قبل العضو في الكونجرس الأميركي الديمقراطي رام إيمانويل بمنصب كبير موظفي للبيت الأبيض في إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما، حسب ما صرح الديمقراطيون أمس· ويعني قرار ايمانويل قبول المنصب المهم الذي يتحكم بالوصول إلى الرئيس المنتخب، أنه أول مسؤول رفيع المستوى يعينه أوباما بعد يومين من فوزه التاريخي في الانتخابات·
من جهته، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش ظهر أمس أنه سيلتقي خلفه باراك أوباما بداية الأسبوع المقبل لمناقشة الملفات الحالية، وذلك في أول لقاء بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل·
وقال بوش ''يسرني أن أناقش هذه القضايا مع الرئيس المنتخب بداية الأسبوع المقبل''، متحدثاً عن ملفات مثل الأزمة المالية والحرب في العراق، وذلك للمرة الأولى كرئيس منتخب·
وفي السياق، أكد أوباما الذي سيعقد أول مؤتمر صحفي اليوم بعد اجتماع مع مستشاريه الاقتصاديين في شيكاغو، أن اللقاء سيتناول بالبحث تأمين انتقال سلس وفعال للسلطة بين الطرفين، معرباً عن شكره للرئيس بوش عن تحليه بروح التعاون بين الحزبين المطلوبة لمجابهة التحديات الكثيرة التي تواجهها الأمة الأميركية·
ووعد بوش، عقب اجتماع مع نائبه ديك تشيني وعدد من أعضاء حكومته ومتشاريه، بانتقال سلس للسلطة خلال الشهرين المقبلين، مشيراً إلى أنه سيرحب بالرئيس المنتخب في البيت الأبيض·
وأضاف أن إدارته ستبدأ على الفور في إطلاع مستشاري أوباما على القرارات المتعلقة بالسياسات العامة، وذلك في أول انتقال للسلطة فى وقت الحرب تشهده الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام، مشدداً بقوة على موظفي البيت الأبيض على أهمية ''العمل بجدية لضمان وتأكيد انتقال سلس وفعال للسلطة·
وقال بوش في بيان بحديقة البيت الأبيض''إننا نتفق جميعاً على التفانى الشديد من أجل الولايات المتحدة·· وعلينا جميعاً أن نضمن بدء الرئيس الجديد وطاقمه العمل على الفور بنجاح''، منبهاً إلى أن الإرهابيين'' لن يرغبوا في شيء أكثر من استغلال فترة التغيير هذه''·
وكانت المتحدثة باسم الرئيس بوش دانا بيرينو أعلنت أن أوباما وزوجته ميشيل أوباما سيزوران البيت الأبيض ظهر الثلاثاء، مضيفة أن الرئيس المنتهية ولايته وعقيلته لورا بوش يتطلعان للترحيب بالرئيس المنتخب وزوجته·
وأوضحت بقولها أن بوش سيصافح أوباما ومن ثم سيرافقه في جولة بالبيت البيضاوي، حيث سيعقدان لقاء على انفراد فيما ستستقبل السيدة لورا سيدة البيت الأبيض الجديدة وسيتجولان في مقر الإقامة الخاص· وذكرت بيرينو أن طفلتي الرئيس المنتخب لن ترافقا والديهما في الزيارة، لكن موظفي البيت الأبيض يتطلعون للقائهما·
كما يتوقع أن يتلقى الرئيس المنتخب في وقت لاحق أول تنوير أمني عقب الانتخابات من قبل رئيس الاستخبارات الوطنية مايك ماكونيل·
وأفاد موقع ''بوليتكو'' على الإنترنت وأنباء صحفية أن روبرت غيبس كبير مستشاري أوباما لاستراتيجية الاتصالات، سيتولى منصب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في الإدارة الجديدة، غير أن كبار مساعدي أوباما رفضوا الإدلاء بأي تعليق· وتحدثت توقعات عن شخصيات بارزة لتولي مناصب مهمة في الإدارة الجديدة· لم تطرأ حتى الآن تعديلات كبيرة على الأسماء التي سبق وأعلنت قبل يوم الانتخاب، والتي ستتولى مسؤوليات بارزة في إدارة الرئيس أوباما، حيث يتردد بقوة أنه سيبقي على وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس في منصبه نظراً للاحترام الذي يحظى به من كلا الحزبين، فضلاً عن أهمية مواكبته للمرحلة الانتقالية المقبلة في العراق، إضافة إلى اسم سناتور الجمهوري عن نبراسكا تشاك هاغل·
ومن المرشسحين لوزارة الدفاع كذلك المستشار الرئيسي لأوباما خلال الحملة الانتخابية في أمور الدفاع ريتشارد دانزينغ الذي كان وزيراً للبحرية في عهد كلينتون·
ووفقاً لمصادر من الحزب الديمقراطي قد يتسلم السناتور جون كيري حقيبة وزارة الخارجية رغم نفي المتحدثة باسمه بريجيد اورورك للأمر· وزير الخزانة هنري بولسون أعلن استعداده للتعاون الوثيق مع أوباما على ضوء الأزمة الاقتصادية الراهنة وضرورة متابعة خطة الإنقاذ المالية التي وافق عليها أوباما نفسه، وذلك تجنباً لأي آثار سلبية خلال المرحلة الانتقالية· ومن بين المرشحين لوزارة الخزانة تيموثي جيتنر رئيس بنك الاحتياط الفدرالي في ولاية نيويورك ولورانس سمرز وزير الخزانة السابق وبول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي)·
من جهتها، قالت صحيفة ''بوليتيكو'' ان وزير الخارجية السابق في ولاية بوش الأولى كولن باول مرشح لوزارة الدفاع او التعليم لكن الأخير قال في مقابلة مع ''سي ان ان'' مساء أمس الأول انه لا يسعى ولا يتوقع ان يعرض عليه منصب وزاري في ادارة أوباما وانما ربما يساعد كمستشار·
خدم في وحدة إسرائيلية أثناء حرب لبنان 2006
رام إيمانويل أول غيث الإدارة الجديدة !
