السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدانة الفكر الصهيوني

18 يونيو 2018 21:27
ليست هنالك حدود لتناقضات الفكر الصهيوني الذي أسسته أواخر القرن التاسع عشر، مجموعة من يهود أوروبا على رأسهم الكاتب النمساوي- الهنغاري ثيودور هرتزل والصحفي البولندي زائيف جابوتينسكي والبارون الألماني موريس دي هيرش، لأهداف مادية ترمي إلى استغلال الخيرات التي تميز منطقة الشرق الأوسط، وفلسطين خاصة، من خلال الإيحاء بأن الصهاينة هم قوم يسمون بعرقهم فوق جميع البشر بلا استثناء، ولا يحق لكائن من كان أن يعترض على ذلك، حتى لو كان يهودياً. وقد ازدادت هجرة الصهاينة الأوروبيين إلى فلسطين بعد وعد بلفور المشؤوم عام 1917، وازدادت معها عمليات اضطهاد سكان فلسطين من العرب واليهود على حد سواء، فنتج عن ذلك عام 1935، وقبل قيام «الدولة الإسرائيلية»، قيام يهود فلسطين العرب بتأسيس حركة معارضة للفكر الصهيوني، سميت بحركة «ناطوري كارتا» أو «حارس المدينة» لا يزال يعيش حوالي 5000 من أفرادها في حي مهاش عريم في القدس المحتلة. وترفض هذه الحركة كافة أشكال الصهيونية، وتعارض وجود دولة إسرائيل التي كانت الصهيونية تروج لها كمشروع كيان استيطاني. وأتباع «ناطوري كارتا» يعتبرون أنفسهم فلسطينيين يعتنقون الديانة اليهودية، ويتمنون استمرار العيش في ظل حكم الدولة الفلسطينية. وقد بلغت التفرقة العنصرية الصهيونية أوجها بعد قيام «دولة إسرائيل»، ووصلت حتى حد اعتبار اليهود الفلسطينيين أنفسهم، مواطنين من الدرجة الثانية. وتعتبرهم حكومة الاحتلال خائنين، وتعتدي عليهم بين الحين والآخر بعنف لا يقل عن ذلك المستخدم ضد الفلسطينيين، ولا تفرق بين طفل أو شاب أو امرأة، فقط لكونهم عرباً لا غير. وقوات جيش الاحتلال لا تزال تمارس ضد هؤلاء «اليهود» باعتبارهم «عرباً» شتى وسائل القمع، وتقوم باقتحام مساكنهم وهدمها مستخدمة الهراوات والأسلحة الثقيلة التي يدجج بها الجنود الإسرائيليون، فتخالهم في جبهة حرب ضد أعتى الجيوش! وتحرص إسرائيل على حرمانهم من فرص العمل الشريف وفرص العيش بسلام. وحسب رأي الحاخام موشي هرشي، رئيس حركة «ناطوري كارتا»، الذي كان وزيراً للشؤون اليهودية في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، فإن الصهاينة لا يحسبون على اليهود، وهم لا ينتمون للشعب اليهودي، ولا لأرض فلسطين المقدسة بتاتاً. وهم يعتبرون عيد «قيام إسرائيل» يوم حداد ويخرجون في مسيرات تجوب شوارع القدس رافعين أعلام الدولة الفلسطينية التي يؤمنون بأنها ستقوم قريباً وتحكم كامل الأراضي المقدسة. ويقومون بإحراق أعلام إسرائيل. وهم يدركون ويؤمنون بأن اليهودية دين سماوي وليست عرقاً أو قومية كما تروج له الصهيونية. وحركة «ناطوري كارتا» تدحض الأكاذيب التي تدعيها الصهيونية بأن فلسطين هي أرض الميعاد التي وعدهم بها الرب. وهم يدركون تماماً أن مصطلح «أرض الميعاد» هو من نسج خيال الصهاينة الذين ولدوا وترعرعوا في بلاد الغرب في القرن التاسع عشر. وتعتبر هذه الحركة من أكبر الحركات اليهودية المعارضة لإسرائيل وللصهيونية في فلسطين والعالم أجمع، ولا يزال أفرادها يأملون أن تتحرر أرض فلسطين من عربدة الصهاينة ويعود أهلها بكافة معتقداتهم وآرائهم للعيش بسلام تحت حكم فلسطيني عربي، لا فرق في الحقوق فيه بين مسلم أو مسيحي أو يهودي. نصّار وديع نصّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©