الأولويات الأميركية· أوباما قال أثناء حملته الانتخابية إن إدارته ستستكشف إمكانية إجراء محادثات مع دول مثل إيران وسوريا، وأنه يرفض جوهر سياسة بوش وخطابه· يقول مستشارو أوباما أيضاً إنه يميل إلى دعم فكرة المحادثات بين الحكومة الأفغانية و''العناصر المستعدة للمصالحة'' ضمن حركة ''طالبان''، وهي الفكرة التي كانت وزارة الخارجية الأميركية تميل إلى تجاهلها بعض الشيء، خصوصاً بعدما تبين أن تلك الفكرة لم تلق اهتماماً لدى ''طالبان''، التي قامت بتصعيد عملياتها بدلاً من أن تخففها كرد فعل لتلك الفكرة· أما البنتاجون -من ناحية الخطاب على الأقل- فقد تركت الباب مفتوحاً، ربما بدرجة أكبر من ذي قبل، حيث يرى كبار ضباطه أن القسم الأكبر من قوات ''طالبـــان'' هم من فئة المقاتلين الانتهازيين لا الملتزمين عقائدياً، ما دفع ''جيتس'' إلى الحديث بشكل علني عن هذا الموضوع حيث قال: ''في نهاية المطاف يمكنني القول إن تلك هي الطريقة التي تنتهي بها معظم الحروب عادة، وهذا الاقتراح - المحادثات- يمثل في رأيي المخرج بالنسبة لنا جميعـــاً''· وفي ''البنتاجون'' يشرف ''مولين'' على استراتيجية انتقالية لأفغانستان وباكستان، وعلى مراجعة لبنية القوة تجريها هيئة الأركان المشتركة، في حين يشرف الجنرال ديفيد بيترايوس القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، والذي أدى القسم للعمل قائداً للقيادة المركزية الأميركية، على إعداد الخطط المتعلقة بمواجهة مسؤولياته الجديدة الأوسع نطاقاً، والتي تشمل العراق وأفغانستان معاً· ومن المقرر أن يبقى كل من ''مولين'' و''بيترايوس'' في منصبيهما عندما يترك صناع السياسة المدنيون في إدارة بوش مناصبهم في يناير المقبل بعد تولي الإدارة الجديدة رسمياً· ويشير أحد كبار موظفي وزارة الدفاع إلى أن بيترايوس قال إنه يتفق مع أوباما في تصوره المتعلق بضرورة اتباع نهج يركز بشكل أكبر على البعد الإقليمي في مقاربة موضوع أفغانستان، وأنــــه يرحـــب بـ''إجراء حوار حول الأهداف المرغوبة والقدر الكافي من بناء الأمم المطلوب هناك''، وقال هذا المسؤول: ''لن نطوي العلم هناك ثم نعود إلى الوطن لعمل عرض عسكري نحتفل فيه بالنصر''· كارين ديونج محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©