الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«استمتعي واستبصري» تبث الوعي والقيم في قالب ترفيهي توجيهي

«استمتعي واستبصري» تبث الوعي والقيم في قالب ترفيهي توجيهي
11 مايو 2012
في ظل انتشار بعض الظواهر السلبية التي باتت تطوق النشء وتفرض عليهم نمطا سلوكيا غير محبذ، ونظرا للانفتاح الثقافي وانتشار وسائل التكنولوجيا أصبح الأطفال لا يفرقون بين الصواب والخطأ، إضافة إلى غياب الوعي والتوجيه والإرشاد من قبل الآباء وضعف التفاعل الأسري؛ ظهر جيل يفتقر إلى الكثير من أخلاقيات التعامل ما نجم عنه سلوكات منفرة تخلق العداوة والبغضاء، وتكون النتيجة شخصية تفتقر للثقة ومهزوزة، ومن السهل أن تقتاد إلى المحاذير. هذا الواقع دفع دار التربية الاجتماعية للفتيات بالشارقة إلى تنفيذ مبادرة «استمتعي واستبصري» لطالبات مدارس الشارقة ضمن فئة العمرية من 8 إلى 12 سنة، من خلال توظيف اللعب كوسيلة تحمل في طياتها مفاتيح مهمة تصب في عملية توجيههم وإرشادهم إلى المفاهيم والقيم الاجتماعية. (دبي) - أطلقت دار التربية الاجتماعية للفتيات بالشارقة مبادرة «استمتعي واستبصري» بهدف غرس قيم مثل الصدق والاحترام، في نفوس طالبات مدارس الشارقة وتوعيتهن بعواقب الأفعال الخاطئة التي قد يتعرضون لها، كالتحرش والاستغلال الجنسي والانزلاق نحو المؤثرات العقلية. وتستمر هذه المبادرة حتى نهاية مايو الجاري، مستهدفة 150 طالبة تتراوح أعمارهن بين ثماني واثني عشر عاما. وتم تطبيق المبادرة في عدد من المدارس الحكومية والخاصة، حيث تجاوبت الطالبات مع قانون لعبة «السلم والثعبان» المطورة بطريقة إيجابية وممتعة، وتفاعلن مع هذه الفعالية التي اتسمت بالبهجة والمتعة وهن يمارسن اللعبة بكل شغف. لعبة ممتعة حول مشاركتها في لعبة «السلم والثعبان» المطورة، قالت الطالبة بدرية ياسين في الصف الخامس، إنها قد استفادت من هذه اللعبة الممتعة التي كانت تخبئ العديد من المفاجآت، منها علاقتها مع الآخرين التي لابد أن تسهم بالاحترام والصدق والتعاون، مشيرة إلى أن مشاركتها علمتها أن تكون أكثر يقظة وحذرا في علاقتها مع الغرباء. وهذا أيضا ما أشارت إليه الطالبة في الصف الرابع خولة خالد، معربة عن استمتاعها باللعبة. وقالت «الجميل في الأمر أنه مع كل خطوة في اللعبة تقدم لنا مفاجأة مختلفة، ونتعلم قيمة تكشف لنا عن أوجه الخطأ والصواب في سلوكنا وتعاملنا مع الآخرين، وضرورة قول الحقيقة دون الخوف من العواقب». من جهتها، قالت منفذة المبادرة عفاف القاضي «الطفل مرتبط باللعب ارتباطا وثيقا، وسرعان ما يتأثر بها، ويبقى أثرها عالقا في ذهنه وحتى في سلوكه، لذا وجدنا أن أفضل طريقة لتوجيه الطلبة وإرشادهم وبث السمات الأخلاقية السمحة فيهم هو استخدام وسيلة اللعب». وأوضحت «جاءت هذه المبادرة لتوجيه وإرشاد الطالبات وغرس القيم الصحيحة فيهن وحمايتهن من التحرش وكسر حاجز الخجل والتردد في نفوس الطلبة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وذلك وفق قالب ترفيهي توجيهي، يكون بمثابة مدخل لهم حتى يستنبطوا من خلال مراحل ومحطات اللعبة، بعض المفاهيم التي تسهم في تنمية سلوكهن وقدراتهن العقلية والوجدانية، ويحقق في الوقت نفسه المتعة والتسلية». وأضافت «جاءت الفكرة في اختيار لعبة متداولة تتميز بالتشويق والترقب في خطواتها ومراحلها، وهي لعبة السلم والثعبان، حيث قمنا بتصميمها على