الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع أعداد المسافرين يهدد شركات الطيران العالمية

تراجع أعداد المسافرين يهدد شركات الطيران العالمية
7 نوفمبر 2008 02:20
يبدو أن عالم الطيران أصبح سرعان ما يدخل في أزمة جديدة بمجرد أن يتخلص من الأزمة السابقة، فقد أدى الانخفاض الحاد في أسعار الوقود مؤخراً إلى اشاعة نوع من الارتياح في أكثر الناقلات في العالم مواجهة للضغوط والتي ظلت معظمها تناضل من أجل البقاء في موسم الصيف بسبب الارتفاع القياسي لأسعار النفط· ولكن هذه المكاسب التي تم تحقيقها في مجال الوقود سرعان ما تبخرت بفعل الانخفاض السريع في مستوى الحركة المرورية الجوية في بعض أكبر أسواق السفر العالمية· والآن فقد أصبحت خارطة الطيران العالمي عرضة للتغييرات وتسارع وتيرة الاندماجات كنتيجة لانهيار العديد من شركات الطيران الضعيفة والأصغر حجماً بعد أن انهارت أكثر من 30 شركة في هذا العام وفقاً لما ذكرته ''الأياتا'' المنظمة المعنية بالتجارة في صناعة الطيران العالمية· وهناك 20 شركة إضافية أصبحت في طريقها لإغلاق عملياتها بينما عمد التنفيذيون في الشركات إلى التخلص من الرحلات والطائرات من أجل خفض السعة· فقد أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية المشغل الرئيسي لرحلات الطيران في أوروبا هذا الأسبوع عن استحواذها الذي طال انتظاره على شركة بي إم آي البريطانية بعد ساعات فقط من إعلان شركة ستيرلينج الدنماركية الناقلة المنخفضة التكاليف عن تقدمها بطلب للحماية من الإفلاس· ثم جاءت الأزمة المالية وفقدان الوظائف في القطاع المصرفي لتدلي بتأثيرات سالبة بخاصة في مجال سفر التنفيذيين ورجال الأعمال الذي يعتبر أهم مورد للأرباح للعديد من الناقلات العالمية التقليدية· وأدى النقص في الائتمان أيضاً إلى رفع أسعار تمويل الطائرات الجديدة بينما استمر الارتفاع في قيمة الدولار مقابل اليورو والجنيه الاسترليني الى النيل من بعض المكاسب التي تحققت من انخفاض سعر الوقود بالدولار وبخاصة بالنسبة للناقلات الأوروبية· بل ان بعض الدول التي كان معظمها يؤدي بصورة طيبة أصبحت تقود المسيرة نحو التراجع والانخفاض، اذ انخفضت حركة المرور الجوية في الهند بنسبة 19 في المائة في سبتمبر الماضي بينما أعلنت شركة ايرتشاينا في الصين عن تراجع في أحجام حركة المسافرين في سبتمبر بمعدل بلغ 7,9 في المائة· أما في أوروبا فحتى شركات الطيران التي طالما تميزت بموديلات متنوعة للأعمال التجارية مثل بريتش ايرويز وشركة ريانير فقد تحولت وفي غضون أشهر قليلة فقط من شركات تحقق أرقاماً قياسية من الأرباح إلى مجرد مؤسسات تعمل بالكاد على تغطية تكاليفها، أما شركة اير فرانس - كيه ال ام الأكبر في العالم من يحث الايرادات وشركة لوفتهانزا ثاني أكبر لعب أوروبي فقد حذرت جميعها مؤخراً من انخفاض أرباحها في الربع القادم من العام· إلى ذلك فقد استمرت هذه الضغوط تجبر الشركات على تسريع وتيرة الاندماجات الإقليمية، فقد انهمكت شركة لوفتهانزا في مفاوضات مع شركة بروكسل ايرلاينز وشركة بي ام آي وهي تتطلع الى نيل حصص ايضاً في شركة أوستيريا ايرلاينز بالاضافة الى شركة اليطاليا وشركة ساس المنخفضة التكلفة· أما شركة الخطوط الجوية البريطانية فقد دخلت في مفاوضات تستهدف الاندماج مع شركة أيبيريا الإسبانية برغم أن انخفاض سعر سهم الناقلة البريطانية وحجم العجز الذي تواجهه في أموالها الخاصة بالتقاعد ربما تؤدي إلى تعليق الصفقة· ومنذ يونيو الماضي أعلنت العديد من كبريات شركات الخطوط الجوية العالمية عن تنفيذ برامج تهدف الى خفض الأساطيل بمقدار 1083 طائرة أو 5 في المائة من اجمالي الاسطول العالمي وفقاً لإحصائيات شركة اسيند لاستشارات الطيران، ولقد جرى 75 في المائة من هذا الانخفاض في منطقة أميركا الشمالية وحدها حيث عمدت شركات الطيران هناك الى تقليل السعة بنسبة 10 في المائة وفقاً لأرقام الشركة بينما لجأت أوروبا الى خفض سعتها بنسبة بحوالي 3 في المائة و2 في المائة في قارة آسيا· وحتى الآن فإن شركات الطيران في العالم لا تزال غير متأكدة من مدى عمق وطول أمد الكساد القادم إلا أن جيوفاني بيسيجناني المدير العام لمنظمة ''الإياتا'' أشار من جانبه الى ان الانخفاض الحاد في الحركة المرورية للمسافرين والبضائع في سبتمبر يعتبر مؤشراً سالباً لما سيصبح عليه الحال في المستقبل· وفي هذه الأثناء فقد انخفضت أسعار الطائرات بشكل يؤكد صعوبة المشاكل التي يمكن مواجهتها بسبب التباطؤ الاقتصادي والأزمة المالية، لذا فقد بدأت كل من شركتي ايرباص وبوينج تستعد لكي تعمل كمؤسسات مقرضة من أجل إسناد مبيعات بعينها في فترة العام المقبل بعد ان يصعب على شركات الخطوط الجوية الحصول على التمويل من المصادر التقليدية من أجل شراء الطائرات الجديدة· عن الفاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©