السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب الوطن فطرة حرص الإسلام على تنميتها

حب الوطن فطرة حرص الإسلام على تنميتها
7 نوفمبر 2008 02:39
حب الوطن والانتماء إليه، والارتباط به فطرة سوية حرص الإسلام على إرساء دعائمها، وترسيخها في نفوس أبنائه، وتأكيد الهوية الإيمانية، والاعتزاز بها، والدفاع عنها باعتبارها من ركائز المجتمع المسلم· ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أنّ الإسلام رسالة عالمية تقوم على السلام والرحمة والمحبة والتعاون بين الناس، وأنّ الوحدة التي تميز المجتمع المسلم قائمة على وحدة العقيدة الجامعة، ووحدة الشريعة الخاتمة، والأخوة الإيمانية والله تعالى يقول: ''إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون الأنبياء'' الآية ·92 ويوضح أن وحب الأوطان والانتماء إليها من الأمور التي حرص الإسلام عليها لأنها من المقومات التي توثق التماسك في المجتمعات والدول، وتدعم الشعور بالمساواة والمصلحة المشتركة والمصير الواحد، والرسول - صلى الله عليه وسلم - علمنا حب الوطن والحنين إليه، عندما قال وهو مفارق لمكة: ''إنك خير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت''· فقد ترسخ الانتماء والحب فى قلبه لقريته على الرغم من الظلم الذي تعرض له فيها على يد مخالفيه والعدوان والبطش الذي لقيه من أهلها· وهذا الشعور غمر الصحابة - رضوان الله عليهم - فعندما شعروا بالحب العميق، والألم الموجع والحنين الصادق الموصول للدار والأهل والولد حينما قدموا المدينة، دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم: ''اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك فى صاعها ومدها، وانقل حماها فإجعلها بالجحفة ''· كما أنّ الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - اغرورقت عيناه يوما بالدمع حين ذكر بعض أصحابه مكة وهم بالمدينة، حتى قال: ''دع القلوب تقر''· وهذا يعلمنا أن الانتماء وحب الوطن من الصفات والشمائل المحمودة التي يتعين أن نحرص على غرسها فى نفوس أبناء الإسلام فى كل المراحل العمرية حتى يشبوا مخلصين ومجاهدين، ومتمتعين بالقدرة على العطاء والفداء فى سبيل عزة دينهم وأوطانهم''· ويوضح الدكتور السايح أن ترسيخ العقيدة الإيمانية وتعليم الأبناء معنى الانتساب الحقيقي للإسلام والوطن فكرا وشعورا ووجدانا، هو الأسلوب الأمثل لغرس الانتماء فى نفوس الأبناء· وتنشئة أجيال تعتز بالانتماء إلى دينها، وتعرف قيمه وآدابه وتلتزم بتعاليمه، وتحرص على التمسك بمنهجه، وتتفاعل مع أمتها، وتعمل على رفعة شأنها والتضحية فى سبيلها· ويبين أن علينا أن نبذل جهدا فى تربية أطفالنا على قيم الإسلام، ونحرص على تحفيظهم كتاب الله، ونعلمهم تدبر معانيه والالتزام بالصلاة وأهمية المسجد فى حياة المسلم حتى يشعر بأنه ينتمي لشيء أكبر من كيانه، وأنه ينتمي لأسرة ودين وأمة وثقافة وجماعة وهوية قوية لا تتزعزع· ويشدد على مسؤولية الأسرة في زرع الانتماء من خلال الحرص على الالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، وتعويد الأبناء قيم العمل المشترك والعمل الجماعي، الأمر الذي يساهم في بناء الشعور بالتقارب الحميم لدى أفراد الأسرة· ويلفت إلى أهمية قيام الآباء بالتخطيط المستمر لأنشطة جماعية، واستثمار فترات الإجازات في الزيارات العائلية وصلة الرحم، أو القيام بعمرة أو حج أو النزهات فى الطبيعة، وتشجيع الأبناء على المشاركة في الأنشطة الهادفة مثل المخيمات ومعسكرات الكشافة والرحلات التثقيفية للمتاحف والمعارض والمنتديات، وغرس قيمة المشاركة في المشاريع الخيرية والبيئية مثل كفالة اليتيم والتشجير والنظافة فهذا يعلمهم القوة والثقة بالنفس وقيمة تبادل الأدوار والتعامل مع رغبات النفس بصلابة· كما أن إشراك الأبناء فى مناقشة أحوال الأسرة وخططها ومشاكلها والاستماع لآرائهم، من الأمور المهمة التي تغرس فى نفوس الأبناء الانتماء، ومنها أيضاً الحرص على توزيع مهام الأسرة بينهم وتعليمهم معاني العطاء من حياة الرسول الكريم والصحابة، ويجب أن نحرص على أن نعلمهم قيمة الصحبة الصالحة· ونعمل على إلحاقهم بالأنشطة المبنية على التعلم التعاوني والتعلم المشترك مثل الأندية العلمية و المشاركة الجماعية في الإبداع والابتكار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©