مصطفى الديب (أبوظبي)
قدم الأوكراني أندريه شيفشينكو، نجم نادي «إيه سي ميلان» السابق، خلاصة تجربته الطويلة في الملاعب الأوروبية مع كرة القدم، للاعبي ومدربي أندية العاصمة، وذلك خلال الندوة الرياضية التي نظمها مجلس أبوظبي الرياضي صباح أمس بفندق سوفيتيل الكورنيش، لمنتسبي برنامج الرعاية الرياضية تحت عنوان «خبرات مضيئة في كرة القدم».
كما تحدث المدرب الإيطالي الكبير روبرتو دي ماتيو، مدرب تشيلسي السابق، عن تجاربه العديدة في عالم التدريب خلال الندوة نفسها.
وشهدت الندوة حضوراً لافتاً من لاعبي أندية أبوظبي والمدربين والإداريين في مختلف المؤسسات الرياضية، الذين حرصوا على الاستماع لتجارب اثنين من أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
في البداية أشاد أندريه شيفشينكو بما شاهده من منشآت رياضية عالمية على أرض العاصمة أبوظبي، وقال «أتوجه بالشكر إلى مجلس أبوظبي الرياضي على تنظيم هذه الندوة المهمة، التي من شأنها أن تساهم في الارتقاء بكرة القدم في الإمارات بشكل عام وأندية العاصمة بشكل خاص».
وأضاف «لم أتوقع مشاهدة هذه المنشآت العالمية»، مؤكداً أن لقب عاصمة الرياضة العالمية الذي أطلقه الرياضيون على أبوظبي لم يأتِ من فراغ، ولكنه جاء محصلة طبيعية لما تمتلكه هذه المدينة من إمكانيات رائعة.
وروى نجم الميلان السابق حكايته مع كرة القدم منذ الصغر وقال «البعض لن يصدق أن بدايتي مع الرياضة لم تكن مع الساحرة المستديرة، ولكنها كانت مع رياضة الملاكمة التي مارستها لفترة قصيرة، ولكن لم أشعر أنها اللعبة التي تناسبني، خصوصاً أنني كنت من عشاق الكرة بشكل كبير».
وأكد أن التوفيق كان بصحبته في بداية المشوار عندما اكتشفه أحد كشافي نادي دينامو كييف الأوكراني، وطلب منه الانضمام للنادي الكبير في بلاده.
وأشار إلى أنه لم يكن يصدق ما طلبه منه المدرب، خصوصاً أن ذلك كان حلماً بعيد المنال عنه، مؤكداً أنه يدين بالفضل لنادي دينامو كييف الذي قدمه للساحة الرياضية العالمية.
أما عن قصته مع إيه سي ميلان فقال «من حسن حظي أيضاً أن كشافة النادي الإيطالي كانوا يتجولون في ملاعب أوروبا، وتحديداً في أوكرانيا، ورأى أحدهم أن إمكانياتي تتناسب مع هذا النادي الكبير، وتحقق الحلم الأعظم بالانضمام إلى القلعة الإيطالية العريقة».
وطالب النجم الأوكراني الكبير لاعبي الإمارات بضرورة التحلي بالصبر، مؤكداً أن الصبر هو دائماً مفتاح النجاح، لاسيما أنه أحد أسباب تألقه وفوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم.
وأشار إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي ساعدته على النجاح أبرزها الثقة بالنفس والإيمان بتحقيق الأحلام مع الصبر وبذل قصارى الجهد من أجل الوصول لها.
وأكد أن الصبر وحده ليس كافياً للوصول للأهداف المرجوة، وقال «يجب على لاعب الكرة الالتزام التام، سواء في الملعب أو خارجه في التدريبات أو المباريات، إضافة إلى ضرورة السعي دائماً أن تكون كرة القدم هي الشغل الشاغل دائماً، وهي العمل الذي يجب أن ينجح فيه من خلال إتقانه بالجهد والعمل الدؤوب».
واستطرد «شاهدت هنا مجموعة من المنشآت الرياضية المميزة التي من شأنها أن تساعد أي لاعب على تحقيق طموحاته المستقبلية، كما أن هناك مجموعة من المواهب الشابة التي يجب أن يتم استثمارها بحرفية شديدة».
وأضاف «إن رياضيي الإمارات محظوظون بالدعم الحكومي المميز للرياضة والرياضيين، بالهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع هنا بجعل الرياضة أسلوب حياة».
«مشوار دي ماتيو»
على الجانب الآخر تحدث الإيطالي روبرتو دي ماتيو، مدرب تشيلسي السابق والفائز معه بدوري أبطال أوروبا عن تجربته التدريبية قائلاً «تجربتي يجب أن يأخذها الجميع كعبرة لمن يريد أن يصبح مدرباً كبيراً»، مؤكداً أنه بدأ مسيرته مع أندية درجة ثانية في الدوري الإنجليزي، واستطاع أن يظهر على الساحة من خلال تجربته مع ويست برومش الذي صعد به إلى «البريميرليج» في إنجلترا».
ووصف صعوده بويست برومش إلى دوري الأضواء الإنجليزي بأنها الخطوة الكبيرة في تاريخه، مؤكداً أنها كانت السبب الرئيسي وراء تعرف الأندية الكبرى على قدراته.
وأشار إلى أن تجربته مع تشيلسي لا تنسى على الإطلاق، وأكد أنه في عامين صعد لنهائي دوري الأبطال وخسر في النهائي أمام مانشستر يونايتد بضربات الجزاء، وفي العام الثاني حقق الحلم الأكبر بالفوز بلقب البطولة بعد الفوز على بايرن ميونيخ الألماني.
وسرد حكايته مع البطولة قائلاً «لقد كان المشوار غاية في الصعوبة خصوصاً في الدور نصف النهائي، الذي نجح تشيلسي في الإطاحة ببرشلونة النادي الذي يعد الأفضل على الإطلاق خلال السنوات الماضية».
وأضاف «حققنا الفوز في ملعبنا بهدف، وفي العودة تأخرنا بهدف وتعرض أحد لاعبينا للطرد، الأمر الذي ضاعف من صعوبة المهمة، لكن الإيمان بقدرات اللاعبين والرغبة في تحقيق تاريخ جديد للنادي، ساهما في الوصول للهدف والصعود للنهائي الحلم، الذي جاء بعده المجد بالصعود على منصة التتويج كأبطال للقارة العجوز».
وطالب دي ماتيو المدربين الصغار بضرورة التعلم من تجارب الآخرين، بضرورة الاطلاع على هذه التجارب، والاستماع إلى نصائح المدربين من أصحاب الخبرات في الملاعب، كما طالبهم بحتمية التحلي بالشجاعة بخوض تجارب جديدة، مع حتمية التعرف على إمكانيات لاعبيه التي تتناسب مع أي طريقة يتم اختيارها في نهاية المطاف.
وأكد أن الشجاعة والابتكار من أهم سمات المدرب المتميز دائماً.
رابطة الميلان في قلب الحدث
قدم ناصر الشحي، نيابة عن مجلس أبوظبي الرياضي، هدية تذكارية إلى أندريه شيفشينكو وكذلك قدم قاسم طاهر من المجلس أيضاً هدية أخرى للإيطالي روبرتو دي ماتيو. وتواجدت رابطة نادي أيه سي ميلان الإيطالي في الندوة التي نظمها مجلس أبوظبي الرياضي وقدمت الراعية هدية تذكارية للأوكراني شيفشينكو أحد نجوم النادي الكبار.
عدد اليوم
