العيد.. في عيون «أصحاب الهمم»

هناء الحمادي (أبوظبي) بالإرادة رسموا الفرح ولوحة الأمل في حياتهم، وبالإرادة هم جزء لا يتجزأ من أفراد المجتمع، وبالإرادة لمعت عيونهم ببريق السعادة.. للعيد في حياتهم مساحة شاسعة من البهجة.. إنهم «أصحاب الهمم» الذين لم تمنعهم إعاقتهم من العيش كالأسوياء، حيث يجدون في تلك المناسبة لحياة أجمل وأفضل خاصة حين يجدون من يقف بجانبهم ويدعمهم. «كشخة العيد» علي الجنيبي، صاحب مبادرة «مكاني بينهم» أضاء شعلة الأمل في حياة أخيه عبدالله ابن الـ17 عاماً، والذي يعاني من «متلازمة داون»، حيث منحه كل الحب والسعادة في عيد الفطر المبارك، ليشع روح الابتسامة على شفاهه. يقول علي الجنيبي «تظل فرحة العيد مختلفة في حياة المصابين بمتلازمة داون، فرغم ما يعانون منه إلا أن ذلك لم يمنعني من رسم الفرحة في قلب أخي، لذا أطلقت مبادرة «مكاني بينهم» من خلال تهنئة عدد من الشخصيات الإعلامية والرياضية له عبر الانستغرام. كما أطلق علي الجنبي مبادرة «كشخة العيد»، وعن ذلك يقول «أطلقت هذه المبادرة ليقوم كل أصحاب الهمم بتصوير كشخة وملابس العيد مع تقديم التهنئة لأخي عبدالله، وإرسالها عن طريق فيديو ليتم عرضها على الإنستغرام، وبالفعل تفاعل الكثير معها، وأرسلوا التهاني والفيديوهات تعبيراً عن مشاركة أخي فرحته بالعيد السعيد. لغة الإشارة مها المحيربي كعادتها لم تتوان عن تقديم فكرة جميلة بلغة الإشارة، احتفالاً بعيد الفطر المبارك، من خلال إطلاق مبادرة «العيد بلغة الإشارة»، حيث تقول «العيد عند الصم والبكم ليست إشارات وإنما مشاعر نبيلة يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيطها الأسرار، ومن هذا المنطلق تم إطلاق المبادرة في ليلة عيد الفطر المبارك للتهنئة بهذه المناسبة بلغة الإشارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتضيف «بالفعل تفاعل الكثير من أصحاب الهمم مع المبادرة، وتنوعت التهاني ما بين عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، ومبارك عيدكم». وتبين المحيربي «التعبير عن فرحة العيد بلغة الإشارة تعد من الأمور المهمة التي يتواصل بها أصحاب الهمم مع بعضهم البعض خاصة الذين يعانون من الإعاقة السمعية، فهي أحد أنواع التواصل البشري والتخاطب بين الصم والمجتمع من خلال حركات اليدين والأصابع والإيماءات وحركات الجسم للتعبير عن الذات والأفكار والمشاعر. أما محمد العيدروس، فقد استطاع مع أخيه حمد العيدروس أن يوثقا لحظات الفرح والاحتفال بعيد الفطر المبارك من خلال تصوير الأماكن السياحية عن طريق حسابهم بالإنستغرام. ويقول محمد «تشتهر الإمارات بالكثير من الأماكن السياحية، لكن تظل المنتجعات البحرية والفنادق هي أكثر الأماكن رواجا في العيد، وهذا ما سلطنا عليه الضوء خلال أيام عيد الفطر، الأمر الذي جعل أخاه حمد يشعر بالراحة والبسمة والسعادة.