السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة بألف رجل.. المسؤولة الأممية في سوريا

25 مايو 2014 23:03
سانجون يون محلل سياسي السائقون في سوريا يطلقون عليها لقب «المرأة الحديدية»، أما المسؤولون في حكومة بشار الأسد فيقولون إنها أكثر شجاعة من أي رجل آخر يعرفونه. في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، قد تعتبر هذه نظرة «جنوسية»، أما في سوريا فعلى النقيض من ذلك: إنها نظرة تعبر عن الإعجاب بهذه السيدة التي تقود جهوداً متعددة الجنسيات لتدمير 1300 طن متري من الأسلحة الكيماوية في البلاد بنهاية الشهر القادم. هذه المرأة الحديدية هي «سيجريد كاج»، وهي مسؤولة دبلوماسية هولندية سابقة وتقود البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا. وبتعيينها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في أكتوبر الماضي، تضاف كاج إلى السجل المتزايد من النساء اللاتي يضطلعن بأدوار خطيرة في مجال السلام والأمن الدوليين. وقد ذكر «مون» أن 30 عضواً من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 139 لديهم سفراء من الإناث، وهو أكبر عدد منذ إنشاء المنظمة الدولية عام 1945. ويوم الاثنين الماضي، أعلن الأمين العام عن تعيين اللواء «كريستين لونج»، نرويجية، قائدة لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب. وفي مقابلة مع وكالة «بلومبيرج نيوز» في نيويورك، قالت «كيج» إن كونها امرأة لم يمثل لها عائقاً للحصول على الوظيفة. كما أن قدرتها على القيام بالعديد من المهام في وقت واحد، من خلال الجمع بين عملها وأمومتها، ساعدتها في أداء مهمتها في سوريا. وقالت المسؤولة الأممية إنه «في المنطقة، بعكس ما يعتقد الناس غالباً، تحترم السيدات في مواقع القيادة أو هؤلاء اللائي يؤدين أدواراً هامة، وهذا هو الوضع في سوريا. لم أشعر مطلقاً بأنني أعامل بدرجة أقل». وأضافت: «في الواقع، من الواضح أنني أعطيت لقباً من قبل نظرائي بأنني أكثر رجولة من أي رجل آخر عرفوه»، وأضافت قائلة إن الناس يقولون ذلك لاستفزاز نظرائها من الرجال. وتابعت: «إن السائقين يلقبونني المرأة الحديدية، لكن ذلك يرجع فقط لكوني أعمل بلا هوادة». وعلى الجانب الآخر، فإن هذا له ثمنه، حيث لم تتمكن «كاج» (53 عاماً)، وهي أم لثلاثة مراهقين وطفل في الحادية عشرة، من اللقاء بأسرتها منذ سبعة أشهر. وهي تقول إنها تتطلع بفارغ الصبر للقائهم عقب انتهاء مهمتها «المحددة». ولا عجب، حيث تقول «كيج» إنه في وقت سابق من هذا الشهر، سقطت 13 قذيفة هاون على بعد 500 متر من مكاتب الأمم المتحدة في دمشق، حيث تقيم مع بقية أفراد البعثة. وأضافت: «أتمنى أن نظل على قيد الحياة حتى نتمكن رواية القصة حرفياً». وقد بدأت «كيج» حياتها المهنية في الأمم المتحدة عام 1994، وتدرجت في المناصب لتصبح المسؤول الثاني في برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ومؤخراً المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (اليونيسيف). وكانت تقيم في عمان بالأردن، حيث التقت زوجها «أنيس القاق»، السفير الفلسطيني السابق في سويسرا. ويعتقد قاق أن المهارات المتعددة التي اكتسبتها «كيج» من خلال عملها وأمومتها تمثل أهمية كبيرة لقيادة «عملية معقدة للغاية» في سوريا. أما «كاج» فتقول: «لدي اعتقاد راسخ بأن النساء هن الأفضل لأداء المهام المتعددة، خاصة عندما يكن متزوجات وأمهات وبحاجة للحفاظ على هدوء أعصابهن». وأوضحت أن «سنوات رعاية الأطفال في صغرهم، والعمل بدوام كامل، والاضطرار للسفر والعناية بالأبناء أثناء الدراسة ومتابعة واجباتهم المدرسية ورعاية المنزل وإدارة المكتب.. كل ذلك يجعل المرأة تستغل وقتها بكفاءة، وكل هذا يحدث بينما لا نملك أي وقت مطلقاً في هذه المهمة». وحيث لم يتبق سوى سبعة أسابيع قبل الموعد النهائي لإزالة كافة الأسلحة الكيماوية بسوريا في 30 يونيو، فإن الوقت بدأ ينفذ بالنسبة لكاج. وهناك نحو 8 بالمائة من أسلحة الأسد الكيماوية المعلنة لا تزال موجودة بمخزن بالقرب من دمشق. تقول كاج إن «الوضع متقلب للغاية، في ظل وجود العديد من جماعات المعارضة المسلحة»، وتضيف أنها تتعامل مع المهمة بشعور من البراجماتية وبلا غرور، كما لو كانت تنظر إلى المشكلة كما هي مع الكثير من التمييز. و«ليس كل شخص يملك هذا، لكن ربما يتعلق الأمر بالفارق بين الجنسين. وفي ظل وجود الكثير من الزميلات، فنحن لا نبالي، بل في نهاية الأمر ننظر إلى النتائج التي يجب التوصل إليها». ومن ناحية أخرى، فإن نجاح كيج يعتمد في النهاية على فهمها لمنطقة الشرق الأوسط، والطبيعة المعقدة لسياستها والأعمال الداخلية للأمم المتحدة. وتحمل كيج درجتين للماجستير في العلاقات الدولية من كلية «سانت أنطوني» بجامعة أكسفورد. كما عملت مديرة في اليونيسيف قبل أن تتولى مهمتها الحالية. وهي تتحدث الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعربية. لكنها تشعر براحة أكبر مع اللهجة الفلسطينية، وتتحدث مع زملائها العربية بطلاقة. وتقول إن نقطة الانطلاق في حياتها المهنية جاءت عندما اختارتها «آن فينمان»، المدير التنفيذي لليونيسيف، لتولي منصب قيادي بمنظمة الإغاثة، الأمر الذي مهد لها الطريق للعديد من الفرص. وإلى جانب مهمتها العاجلة، وهي ضمان إزالة كافة الأسلحة الكيماوية من سوريا، تقول كاج إن أمامها مهمة أخرى تتمثل في مساعدة النساء الأصغر سناً لإدراك أن لديهن الفرصة «لتكوين عائلة والنجاح في العمل». واختتمت اللقاء قائلة: «إننا في حاجة لخلق المزيد من الفرص للنساء للخروج والدخول بلا عقاب. ونأمل أن تقول الأجيال الشابة، عندما ترى المزيد من النساء في مجلس الأمن، وفي مواقع قيادية، أنهن بالطبع قادرات على المنافسة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©