الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الاتكالية والخوف من التجربة

8 نوفمبر 2008 23:25
غالباً ما نتوجه إلى غيرنا لنطلب منهم عدة أمور ، نستطيع القيام بأغلبها، وقد نكون مدركين لمدى الضيق الذي سنرسمه على ملامحهم من ذلك، إلا أننا مازلنا مستمرين في التمادي والتكرار عن طريق الاعتماد عليهم في الحصول على الطرق المختصرة أو المبسطة دون رغبتنا في تكبد أي عناء للبحث والتجربة·! يقول الإمام الشافعي -رحمه الله- في الاعتماد على النفس: (ما حكّ جلدك مثل ظفرك ··· فتولّ أنت جميع أمرك) عندما ندقق في معاني هذه الأبيات· والتي تناقلتها الأفواه جيلاً بعد جيل، سندرك بأن أجدادنا وآباءنا أيضاً كان لهم نصيب من التجارب في هذه الحياة، والتي أرغمتهم على الاعتماد على أنفسهم ، ولن ألمح بحديثي هذا عن ضرورة الاستغناء عن جميع الفئات المساعدة فالمجتمع يغلب عليه طابع التعاون والمساعدة، وإنما القصد التخلص من الثقافة الاتكالية التي يتطبع بها الكثيرون، والتي تقمع الثقة بالنفس·· وتزيد من حاجز الرهبة والخوف في الوقوع في أي خطأ بسيط· هذه سلبية تفرض على حاملها الاتكال على غيره والاعتماد عليه في انجاز أغلب أموره الحياتية في الوقت الذي يستطيع هو إنجاز كل تلك الأعمال بكل سلاسة ومرونة إن بدأ بخطواته الأولى في السعي والتجربة· جميعنا يرغب بالنجاح، وجميعنا يلجأ إلى أبسط الطرق والحلول، ولكن لا نريد أن نسعى أو لا نجتهد، وإنما نجلس· ونستند· فالطالب يطلب من زميله أن يقوم بإنهاء بحثه أو حل واجباته ويصف ذلك (بالمساعدة)· والعاطل يستند على أحد معارفه ليحصل على الوظيفة دون أن يبادر بالتقدم بأوراقه لأي شركة ويصف هذا الكسل (بالتعاون)، والفتاة تعتمد على أمها في ترتيب حجرتها، وتصف اعتمادها (بالتدلل)، وآخرون غيرهم تندرج مواقفهم تحت أسلوب (الاتكالية الصماء)· العجيب ان هذه الفئات لا تعلن عن اعتمادها على الغير بالتصريح، وإنما تدرجها تحت مسميات عديدة كالمساعدة والتعاون والتدلل· تخلوا عن هواياتكم الاتكالية التي تتقدمون بها بكل تكاسل إلى ميادين الحياة، واجتهدوا في البحث والعمل لتستعيدوا قيمة سعيكم وعطائكم، وابرزوا قدراتكم وجوانبكم المشرقة المضيئة بتجاربكم واعتمادكم على انفسكم· واغرسوا تلك الثقة في أبنائكم أيضاً، والذين قد يصبحون يوماً محطاً للأنظار يرغب المجتمع بالاعتماد عليهم في أحد الأيام· ؟ ومضة لكل اتكالي: ( دع التكاسل في الخيرات تطلبها ··· فليس يسعد بالخيرات كسلان ) إيناس أحمد الحبشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©