عواصم (وكالات)
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس انطلاق «هجوم كبير» لطرد المجموعات الإرهابية المسلحة التي شنت الخميس الماضي، هجوماً استهدف منطقة رأس لانوف وميناء السدرة في قلب «الهلال النفطي» شمال شرق البلاد، تزامناً مع تنفيذ سلاح الجو خلال ساعات صباح الأولى أمس، ضربات جوية دقيقة على مواقع وتمركزات العناصر الإرهابية من رأس لانوف وحتى مشارف مدينة سرت، مسفرة عن تدمير مخازن ذخيرة ودبابات وآليات أخرى. وأفاد مسؤولو الدفاع المدني باشتعال النيران بصهريج التخزين رقم 2 في رأس لانوف كان به 200 ألف برميل من الخام عندما اندلعت فيه النار جراء المعارك والقصف، وذلك بعد 3 أيام من حريق مماثل تسبب بأضرار كبيرة في الصهريج رقم 2. في الأثناء، أعلن الجيش الوطني اعتقال زعيم «تنظيم أنصار الشريعة»، الإرهابي سفيان بن قمو، أحد أبرز قيادات تنظيم «القاعدة»، والذي عمل في وقت سابق سائقاً لأسامة بن لادن، بعملية نوعية في مدينة درنة، طالت أيضاً المدعو محمد أدريس المنصوري الملقب بـ«الديسكة». وكشف الجيش الوطني عن أدلة ووقائع قوية تؤكد تآمر تنظيمات الإرهاب من «إخوان» و«قاعدة» و«داعش» على البلاد.
وهاجمت المجموعات الإرهابية المسلحة الخميس الماضي، رأس لانوف والسدرة في قلب الهلال النفطي الليبي على بعد حوالى 650 كلم شرق طرابلس، والتي سبق أن تضررت جراء أعمال عنف مماثلة في 2016 و2017، حيث حذر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، من «كارثة وطنية» إذا ما استمر توقف الصادرات منذ وقوع هذا الاعتداء. وقال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية «أطلقنا هجوماً كبيراً للجيش على الهلال النفطي مسانَداً بمقاتلات سلاح الجو.. لطرد ميليشيات إبراهيم الجضران وحلفائه» من الجماعات الإرهابية. وظل الجضران الذي كان يقود حرس المنشآت النفطية المكلفة أمن الهلال النفطي، في حالة تحدي لمختلف السلطات الليبية في طرابلس أو شرق البلاد، حيث تمكن من عرقلة صادرات النفط من هذه المنطقة طوال سنتين قبل أن تطرده القوات المسلحة الليبية في سبتمبر 2016. وأعلن الرجل المتمرد في شريط فيديو، تشكيل تحالف لاستعادة السيطرة على هذه المواقع النفطية.
ودعت غرفة عمليات القوات الجوية في القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أمس، سكان منطقة الهلال النفطي إلى البقاء بعيداً من «مناطق تجمع العدو وتخزين ذخائر آلياته العسكرية». وقالت في صفحتها على الفيسبوك «تشن مقاتلات القوات الجوية غارات على مواقع وتجمعات العدو الإرهابية في منطقة العمليات العسكرية من رأس لانوف حتى مشارف مدينة سرت». نفّذ سلاح الطيران الليبي أمس، ضربات جوية ناجحة على مواقع وتمركزات مسلحي الجماعات الإرهابية المعتدية، في محيط منطقة الهلال النفطي. ونشرت «شبعة الإعلام الحربي» التابعة للجيش الوطني فيديوهات تظهر انفجارات في مخازن للذخيرة تابعة «للقوات المعادية» وسط أصوات تحليق الطيران الكثيف. وكشف مصدر عسكري، أن الضربات الجوية لم تقتصر على تدمير مخازن الذخيرة، بل دكت أيضاً دبابات وآليات أخرى، مضيفاً أنه تمت إصابة قيادات إرهابية بارزة بينها أحمد التاجوري، وهو قائد في مجموعة «سرايا الدفاع عن بنغازي» المتطرفة، بقصف الجوي وقع في وقت متأخر أمس الأول أمس.
بالتوازي، أكد مسؤول بالإطفاء اشتعال النيران في الصهريج رقم 2 لتخزين النفط الخام في ميناء رأس لانوف، بسبب عمليات القتال أمس. وأضاف المسؤول أن صهريج التخزين رقم 2 في رأس لانوف كان به 200 ألف برميل من الخام عندما اندلعت فيه النار. وكان الخزان رقم 12 في رأس لانوف نفسها، قد اشتعلت فيه النيران ولحقت به أضرار الخميس الماضي، حينما شنت الجماعات الإرهابية الهجوم وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن الخسائر الأولية للإنتاج بلغت 240 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 400 ألف برميل يومياً في حال استمرار إغلاق المرفأين.
عدد اليوم
