الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غالبية الواقيات الشمسية تحتوي على مواد كيميائية ضارة

غالبية الواقيات الشمسية تحتوي على مواد كيميائية ضارة
14 مايو 2011 22:06
مع اقتراب حلول فصل الصيف، تنتعش مبيعات منتجات الوقاية من الشمس وأشعتها الحارة الكاوية للجلد والبشرة، خصوصاً في المناطق التي تشهد ارتفاع درجات الحرارة بسبب موقعها الجغرافي أو نتيجة احترار الأرض الناجم بدوره عن التلوث وزيادة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وهكذا نجد رفوف متاجر مواد التجميل تتحول إلى تشكيلات متنوعة من الغسولات والرذاذات والكريمات والمستحضرات الموضعية، التي يُكتب في لواصقها أنها خلاصة أحدث الوصفات وأكثر تقدماً وتقي الجلد على مر ساعات النهار الحار من الأشعة فوق البنفسجية، وتحميه من الحروق. فما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل المواصفات الواردة في اللواصق التعريفية والتسويقية تقول صدقاً أم أنها تتنافس فقط في تجميل منتجاتها؟ وكيف يعرف المستهلك أنسب واقيات الشمس لبشرته؟ يقول باحثون من مجموعة العمل البيئي الأميركية، وهي جمعية ذات نفع عام قامت العام الماضي بتقييم سلامة وفاعلية 500 منتج من الواقيات الشمسية، إنه ينبغي على المستهلك أن لا يُصدق كل ما هو مكتوب في هذه اللواصق. وبينما يُسلم الباحثون بحقيقة قُدرة هذه المنتجات على صد أشعة الشمس الضارة والأشعة فوق البنفسجية تحديداً، ووقايتها البشرة من الحروق ،ومن ثم تقليل احتمال الإصابة بسرطان الجلد، فإن الواقيات الشمسية ليست على قدر المساواة والتأثير من حيث مستوى الحماية والوقاية، وأيضاً من حيث سلامة المكونات المستخدمة فيها. وتقول العالمة أولجا نايدينكو، عضو رئيس بمجموعة العمل البيئي، إنه على الرغم من إدارة الأغذية والأدوية بدأت منذ 1978 في دراسة منتجات الوقاية من حروق الشمس المعروضة في الأسواق ووضع القوانين المنظمة لتداولها، فإن ذلك لم يمنع المصنعين من الالتفاف حول تلك القوانين من خلال التعامل بانتقائية ذاتية مع مسألة التصريح بدقة عن كميات المكونات الحقيقية في كل منتج. فكل جهة تكتب على لواصق منتجاتها ما شاء لها من كلام منمق ومُزخرف عن مكوناتها وفعاليتها السحرية على البشرة، وهو أمر غير دقيق بالمرة، بل فيه القليل من الحقيقة والكثير من المبالغة وأحياناً الكذب. فماذا يعني أن تجد ضمن محتويات اللواصق عبارة “هذا المنتج يضمن توفير وقاية بشرتك من أشعة الشمس الحارة والحروق بنسبة 100?”؟ فهذا الكلام غير علمي بتاتاً، ولا يُمكن لأي شركة مصنعة أن تُثبت صحة هذا الادعاء مهما طورت في مصنوعاتها، إذ تبقى الحماية نسبيةً ولا تصل إلى درجة الوقاية الكاملة المطلقة. الطيف الواسع يقول وورفيك موريسون، أستاذ علاج الأمراض الجلدية بكلية الطب في جامعة جونز هوبكينز، إن عامل الوقاية المختبري من الشمس من فئة 30 يصُد 98? من الأشعة فوق البنفسجية، في حين أن عامل الوقاية الشمسية من فئة 100 يصد 99? من هذه الأشعة. وكلما زاد عامل القياس المختبري للوقاية من الشمس، زادت معه فُرص تعرض الجلد للإثارة والاهتياج. غير أن الأمر الأهم والذي يجدُر التذكير به، تقول طبيبة الجلد إليزابيث تانزي بواشنطن، هو ضرورة الانتباه إلى أن ارتفاع عامل الوقاية من الشمس لا يعني منح مستخدم الواقي أماناً أكثر وأفضل من أضرار الشمس، إذ يعتقدون أنه يكفي وضعه لهذا الكريم أو ذاك ثم يصولون ويجولون طوال اليوم تحت أشعة الشمس دون خوف، وهذا الاعتقاد خاطئ. وفيما يخص اللواصق التي تشمل عبارة “وقاية من نوع الطيف الواسع”، فمن المهم الإشارة إلى أن معدلات تصنيف عوامل الوقاية من الشمس المختبرية المعتمدة في الولايات المتحدة الأميركية، ترتبط بالأساس وفقط بالأشعة فوق البنفسجية من نوع “بي” باعتبارها العامل الرئيس المسبب لحروق الشمس، بينما لا تتحدث عن الأشعة فوق البنفسجية من نوع “أيه” واليت تتسبب بدورها في إصابة الجسم بتلف