السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معارك ضارية بالنكات

معارك ضارية بالنكات
12 مايو 2012
لا نستطيع، جميعاً، إلا أن ننحني احتراماً لهذه الروح الرائعة، التي يتحلى بها إخوتنا في مصر، حيث يحولون مآسيهم وهزائمهم إلى مادة للضحك، إلى أن يتخففوا من أوزارها. والغريب أن الجميع يتقبل ذلك بكل راحة ضمير، حتى السلفيين المصريين، يتقبلون النكات ضدهم ويردون عليها بنكات أشد ضد من أطلقها.. إنهم فعلا شعب رائع لا يماثله أي شعب عربي. وأنقل لكم آخر بعض ما وصلني مؤخراً من معارك القصف بالنكات. ? اللي باعك في الميدان.. بكره يبيعك جوه البرلمان ? هذا، وقد انقسم الشعب المصري إلى جماعتين، جماعة «التكفير والهجرة»، و»جماعة التفكير في الهجرة» ?هانبقى زي أميركا بالظبط..وهايبقى عندنا مجلس «شيوخ». ? أول جلسة في المجلس هتكون جلسة ذِكر. ? الأرقام بالانجليزي هاتتغير بعد وصول الإخوان وتبقى: وان، تو، ثري، فور، فايف، أستغفر الله العظيم، سيفن. مانشيتات الأخبار في المستقبل: ? افتتحت اليوم ثلاث من زوجات السيد الرئيس حفظهن الله فعاليات مهرجان الإنشاد للجميع. ? انخفاض حاد في أسهم شركة جيليت بالبورصة المصرية وأنباء عن نية الشركة سحب استثماراتها وماكينات حلاقتها في مصر. ? فيروز تغير كلمات أغنية البنت الشلبية لتصبح البنت السلفية. ? الفنان طلعت زكريا يعتذر عن فيلم «طباخ الريس» و يبدأ في الاستعداد لفيلم «سواق المرشد». ? إيناس الدغيدي بعد ارتدائها النقاب تبدأ تصوير فيلم «مذكرات مؤمنة». ? هيغطوا كل أسلاك الكهربا العريانة. ? شباب 6 أبريل تغير اسمها إلى فتية السادس من ربيع الآخر. ‎‎? هيغيروا التفاحة اللي على آبل ويخلوها تمرة. أفلام المرحلة القادمة: ? إخوان ولا بيزنس. ? إزاي تخلي الأخوات تحبك. ? الباحثات عن الحرية والعدالة. ? السبحة لا تزال في جيبي. يقولون بأن سر نغاشة الشعب المصري الضغط الذي عاشه عبر القرون، منذ الفراعنة فالهكسوس ثم الفراعنة ثانية ثم المقدونيين فاليونان فالرومان فالفرس حتى أول أمس «بالمناسبة كان قراقوش حاكما بالوكالة على مصر في فترة ما نهاية القرن الثاني عشر». لذلك يعيدون السخرية إلى جذر المعاناة الشديدة، ويعتقدون بأنها السلاح الذي يستخدمه الضعيف لمواجهة القوي المتجبر، وهي في الوقت ذاته مانعة صواعق – كما يقولون- يستخدمها الفرد لمواجهة الإحباط والنكوص واحتقار الذات، والجنون. بناء على هذه التحليلات، فهل كنا سنخسر النغاشة المصرية التي بدت جلية في ميدان التحرير، لمجرد أن عصر القمع قد انتهى؟ في الواقع لا أعتقد ذاك، بل اعتقد أن النغاشة المصرية سوف تترقى درجة إلى الأعلى، وتتحول من رد فعل دفاعي يستخدمه القوي لمواجهة الضعيف – كما أسلفت - إلى إبداع وابتكار، من أجل تتويج السعادة والفرح والابتهاج بالحياة الحرة الكريمة. نحن بانتظار كوميديا مصرية رائعة، أكثر تطوراً من التهريج والصراخ على خشبة المسرح، ونحن محتاجون فعلا إلى هذه الكوميديا الرائعة، وكما قادت مصر كوميديا العالم العربي في فترات القهر، فإنها بلا شك ستقودنا إلى المستوى الأرقى، وهي تنظر إلينا بكل سعادة من شرفة الحرية. أولى خطوات تحرر مصر من الطاغية الأخير كانت بالسخرية منه.... ارجعوا إلى النت ستجدون مئات النكات المبتكرة تدور حول مغتصب الرئاسة وأولاده وعائلته، كما تجدون قصائد أحمد فؤاد نجم التي كتب أكثر من عشرين قصيدة في السخرية منه، ومن حاشيته. وستجدون جيلاً من الساخرين المصريين، كان يبني مهد الثورة. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©