مفيد نجم
واشنطن - كما كان متوقعا بدأ الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على الفور الاعلان تباعا عن تشكيلة إدارته الجديدة· فريق عمله الذي قاد حملته الانتخابية قال ان الفريق المكلف بالإعداد للمرحلة الانتقالية والتي تنتهي في 20 يناير 2009 ، قد تمت تسميته قبل بضعة أشهر، وهو ما سبق وأشارت إليه معظم التسريبات الاعلامية خلال الحملة الانتخابية· غير ان اعلان تسمية ''رام ايمانويل'' عضو مجلس النواب عن ولاية الرئيس المنتخب ايلينوي، ككبير موظفي البيت الأبيض، أثار على الفور الكثير من النقاشات والانتقادات لشخصية ايمانويل التي وصفت بالصدامية· فالجمهوريون وصفوا تعيينه بأنه سيزيد من تعميق الانقسام السياسي الذي عادة ما تشهده الولايات المتحدة خلال حملات الانتخاب وبعدها، مما يتطلب عادة من الرئيس الجديد ان يعمد إلى اعادة توحيدها عبر الاتيان بشخصيات تشكل عنصر ثقة واطمئنان لدى غالبية الكتل السياسية الأميركية· ولأن رام ايمانويل يوصف بأنه من الشخصيات ''المتحزبة جدا''، فإن تعيينه يثير التساؤلات عن معنى هذا التعيين من قبل رئيس يحتاج بشدة إلى التضامن من حوله·
أحد الباحثين في جامعة جون هوبكنز علق على اختيار ايمانويل حتى من قبل الاعلان رسميا عن اسمه، بأنه قد لا يكون خيارا موفقا خصوصا إذا نظرنا إليه من زاوية العلاقة مع الحزب الجمهوري وتحديدا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الولايات المتحدة، سواء على المستوى الاقتصادي او على صعيد الحربين المكلفتين اللتين تخوضهما الآن· كما يعتقد هذا الباحث بأن تسمية ايمانويل ربما تساهم في زيادة حدة الحذر في علاقة منطقة الشرق الأوسط بالادارة الأميركية الجديدة، نظرا لتاريخ هذا الشخص وميوله السياسية الواضحة في العلاقة مع إسرائيل·
ورام ايمانويل يهودي من أصل إسرائيلي، والده بنيامين ايمانويل يحمل الجنسية الإسرائيلية وكان ينتمي إلى ما يعرف بمجموعة ''ارغون'' السرية الصهيونية المتشددة التي كانت تعمل في فلسطين بين 1931 و ·1948 أدى ايمانويل في ،1997 خدمته العسكرية لمدة قصيرة في إسرائيل وكان تطوع في 1991 في مكتب للتجنيد تابع للجيش الاسرائيلي خلال حرب الخليج الأولى· كما خدم لمدة شهرين في وحدة لاصلاح الآليات المصفحة قرب الحدود الشمالية مع لبنان خلال حرب يوليو 2006 ضد ''حزب الله''· من جهتها، وصفت الصحافة الاسرائيلية ايمانويل بأنه رجل إسرائيل في البيت الأبيض في إشارة إلى الدور الذي سيلعبه عادة كبير الموظفين· فهو عمليا المسؤول المباشر عن كل العمليات داخل ادارة الرئيس والتنسيق مع الادارات المختلفة وفيما بينها، وهو أعلى شخصية داخل الحكومة الأميركية ويلعب دور كبير المستشارين لدى الرئيس· وكان ايمانويل عمل مستشارا خلال فترة ادارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون ويوصف بأنه رجل ذكي وعملي، رغم صغر سنه· واختيار ايمانويل لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، إذا أضيف اليه اسم دنيس روس كبير الموفدين الأميركيين لعملية السلام والذي قاد عملية عزل ومقاطعة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبل وفاته، فإن الأمر قد يتحول إلى كابوس سواء بالنسبة إلى العرب او للفلسطينيين على وجه الخصوص·
عدد اليوم
