بعد ثلاثية رونالدو في شباك إسبانيا، انتظر العالم ما سيفعله غريمه ميسي ضد آيسلندا، خاصة أن «البرغوث» يريد ربط علاقة مع الأميرة العالمية، ولن يجد أفضل من مونديال روسيا، ليتقدم صحبة عشيرته الأرجنتينية رسمياً لهذه المهمة، إلا أن ظن الجميع خاب عند الظهور الأول لميسي الذي لم يكتف بالحضور الباهت طوال المباراة، بل زاد الطين بلة، عندما أضاع ركلة جزاء طارت بالانتصار وحيرت الأنصار، وطار معها سؤال خطير يقول: هل سيتخلف النجم الأرجنتيني ـ كالعادة ـ في هذا المحفل العالمي، أم هو سيعود ـ بقدرة قادر ـ ليضرب في أرض روسيا بالشكل المطلوب، وفي المستوى الذي ينتظره عشاقه؟ الملاحظة البارزة والتي تكررت أكثر من مرة تؤكد لعبة القط والفأر بين ميسي ورونالدو، فكلما أبدع وتألق أحدهما تخفت نار الثاني بصورة مذهلة، حتى إن نجاح أحدهما يصيب الثاني بالعقم أو بأزمة نفسية حادة، تظهر نتائجها بسرعة البرق، وهذا مرده المنافسة الشرسة بينهما منذ أعوام طويلة، والمقارنة المتواصلة التي يفرضها عليهما كل المتابعين، حيث وضعها أقدامهما، وهي مقارنة فرضت نفسها بقوة، خاصة أنهما ينشطان في أفضل فريقين عالميين، وتحصل كلاهما على خمس كرات ذهبية لم يسبقهما إليها أحد من أهل الأرض، كما أن أهدافهما تكاد تكون متساوية ومتشابهة ونسخة طبق الأصل من نفس السحر والجمال..
مع العلم أن كلاهما رب عائلة مثالياً وكلاهما يحب الخير ويسعى إليه بكل الطرق، كما أن كلاهما متعاطف مع أهم القضايا العالمية، بقي أن نشير إلى أن الفائز الوحيد من وراء هذه المنافسة، هو قطعاً الجمهور الذي يتابع سحر هذين النجمين من أعوام طويلة، ولا يزال يبحث عن المزيد من الإبداع والإمتاع والإقناع في زمن شحت فيه الملاعب من المواهب، فلم نعد نرى ولا نسمع غير المتاعب.
على جناح الأمل عندما رأيت صورة طفل في الرابعة من عمره يخضع إلى التفتيش من البوليس أمام باب دخول الملعب، وهو خاضع تماماً للأمر، تساءلت في قرارة نفسي: ماذا لو تمت هذه العملية في أحد البلدان العربية، ماذا كان سيحصل..؟ الجواب ستنتفض بعض المنظمات دفاعاً عن حقوق الطفل وستتحرك بعض اللجان التي لا نسمع بها إلا عند اشتعال النيران، وستكثر المجادلات وستمتلئ بلاتوهات القنوات وستتبادل الشتائم واللعنات..
وسينتهي اللقاء وسيعود نفس ذلك الطفل إلى منزل أبويه سلامات.
عدد اليوم
