أبوظبي (الاتحاد) - اتّسعت في الفترة الأخيرة ظاهرة العمل الصحفي عن بعد بفضل تقدم تكنولوجيا الاتصال التي تيّسر الولوج إلى المصادر بسرعة، وتحشد موارد للأخبار عبر العالم. لكن ما يساعد أكثر على تقدم هذه الظاهرة، هو ظهور العديد من الأدوات والبرامج والمواقع المتخصصة، ولاسيما باللغة الإنجليزية، التي تتيح استفادة قصوى من الشبكة، وتساعد الصحفيين على رفع مستوى ونوعية عملهم وتقاريرهم.
ورصد معهد «بيونتر» لجودة الصحافة، في تقرير أعده تايلر ميلر توماس، ما أسماه 10 أدوات رقمية على الإنترنت لتعزيز تحقيقات وأساليب نقل القصص الإخبارية، بشكل يجعل عمل الصحفيين يستقطب تفاعلاً أكبر من القراء، لاسيما في مجال الإعلام المتعدد الوسائط.
وتتراوح خدمات وبرامج هذه المواقع بيّن تسهيل حصول الصحفيين والمؤسسات الإخبارية والعاملين في غرف التحرير على معلومات حكومية موثقة، والتواصل مع شهود العيان على الأحداث المستجدة، وبين المساعدة على تقديم المحتويات الصحفية بتصاميم جذابة للقراءة أو المشاهدة والمتابعة، وتصل إلى تقديم أفضل السبل للاستفادة من محتويات وشهادات سبق ووُضعت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتصل بالقصص المنوي تغطيتها.
ومن بين نماذج هذه الأدوات موقع «فويا ماشين» (FOIA Machine)، الذي يتلقى طلبات الصحفيين التي تندرج تحت عنوان الشفافية في المعلومات الرسمية، وتديره منظمة تحمل الاسم نفسه، وقد أنشأت الموقع بدعم من منظمات عدة معنية بتعزيز دور الصحافة. وتقدم شبكة «بوبليك اينسايت» التي تديرها «أميركان بوبليك ميديا» موقعاً يوفر قاعدة بيانات «مشتركة» من مصادرها المتخصصة مباشرة والمسجلة على الموقع، والبالغ عددها 130 ألف مصدر. وهي مصادر أرادت أن تكون معلوماتها متاحة للجميع. ويقدم موقع «يوشاهيدي» (ushahidi) خدمة حشد المصادر المتعددة، حيث يمكن للصحفيين الوصول إلى مصادر أصلية حول الأحداث. وكان هذا الموقع أنشئ خلال أزمة انتخابات كينيا في عام 2007، حيث وفر خرائط وتقارير أرسلت للموقع، عبر نصوص ورسائل إلكترونية، من أشخاص كانوا يوجدون على الأرض أثناء الأزمة. كما اُستخدم الموقع خلال تفجيرات مومباي عام 2011 لتحديد المواقع التي تحتاج إلى مساعدة. وهو لا زال يستخدم للخرائط المتعددة لحشد المصادر المتعددة أو لوضع صلات تقارير ملخصة على الخرائط الموجودة على الشبكة (مثل خرائط جوجل). وهو مثل أداة لإدارة الأزمات والكتابة الصحفية عنها.
ويتيح مشروع «باندا» للصحفيين التواصل أو التشارك والتعاون في بعض القصص والبيانات مع برنامج لوظائف البحث والأرشيف، في حين يساعد موقع «سينسوس. آي آر إي» (Census.IRE) على الاستفادة من إحصاءات عام 2010 الشاملة في الولايات المتحدة، كما يساعد الصحفيين على فرز البيانات التي تهمهم وفق الأماكن وتحليل هذه البيانات حسب مقاييس عديدة، مثل العمر والعرق والنوع الاجتماعي.
عدد اليوم
