الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خليفة الطبية» تداوي قلوب الأطفال بـ «الطباعة ثلاثية الأبعاد»

«خليفة الطبية» تداوي قلوب الأطفال بـ «الطباعة ثلاثية الأبعاد»
6 أغسطس 2017 22:57
منى الحمودي (أبوظبي) كشف الدكتور عبدالمجيد الزبيدي رئيس مركز علوم القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، عن استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للقلب في علاج سبعة أطفال يعانون مشاكل معقدة في القلب تتطلب جراحات القلب المفتوح؛ لذا تسعي مدينة الشيخ خليفة الطبية للتعاون مع قسم الهندسة الحيوية في جامعة خليفة في أبوظبي لتأسيس مركز للتميز للطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الرعاية الصحية في الدولة. وأوضح الزبيدي أن الطباعة ثلاثية الأبعاد للقلب تُمكن الفريق الطبي من ابتكار خطة للعملية الجراحية خطوة بخطوة، وهي عبارة عن ثورة تقنية ومحاكاة عالية الدقة، يتم استخدامها لتحسين عملية العلاج، مما يساهم بشكل كبير في تقليل العمليات والمضاعفات والوقت المستغرق في إجراء العملية، مشيراً إلى اعتماد آلية الطباعة ثلاثية الأبعاد على أخذ المعلومات من جسم المريض بواسطة الأشعة المغناطيسية وغيرها التقنيات، ومن ثم يتم تحويلها لبرامج الطابعة، الذي يحولها إلى صورة ثلاثية الأبعاد. وقال: «تسعى مدينة الشيخ خليفة الطبية دائماً لإيجاد فرص للارتقاء بسلامة المرضى وتقديم أحدث ما يتوافر من علاج عالي الجودة تحقيقاً لأعلى المعايير في نوعية العلاجات وأساليبها، وهذا ما يقوم به قسم جراحة القلب للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية باستخدام نماذج مطبوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد في سبع عمليات من هذا النوع». نماذج ناجحة ولفت إلى أن النماذج ثلاثية الأبعاد التي تم استخدامها في علاج المرضى في مدينة الشيخ خليفة الطبية أثبتت نجاحها وفعاليتها في العلاج والتحسن الكبير في سلامة المرضى لما تتبعه من دقة عالية في طريقة إعدادها ووصفها للحالات المرضية، مشيراً إلى أن الطبيب الجراح عندما يريد إجراء عملية للقلب يقوم بمراجعة الأشعة والاطلاع عليها ومن ثم يبدأ بالعملية، نظرا لما تتيحه من معلومات، حيث يرى الطبيب شكل القلب ويضع خطة الجراحة قبل أن يبدأ بإجرائها. وأشار إلى أن تقنية طباعة القلب ثلاثية الأبعاد اختصرت الوقت المستغرق لإجراء العملية لأكثر من ساعة ونصف، ما ينعكس إيجابياً على نتائج العملية والمضاعفات، فضلاً عن أن اختلاف التصور بالنسبة للمريض، حيث يصبح أكثر استيعاباً لحالته من خلال شرح الطبيب على صورة القلب المفتوح البديل للأشعة. وذكر الزبيدي أنه خلال عمليات القلب المفتوح يتم وصل المريض بجهاز القلب الصناعي ثم يتم عزل الدورة الدموية، وأن الفترة التي يقضيها المريض على جهاز القلب الصناعي تحدد نتائج العملية، فالجسم متعود على ضخ القلب الطبيعي وليس الصناعي، وهنا تأتي الاستفادة من التقنية ثلاثية الأبعاد والتي تقليل المضاعفات وضمان الحصول على نتائج أفضل للعلاج، فالطبيب يتجه مباشرة للمشكلة التي يعانيها القلب بدلاً من فتح أجزاء غير ضرورية ولا حاجة للكشف عليها. من جانبه، أكد الدكتور لازلو كيرالي، استشاري ورئيس قسم جراحة قلب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» زيادة استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الرعاية الصحية، حيث يوفر التصنيع السريع للنموذج المبدئي وتقنية «التصنيع المضاف» أطرافاً صناعية مصنوعة خصيصاً للمريض ونماذج الأعضاء المزروعة ونماذج سريرية في فترة زمنية قصيرة بتكلفة منخفضة نسبياً. ارتقاء بسلامة المرضى وتابع: «تسعى مدينة الشيخ خليفة الطبية، دائماً إلى إيجاد فرص للارتقاء بسلامة المرضى والرعاية ذات الجودة العالية، ومن بين خدمات الرعاية من المستوى الثالث التي تقدمها مدينة الشيخ خليفة الطبية، هناك الجراحة القلبية للأطفال والتي تعتبر برنامجاً شاملاً فريداً من نوعه في الدولة، حيث تم إجراء أكثر من 3000 عملية جراحة قلبية للأطفال حققت نتائج تضاهي المعايير الدولية». وأشار إلى وجود حالة ولادة واحدة من بين 160 ولادة في الدولة لطفلٍ يولدُ مُصاباً بعيب خِلقي في القلب، وأن 500 طفل من حديثي الولادة تقريباً يصابون بهذه الأمراض المميتة كل عام، لافتاً إلى ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب الخلقية في الدولة مقارنة ببقية دول العالم، حيث يعاني واحد في المائة تقريباً من كافة المواليد من هذا العيب الخلقي، مرجعا ذلك لعدة أسباب منها قلة عدد السكان نسبياً، وانتشار زواج الأقارب، وعدم إجراء فحوص الأجنة، وزواج الأقارب. وأشار إلى احتياج 75% من حديثي الولادة الـ 500 المصابين بعيب خلقي (سنوياً) إلى الخضوع للجراحة لإبقائهم على قيد الحياة، بينما يجب أن تجرى 66% من العمليات الجراحية خلال أول ستة أشهر من حياة المريض، علماً بأنه لا يمكن شفاء نسبة من 25 إلى 30% من الحالات بعملية جراحية واحدة، حيث يتطلب الأمر خضوعهم لأكثر من عملية جراحية قد تصل أحياناً إلى ثلاث عمليات. حلول ابتكارية وأوضح أن التقنية ثلاثية الأبعاد تساهم في التقليل من العدد الكبير من الحالات، كما ساهمت العملية الجراحية الافتراضية باستخدام هذه التقنية لأطفال ولدوا بعيب معقد في القلب في إنقاذ حياة رضيعين من مواطني الدولة في العاصمة أبوظبي، موضحاً أنه، ومن خلال فحص نموذج القلب المطبوع بشكلٍ مُفصل وتجربة عدة تقنيات لإجراء العملية (بشكل افتراضي)، تمكن الأطباء من ابتكار الحلول الجراحية الصحيحة حتى قبل وصول المرضى إلى غرف العمليات. وأفاد بأن قسم الجراحة القلبية للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية بدأ باستخدام نماذج مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في ?سبعة عمليات لمرضى يُعانون من أعقد حالات العيوب الولادية في القلب، وتعتبر هذه العمليات خطرة للغاية أو حتى مُتعذرٌ إجراؤها لولا مساعدة النماذج. وفي البداية صُممت النماذج الافتراضية ثلاثية الأبعاد اعتماداً على بيانات التصوير المقطعي، ومن ثم طبعت النماذج المبدئية الخاصة بالمريض بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد بالغة الدقة في شركة «ماتيريلايز» ومقرها مدينة «لوفن» في بلجيكا العملية الجراحية خطوة بخطوة، موضحاً أن هذه النماذج أتاحت الاستكشاف التام لشكل وبنية الأعضاء، ويستطيع الفريق الطبي ابتكار خطة للعملية الجراحية خطوة بخطوة، أو حتى إجراء عملية جراحية افتراضية باستخدام هذه النماذج قبل وصول المريض إلى غرفة العمليات، إذ أثبتت النماذج الدقة العالية وترجمت استخداماتها إلى تحسين في سلامة المرضى وتقليل الوقت في غرفة العمليات وتخفيض نسبة المضاعفات وقصر فترة الإقامة في المستشفى، كما استفاد الفريق الطبي، متعدد التخصصات، بشكل كلي من تحسين العمل الجماعي، كما استفادت أسر المرضى من هذه النماذج في فهم أكبر للمشكلة وكيفية الحل. وقال: «إن الأطباء