عميق على مستوى البشرة. فهذه الأشعة لها علاقة بعدد من العوامل الصحية المعروفة مثل التثبيط المناعي وتلف الأنسجة المترابطة، والشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد، كما أنها تلعب دوراً مهماً في التسبب في الإصابة بسرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما) وسركانات جلدية أخرى. لواصق تسويقية يقول ديفيد أندرو، وهو من كبار العلماء الأعضاء في مجموعة العمل البيئي الأميركية، “إن ثُلُثي الواقيات الشمسية التي قمنا في المجموعة بتحليل محتوياتها العام الماضي لا تتوافق مع المعايير الأوربية الخاصة بالحماية من نوع “الطيف الواسع”، ولذلك فإنني أوصي جميع المستهلكين وخاصةً النساء بضرورة قراءة لواصق هذه المنتجات بدقة وتمعن قبل اقتنائها، فلو وجدوا ضمن المنتجات المرخصة مكوناً يقي من الأشعة فوق البنفسجية “أيه” مثل “أفوبنزون” و”أوكسيد الزنك” و”أوكسيد التيتانيوم” قليل الفعالية، فليشتروه، وإلا فليبحثوا عن بديل عنه”. وحتى عند شراء منتج موثوق إلى حد ما، فإنه من الضروري تجريبه على سطح البشرة قبل استخدامه بشكل دائم. وبهذا الصدد يقول الدكتور موريسون “المشكلة الأساسية في الواقيات الشمسية الموثوقة والمرخصة هي أن المستهلكين لا يستعملون منها كميات كافية، بل يميلون دوماً إلى وضع كميات أقل من المطلوب، وذلك على الرغم من وجود تعليمات استخدام على اللاصق تُحدد بوضوح الكميات الدنيا المفروض استعمالها”. من جهتها، تنصح تانزي بتغطية ناصية الجبهة والأذنين والقدمين عند الخروج في وقت اشتداد الحر، مع الحرص على استخدام أحد الواقيات الشمسية كل ساعتين أو ثلاثة، حتى لو كان الأمر يتعلق بمنتجات تمنع تسرب الماء. أما تصديق الادعاء المكتوب في بعض لواصق الواقيات بأن مفعولها يدوم لثمان ساعات بعد السباحة أو بعد فرط التعرق، فهو محض كلام واه ومثير للسخرية”. المكونان الخطيران خلُصت النتائج التي توصل إليها أعضاء مجموعة العمل البيئي الأميركية بعد تقييمهم لنحو 500 واق شمسي إلى وجود مكونين كيميائيين يُشكلان خطراً على صحة المستخدمين. الأول هو “ريتنيل بالميتيت”، وهو أحد أشكال فيتامين “أيه” يوجد في 40 ? من مجموع منتجات الوقاية من الشمس السائدة والمتداولة في الأسواق. وسبب خطورة هذا المكون يكمُن في خاصيته المضادة للتأكسد وصفاته المضادة للشيخوخة، وليس بسبب حمايته من الأشعة فوق البنفسجية. غير أن دراسةً حديثةً أجرتها إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على بعض الحيوانات كشفت أن هذا المكون قد يُسرع ظهور أورام جلدية عند تفكك جزيئاته بفعل أشعة الشمس. أما المكون الكيميائي الثاني الخطير، فهو “أوكسيبنزون”، وهو مُثبط هورموني محتمل له علاقة بحساسية الجلد التي تُصيب البعض. غير أنه لم تُجر إلى اليوم إلا دراسات محدودة جداً عن هذين المكونين. وتقول تانزي إنها تُفضل الواقيات الشمسية التي تحوي مكونات بسيطة مثل الزنك والتيتانيوم، وتعتبرها كافيةً لصد أشعة الشمس الضارة والأشعة فوق البنفسجية وتنصح بالاقتصار عليها بدل استخدام مواد كيميائية تمتص هذه الأشعة. فهي على الأقل تضمن وقاية أفضل نسبياً للبشرة وفوائدها تفوق أضرارها الجانبية. الوقاية الطبيعية ينصح أعضاء مجموعة العمل البيئي باستخدام المنتجات القائمة على مكونات معدنية، خصوصاً عند استعمالها لدى الأطفال، علماً أن المنتجات المصنعة على شكل غسول هي الأفضل للأطفال، وذلك لتفادي حدوث أي استنشاق لمواد غير مرغوبة من قبل الأطفال. وفي نهاية المطاف تبقى الوقاية الطبيعية هي الأفضل والأضمن، وذلك بتجنب التعرض للشمس خلال الفترة ما بين 10 صباحاً إلى 4 مساءً، ولزوم الظل عند المشي في النهار واستخدام النظارات الشمسية الواقية الجيدة وقُبعات واقية من حر الشمس تغطي محيط الرأس بكامله وملابس ذات ألوان مفتوحة وغير داكنة حتى تعكس أشعة الشمس ولا تمتصها. عن “واشنطن بوست” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©