الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الساحل: تحديات «القاعدة»

14 مايو 2011 21:55
قام عدد من المسؤولين الأوروبيين مؤخراً بجولة في منطقة الساحل من أجل مناقشة تخوفاتهم بشأن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مع بلدان المنطقة. وتبرز هذه الزيارات اهتمام الحكومات الأوروبية المستمر بمشكلة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وبخاصة خطر استمرارها في اختطاف الأجانب، علما بأن المخاوف من هذا التنظيم قد تزايدت بشكل خاص عقب مقتل بن لادن والحرب الأهلية المتواصلة في ليبيا. وفي هذا السياق، التقى وزير الدولة الإسباني لشؤون الأمن أنتونيو كاماتشو الأسبوع الماضي مع نظرائه في كل من موريتانيا ومالي والنيجر. ففي موريتانيا، التي ناقش فيها أيضاً موضوع الهجرة غير الشرعية، قام كاماتشو بعرض مخططات لتحسين التعاون الأمني الإسباني- الموريتاني؛ كما ناقش سبل تقديم أشكال جديدة من الدعم، بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف، وذلك من أجل معالجة التهديدات المختلفة، مشدداً على الأهمية الاستراتيجية التي تعلقها إسبانيا على التعاون مع موريتانيا. كما اتفق الجانبان على تشكيل "فريق مشترك للتعاون بين وكالات الشرطة في جهود محاربة تهريب المخدرات"؛ وبحثا إمكانية تشديد مراقبة الحدود، بما يقوي التعاون والتنمية بين البلدين، حسب نص البيان. والجدير بالذكر هنا أن اهتمام إسبانيا بمشكلة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ازداد بشكل خاص بعد قيام مقاتلين باختطاف ثلاثة عمال مساعدات إسبان في 2009. وقد أفرج عن هؤلاء الرهائن العام الماضي "بعد أن قامت الدولة الإسبانية على ما يقال بدفع ما بين 7 إلى 8 ملايين يورو (10 إلى 12 مليون دولار)". وعلاوة على ذلك، قام عضوان في البرلمان الفرنسي بجولة مماثلة في منطقة الساحل خلال الأسبوع الماضي. وفي هذا الإطار، قال هنري بانيول، من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم؛ وفرانسوا لونكل، من "الحزب الاشتراكي" المعارض، إنهما أجريا محادثات مع المسؤولين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ثم قاما بزيارة مماثلة إلى العاصمة المالية باماكو في وقت لاحق. وقال لونكل إن الفريق، الذي يعتزم أيضاً زيارة النيجر وبوركينا فاسو والجزائر في يونيو المقبل، سيقوم بتقييم تأثير أنشطة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" على بلدان المنطقة و"دور فرنسا" في الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف. وفي نواكشوط، التقى عضوا البرلمان الفرنسي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وعدد من وزرائه إضافة إلى زعيم المعارضة أحمد ولد داداه ومسؤولين عسكريين فرنسيين. ومعلوم أن فرنسا لديها اهتمام كبير بهذه المشكلة بالذات، وذلك على اعتبار أن عدداً من ضحايا عمليات الاختطاف التي تقوم بها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" هم مواطنون فرنسيون، ومنهم رجلان ماتا بالقرب من الحدود بين النيجر ومالي في يناير الماضي وأربعة فرنسيين ما زالوا محتجزين لدى التنظيم. ويعتقد بعض المحللين أن مقتل بن لادن يزيد من احتمال أن يصاب هؤلاء الرهائن بأذى في حال قرر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" القيام بعمل انتقامي رمزي. وفي هذه الأثناء، فشلت المفاوضات حول الرهائن حتى الآن؛ ومن الواضح أن السياسيين الفرنسيين قلقون بشأن مصير الرهائن ومسار "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بصفة عامة. وتأتي هذه الزيارات الأوروبية في وقت تسعى فيه حكومات منطقة الساحل، التي ينتابها هي نفسها قلق متزايد بشأن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، إلى زيادة حجم التعاون بينها وبين الجزائر. ومن المؤكد أن الدعم المالي والانخراط السياسي من جانب إسبانيا وفرنسا يمكن أن يحسن جهود حكومات منطقة الساحل بخصوص محاربة الإرهاب، ويمكن أيضاً أن يجعل الحكومات الأوروبية تتعمق بشكل أكبر في شؤون منطقة الساحل وتعقيدات مشهدها السياسي. أليكس ثورستون باحث أميركي بجامعة «نورث ويسترن» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©