الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المقاومة اليمنية تُضيّق الخناق على الحوثيين في مطار الحديدة

المقاومة اليمنية تُضيّق الخناق على الحوثيين في مطار الحديدة
18 يونيو 2018 11:31
عقيل الحلالي (صنعاء) واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية وقوات التحالف العربي، أمس، تضييق الخناق على ميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية داخل مطار الحديدة الدولي. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية، أن معارك عنيفة دارت أمس، في خامس أيام الهجوم العسكري الكبير للمقاومة والتحالف لتحرير الحديدة، داخل المطار ومحيطه غرباً وجنوباً وشرقاً فيما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات عنيفة على مواقع تحصينات للميليشيات الحوثية داخل المطار الذي يحوي قاعدة جوية ومعسكراً للدفاع الجوي ويبعد أقل من 10 كيلومترات عن ميناء الحديدة الاستراتيجي. وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة كثفت هجماتها الواسعة على مواقع الحوثيين داخل المباني الرئيسة للمطار مدعومةً بقصف جوي وبحري عنيف لمقاتلات وبوارج التحالف العربي على تحصينات الميليشيات، في حين نجحت الفرق العسكرية الهندسية في تفكيك شبكات ألغام متنوعة وعبوات ناسفة كانت الميليشيات زرعتها على مداخل وممرات المطار لإعاقة تقدم قوات المقاومة والتحالف. وذكر مسؤولون عسكريون في المقاومة، أن قوات المقاومة المشتركة تعتمد في معركة مطار الحديدة استراتيجية قائمة على حصار المتمردين المتمركزين حالياً داخل أبنية المطار من عدة جهات، وقطع طرق الإمداد التي يمكن أن تطيل أمد الاشتباكات، مؤكدين أن الجهتين الغربية والجنوبية وأجزاء من الجهة الشرقية من مطار الحديدة باتت تحت سيطرة المقاومة التي تضم ألوية العمالقة وألوية المقاومتين الوطنية والتهامية. وقالت مصادر ميدانية عديدة، إن القوات المشتركة مدعومة براً وجواً من التحالف تقدمت من الجهة الجنوبية الشرقية للمطار باتجاه دوار المطاحن على طريق الحديدة صنعاء، وهو المدخل الرئيس للمدينة من جهة الشرق، ويربط أيضاً بين المطار والميناء. ويهدف هذا التقدم، الذي تزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات المقاومة المشتركة ضمت لواءً قتالياً من قوات العمالقة، إلى قطع أي فرص لإمداد الحوثيين بأي معونات عسكرية قادمة من صنعاء، إضافة إلى عزل المطار عن بقية أجزاء مدينة الحديدة. وحددت قوات المقاومة المشتركة ممرات آمنة للسكان المدنيين في المناطق التي تدور فيها المواجهات، وأعطت أيضاً الأمان لعناصر الميليشيات الراغبة بالاستسلام، بحسب مصدر عسكري مسؤول. وأفاد سكان محليون بسماع دوي أصوات المدفعية والقصف وقذائف الهاون مع تقدم القوات المشتركة باتجاه دوار المطاحن حيث قامت ميليشيات الحوثي بحفر خنادق على الطريق الإسفلتي الرئيس الممتد من منطقة كيلو 16 إلى شارع صنعاء الذي يمتد من مدخل المدينة الساحلية وحتى الميناء ويقسم الحديدة إلى قسمين شمالي وجنوبي. وقال شهود، إن ميليشيات الحوثي حفرت خنادق عديدة على الطريق الإسفلتي الرئيس ومنعت مرور المركبات، ونشرت أعداداً كبيرة من المسلحين بالقرب من الخنادق والمتارس المستحدثة. وفتحت ميليشيات الحوثي طريقاً ترابياً لمرور المركبات القادمة من منطقة كيلو 16 إلى مدينة الحديدة أو المغادرة منها. وذكرت مصادر محلية وعسكرية في الحديدة أن ميليشيات الحوثي فرضت حالة طوارئ غير معلنة في المدينة خصوصاً بعدما أغلقت العديد من الشوارع الرئيسة والفرعية بحواجز ترابية ونشرت مئات المقاتلين في الأحياء السكنية وحول المواقع الحكومية والعسكرية والأمنية. كما نشر الحوثيون عشرات القناصين على سطوح المباني المرتفعة في مدينة الحديدة التي يقطنها زهاء 600 ألف شخص. وجدد الطيران