الخروب معمّرة صامدة

تواصل بعض الأشجار في المناطق الصحراوية أو المهملة؛ نموها، مهما قست الظروف البيئية عليها، كشجرة ''الخرّوب'' التي تزهر من الربيع إلى الصيف في البلاد الصحراوية كالخليج العربي، وترتفع عالياً نحو 7 أمتار· ويقول المهندس الزراعي يوسف صايغ: ''يعدّ الخروب من العائلة البقولية، لبعض أنواعه الموجودة في الخليج العربي شوك قصير، وأوراق خضراء أَصغر من ورق التفاح، وتبدو ثماره الحمراء كالتفاح، حلوة المذاق، تتحول بعد أن تجف إلى اللون الأسود فتبدو كقطعة متفحمة، وأحياناً تستطيل كقرون طويلة''· وذُكر الخروب في قصائد الشعراء، وفي كتب التراث العربي، وسُمي ''خرنوب'' نسبة إلى كون شجرته عظيمة، وثمرته صغيرة سوداء، وحلوة بها نوى· ففي ''لسان العرب'' لابن منظور جاء تعريف الخروب بأنه ''شجرة شاكةٌ، لها أَغصان وورق، وثمرتها جِرْوٌ، أَي مدورة، تدعى: نَعْمان الغاف، مذاقها طيّب''· كما أتى الأَزهري في ''الرباعي'' على ذكر الخروب، فقال: ''إنه شجر ينبت في بوادي العرب وجبال الشام، له حبٌ أحمر مكور، يسمّيه أَهل العراق القثَاء الشامي، وهو يابس أسود''·وبحسب ''المركز العربي للأعشاب الطبية''، فإن للخروب فوائد عدة من بينها أن ''مغلي جذور الخروب تفيد في تفتيت الحصى، إذ يؤخذ ملعقة من طحين جذوره الجافة ويغلى في كوبين من الماء حتى يتبخر ويصبح كوباً واحداً، ثم يشرب· وتكرر هذه العملية ثلاث مرات يومياً، فتتفتت الحصى وتخرج مع البول· كذلك؛ الخروب بارد يابس فيه قوّة مقيئة بغير لذع، وينفع مع تقرّح الأمعاء والسَّحْج، وإذا طلي منه على الـمَقعدة نفع من النواسير والبواسير، وإذا نتف الشعر وطلي به على أثره ودلك به، لم ينبت فيه شعر، وطبيخه يقتل البراغيث إذا رُش في البيوت، وقشره يخفف ألم الأسنان''·