خامة معينة، وعلى مساحة واسعة، حتى تستوعب حركات الطالبات، وتتكون هذه اللعبة من مربعات تحمل مفاجآت متنوعة وتضم في جعبتها بعض الأسئلة سواء كانت أسئلة معلومات عامة، ووقفات مصارحة حول قيم الصدق والاحترام، وما إن تتوقف الطالبة عند هذه الخانة حتى تصرح عن موقف ما مرت به، والسلوك الذي سلكته بكل شفافية وصدق، عندها تبدأ في إدراك الخطأ الذي قامت به وتعلمت منه أيضا السلوك الصحيح من خلال توجيهنا لها حول بعض هذه المواقف». مكاشفة وتوعية قالت القاضي «حاولنا خلق نوع من التشويق من خلال الاستدلال ببعض القصص التي تحمل بعض الدروس والعبر، كما تضم اللعبة أيضا بعض الخانات التي تبث فلاشات من الأقوال حول الاحترام والصدق، إلى جانب وجود خانة «استمتعي» والتي تضم بعض المرح واللعب ومسابقات بين الفريقين. وبعد الانتهاء من اللعبة، يتم مكافأة الفريق الفائز، وتقديم أيضا هدية ترضية للفريق الخاسر؛ فالهدف من اللعب ليست الخسارة والفوز، وإنما تمكين طلبة المدارس من بعض القيم كالصدق والاحترام وإلمام التلميذات بالأفعال الخاطئة، كما أوجدنا أيضا فقرة لتلوين بعض المشاهد المصورة التي تعكس بعض المواقف التي يمكن أن تتعرض الفتاة من خلالها للتحرش؛ فهي تنبيهات واستبصار للفتاة كي تكون حذرة في التعامل مع السائق أو أي شخص غريب. وحتى لا تقع فريسة للذئاب البشرية». وعن الفئة المستهدفة من المبادرة، قالت القاضي «استهدفنا عددا من المدارس الحكومية والخاصة، من خلال الفعاليات التي تم عرضها في عدد من هذه المدارس، وظهرت وانكشفت لدينا عدة سلوكات ومشكلات تعاني منها الطالبة سواء في علاقتها مع صديقاتها أو حتى مع أسرتها، كالكذب وعدم الاحترام، حيث بدا ذلك جليا على نفسية الطالبة وهي تحكي عن موقف عبرت فيه عن سخطها وعدوانيتها وقلة احترامها ولكن كانت الإجابة التي كثيرا ما ترن في مسمعي حول سبب ذلك هو «كيف يطلب مني أن أحترم غيري في حين أنني لا أحظى بهذا الاحترام»، وأيضا لجوئهن للكذب خوفا من العقوبة التي ستلحق بهن فيما لو اعترفوا، وفي أحيان أخرى وجدنا بعض السلوكات الخاطئة كالإعجاب وتعلقها بزميلة لها أو حتى معلمتها بطريقة توحي بفقدانها للعاطفة التي لابد أن تشبع به في محيط أسرتها». وأضافت «حول وقائع مواقف التحرش، والأساليب التي يتبعها الجناة، تحدثت بعض الطالبات عن مواقف من بعض الغرباء ومحاولات التحرش بهن، وبعضهن كن نبيهات مع هذه المواقف وتصرفن بمنتهى الحزم والشدة، في حين انقادت أخريات ببراءة وجهل دون معرفة وإدراك حقيقة ما يحاك لهن. ولقد حاولنا ألا نعرض هذه المواقف صراحة للطالبات حتى لا يتسلل الخوف والرعب إلى داخلهن». وأكدت القاضي «وجدنا أن هناك قصورا ملحوظا من المنزل، وهنالك فجوة واسعة بين الآباء والأبناء، فلا يوجد من ينبههن ويوجههن ويفتح بصيرتهن على ما تحمله هذه الحياة من محطات وعقبات، ولكن هنا لابد أن تبادر المدرسة في علاج المشكلة. ومن خلال عرض هذه اللعبة على عدد من المدارس لاحظنا أن هنالك تفاوتا وتباينا في سلوكات الطالبات بين كل مدرسة وأخرى، فقد تظهر حالة ما في مدرسة ما، ولا تظهر في أخرى». وختمت «نأمل مستقبلا أن نعمم هذه التجربة على مدارس الدولة، حتى تعم الفائدة ونصل إلى أكبر عدد ممكن من الطلبة الذين هم بحاجة إلى مزيد من الوعي والتوجيه حتى لا ينقادوا إلى الطرق المنحرفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©