العربي مساء أمس، غاراته على مواقع وأهداف تابعة لميليشيات الحوثي في مدينة الحديدة منها تعزيزات في منطقة «الجبانة» شمالي الميناء. كما طال القصف تعزيزات أخرى للميليشيات شمال المطار، ودمر تجمعات للحوثيين في الكلية البحرية ومبنى قيد الإنشاء على طريق الكثيب الساحلي. وشهد المدخل الجنوبي الغربي لمركز مديرية الدريهمي معارك عنيفة وقصفاً عنيفاً لمقاتلات التحالف استهدف تعزيزات للحوثيين شرقي المديرية، وقالت مصادر عسكرية في القوات المشتركة، إن ما يعيق تقدمها إلى مركز المديرية هو تمترس مليشيات الحوثي في المناطق الآهلة بالسكان. في غضون ذلك، ما زالت قوات المقاومة اليمنية تفرض حصاراً خانقاً على جيوب المليشيات بداخل مركز المديرية. وقال مراقبون سياسيون وعسكريون، إن إغلاق الحوثيين لمداخل مدينة الحديدة يؤكد خسارتهم جميع خطوطهم الدفاعية، ويشير إلى رغبتهم في جر قوات المقاومة المشتركة إلى حرب شوارع داخلية دون اكتراث بحياة المدنيين، ووضع المدينة الاستثنائي بمينائها الذي يستقبل 80 بالمائة من واردات البلاد و70 بالمائة من المساعدات الإنسانية. وقتل أكثر من 500 مسلح حوثي منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير مدينة الحديدة يوم الأربعاء الماضي، بحسب أحدث إحصائية نشرتها مصادر عسكرية يمنية رسمية أمس. وأكدت مصادر يمنية أن مستشفيات صنعاء استقبلت خلال الثلاثة الأيام الماضية مئات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي بعد أن عجزت مستشفيات الحديدة عن استيعابهم. وقالت المصادر، إن ثلاجات مستشفيات العسكري والقدس وثمانية وأربعين والعسكري والكويت والجمهوري امتلأت بجثث قتلى الحوثيين في الحديدة. وأضافت أن الحوثيين اتصلوا بذوي القتلى وطلبوا منهم سرعة تسلم جثث أقاربهم ودفنها لإتاحة المجال لاستقبال دفعة جديدة من جثث القتلى التي تتوارد من جبهات القتال في الحديدة. وأوضحت المصادر أن أعداداً كبيرة من التعزيزات التي أرسلتها الميليشيات مؤخراً إلى الساحل الغربي عادت جثثاً هامدة. خلافات حوثية كبيرة على تسليم الحديدة كشفت مصادر وثيقة عن خلافات كبيرة بين قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، على خلفية معركة الحديدة، والتعاطي مع عرض المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يزور العاصمة صنعاء حالياً. وأفادت المصادر المقربة من قيادات حوثية، أن خلافاً شديداً يحتدم بين قيادات الميليشيا على مستوى الصف الأول، ويتمحور حول ما يجري في الحديدة، حيث ترى قيادات، على ضوء تهاوي دفاعاتهم هناك وخسائرهم المتلاحقة، أهمية عدم تضييع الفرصة التي وفرتها زيارة المبعوث الأممي والقبول بالعرض المقترح وتسليم المدينة، مقابل ضمانات (لم تحدد طبيعتها)، في حين يعارض آخرون ذلك بشدة، ويعتبرون أن «خروج الحديدة من سيطرتهم سلماً أو حرباً يعني نهايتهم». وأشارت إلى أن ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، وتصريحاته المسبقة بفشل مهمة المبعوث الأممي، وعدم القبول بمناقشة تسليم مدينة الحديدة، جاءت بناءً على تلك الخلافات غير المعلنة، رغم أن غريفيث تلقى إشارات إيجابية من قيادات حوثية قبل زيارته بإمكانية مناقشة المقترح، بحسب ذات المصادر. وأكدت أن الجناح الحوثي المعارض لمقترح تسليم الحديدة، هو على يقين أيضاً من عدم قدرتهم عسكرياً على إفشال العملية الجارية لتحريرها وانتزاع الميناء من قبضتهم، لكنهم يراهنون على حدوث أي تطورات خارجية أو قدرتهم على الضغط بالملف الإنساني لوقف العملية، وأضافت أن «الناطق باسم الحوثيين وجناح الرفض المساند له في إفشال مهمة المبعوث الأممي، يرون أن تسليم الحديدة ومينائها يقضي على وجودهم وينتزع أقوى أوراقهم في أي مفاوضات لفرض شروطهم».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©