الجراحين قاموا مؤخراً بإجراء عمليات ساهمت في إنقاذ حياة رضع وُلدوا بعيوب خلقية في القلب، اعتبرت محفوفة بالمخاطر بدرجة كبيرة لولا وجود النماذج». مضيفاً: «يمكننا وضع النماذج ثلاثية الأبعاد بين أيدينا وتقليبها ودراسة شكلها وتشريحها بصورة أوضح، حيث شملت العمليات التي أجريت بنجاح إغلاق الثقوب في قلوب الرُّضع، بالإضافة إلى تدوير الأوعية الدموية والتي أدت إلى ارتصاف أفضل. إطالة حياة الرضع وأوضح الدكتور كيرالي أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي أطلقتها مدينة الشيخ خليفة الطبية عام 2015 ساهمت في إطالة حياة الرضع المصابين بأمراض القلب المعقدة - بإذن من الله تعالى - ورفع جودتها، ذاكراً حالة حديثة لطفلة إماراتية تبلغ من العمر ثلاث سنوات خضعت سابقاً لعمليتين جراحيتين، وكانت في وضع صعب جداً، حيث كان خيار الفريق الطبي ذي التخصصات المتعددة عدم إجراء العملية لأنها محفوفة بالمخاطر بدرجة كبيرة. وعندما تم تصميم النموذج ثلاثي الأبعاد، اتضحت أمورُ أخرى للأطباء، لم يتمكنوا من اكتشافها في السابق، حيث أظهر النموذج أن الطفلة كانت تعاني انسداد في قلبها، وقام الفريق الطبي بإنجاز العملية الجراحية بنجاح. وأشار إلى أن نماذج الطباعة ثلاثية الأبعاد مثالُ إيجابيٌّ لاستخدام أحدث التقنيات في الجراحة القلبية للأطفال لأول مرة في الدولة. ونظراً لوجود عدد من المرضى قد يستفيدونَ من هذه التقنية، فإن هناك تصوراً أن يُصبح نموذج الطباعة ثلاثية الأبعاد أداةً طبية هامة. وقال: «يتمتع البرنامج الوطني بإمكانات كاملة لكي ينتشر ويصبح برنامجاً إقليمياً»، وفي المستقبل، سيتوصل العلم إلى استخدام هياكل حيوية اصطناعية مزروعة في الجسم ومواد التحلل الحيوي، ما يعني أنه يمكننا إجراء عمليات جراحية أكثر تعقيداً مع أقل المخاطر»، مشيراً إلى سعي مدينة الشيخ خليفة الطبية للتعاون مع قسم الهندسة الحيوية في جامعة خليفة في أبوظبي لتأسيس مركز للتميز للطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الرعاية الصحية في الدولة. برنامج الخدمات الرفيعة يُقدم برنامج أمراض قلب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية خدمة رفيعة لأفراد المجتمع كافة من حديثي الولادة، وصولاً إلى الراشدين المُصابين بعيوب خِلقية في القلب، حيث يقدم خدمات شاملة ومستمرة على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع للأطفال في الدولة، وهو المركز الوحيد الذي يقوم بإجراء عمليات معقدة لإصلاح قلوب حديثي الولادة، حيث تم إجراء أكثر من 200 عملية تحويل شرياني وقرابة 100 عملية «نوروود-1» منذ افتتاحه في عام 2007. وشملت هذه الجراحات مجموعةً أجريت بنجاح لأول مرة في الدولة من قبل فريق جراحي قلب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، كما تم إجراء عمليات أخرى شديدة التعقيد بنجاح مثل «داموس - كاي? -?ستانسل»، وعملية التحويل المزدوج، عملية «روس وعملية «بيبي -روس- كونو» مع زراعة تجرى للمريض بطعم مطابق، وغيرها من العمليات. كما يقوم فريق جراحي قلب الأطفال بتقديم طرق علاجية فريدة من نوعها، مثل الأكسجة الوعائية خارج الجسم?ECMO» ?» للأشخاص الذين لا تستطيع قلوبهم أو رئاتهم على تأمين الكمية الكافية من تبادل الغاز للبقاء على الحياة، والإجراءات الهجينة (متعددة التخصصات ويجريها كل من جراح القلب وطبيب القلب معاً وتتم في مختبر القسطرة القلبية).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©