الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات يعلمن أولادهن «الإنجليزية» ويتجاهلن اللغة العربية

أمهات يعلمن أولادهن «الإنجليزية» ويتجاهلن اللغة العربية
13 مايو 2011 20:05
أصبحت اللغة الإنجليزية هي المهيمنة على بقية اللغات الأخرى، يسعى الآباء لتعليمها صغارهم منذ الطفولة، فمنهم من يحرص على اختيار أفضل المدارس الخاصة لهم، وآخرون يجلبون مربية أجنبية لتتخاطب معهم في المنزل، وهناك من يبدأ بتعليم الأطفال على المفردات الإنجليزية بمجرد أن يخطوا في عامهم الثالث. في مقابل ذلك يتعمد الكثير تعليم أطفالهم المفردات المتداولة بشكل يومي باللغة الإنجليزية مع إهمال تعليمهم مبادئ وأساسيات اللغة العربية من حيث تحليلها وتركيبها وتهجئة كلماتها، حتى وصل الأمر أن نرى بعض الأمهات يتضايقن حين يتحدث أبناؤهن اللغة العربية، ويتباهين بشكل علني أمام الجميع حين يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة على اعتبار إن هذا الأمر هو نوع من « البرستيج والفشخرة». اللغة الإنجليزية من ضروريات ومتطلبات العصر ومن لا يتقنها خاصة من الأطفال يعتقد أنه متأخر وجاهل. عن ذلك تقول أم عدنان أم لأربعة أبناء في المراحل الدراسية الدنيا:» إن الطفل الذي يجيد اللغة الإنجليزية له مستقبل ناجح ووظيفة مرموقة، وتكون الحياة عليه أسهل، مشيرة «الغالبية العظمى من أولياء الأمور يفكرون في مستقبل أبنائهم باعتبار من يتقن اللغة الإنجليزية يحصل على مكانة مرموقة في المجتمع وينظر إليه الناس نظرة احترام وتقدير». وعن تجربتها مع أبنائها تقول أم عدنان «الحمد لله أفتحر إن أبنائي يتكلمون الإنجليزي بطلاقة وهذا مدعاة للفخر أمام صديقاتي، فكل واحدة منا تتباهى بهذا الأمر من باب «الفشخرة» ومن الآن أعتقد إن شأن أبنائي في الوظائف سيكون أفضل نتيجة تحدثهم الإنجليزي بشكل ممتاز». تعزز الثقة في مقابل ذلك بحث جاسم الحوسني عن المدارس ذات المستوى العالي في تعلم اللغة الإنجليزية وبعد بحث مضني وجد ضالته يقول بفرح :«منذ سنتين وأنا أشعر إن أبنائي يتحدثون الإنجليزي بشكل متقن، صحيح اللغة العربية مهمة وهي اللغة الأساسية لكن أطفالنا اليوم يحتاجون إلى تعلم ودراسة الإنجليزي لأننا نحن في العادة لا نتحدثها في المنزل، وإذا لم يتعلمها الطفل في صغره سيصعب تعلمها في الكبر إلى جانب إن هذه اللغة تعزز الثقة في نفسه وتساعده على التعامل مع الآخرين كما تضمن له وظيفة ومستقبل باهر فكل الدوائر والجهات الحكومية تبحث اليوم عمن يجيد اللغة الإنجليزية بشكل متقن أكثر من الذي يتحدث اللغة العربية فكل التعاملات أصبحت اليوم بالانجليزية ومن يجهلها إنسان لا يستطيع أن يساير العولمة». من باب المباهاة من جانبه ينتقد سيد عياش ( رب أسرة) لهاث الكثير من أولياء الأمور للبحث عن المدارس التي تعلم الأبناء اللغة الإنجليزية بشكل متقن عن ذلك يقول:«تسرع الأمهات في تسجيل أبنائهـن في هذه المدارس من أجل أن يتعلم طفلها الإنجـليزي وهـذا ما جعل معظم الصـغار يتقنون الإنجليزيــة ولا يعرفون الحديث باللغة العربية لأن معظم مخارج كلماتهم تكون «مكسرة» وغير صحيحة». ويتابع عياش عن هذا الخلل، ويقول «بعض الأهالي يصرون على أن يتحدث الطفل بالإنجليزي وقد يزداد ذلك حين يكون خارج المنزل كنوع من المباهاة أمام الأهل والأصدقاء وهم لا يعرفون إن الطفل يحتار أيهما اللغة الأساسية التي يجب أن يتقنها بحذافيرها وبشكل صحيح هل اللغة العربية أم اللغة الدخيلة الأجنبية؟». من جانبه يتأسف خليل قاسم - مدرس لغة عربية- من اهتمام أولياء الأمور المبالغ بتعلم الطفل اللغة الإنجليزية متجاهلاً أهمية اللغة العربية عن ذلك يقول:» لقد أغفل الكثير من أولياء الأمور أهمية اللغة العربية التي تعتبر هي لغة الأم إلى جانب إنها من أفصح اللغات التي يمكن أن نفهمها ونفقها وسهلة وميسرة، بسبب ذلك يجب أن لا نستغرب حين نسمع أطفالنا يتحدثون لغة عربية ضعيفة، وإذا تحدثوا فإن معظم كلامهم يضم الكثير من المصطلحات الأجنبية». ويؤكد خليل«لابد أن يعي أولياء الأمور خاصة إن تعلم اللغة الإنجليزية لابد أن يكون للحاجة وليس المباهاة، وحين نتحدث مع أبنائنا لابد أن تكون اللغة العربية هي الأساس حاضرة في كل أحاديثنا حتى لا يفقد هؤلاء الأطفال ذاتهم وهويتهم». بناء الشخصية «بلبل في الإنجليزية» هكذا تعبر بعض الأمهات عن طلاقة صغارهم في استعمال هذه اللغة، يبدو الأمر كإنجاز يدخل السرور على قلوبهم، فطالما يتحدث الصغير مع الناس وخاصة أبناء عمومته واخواله باللغة الإنجليزية ترتفع معنويات الآباء، عن ذلك تقول هدى العلى - خبيرة متخصصة في التنمية الذاتية وتطوير الطفل في مركز ارتقاء:» يرسل بعض الأهالي لأطفالهم رسائل مبطنة إلى اللاوعي مفادها أن الانجليزية أفضل من اللغة العربية فيقل لهذا السبب اهتمام أطفالنا باللغة العربية وتقل قراءته فيها الأمر الذي يدفعه لبناء شخصيته عبر القراءات الأجنبية وبالتالي يبني شخصيته بناء على قيم ومعتقدات حضارات أخرى! تواصل العلي حديثها وتقول:» الجميع يعلم أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى إلينا، ناهيك عن ذلك قواعد النحو في اللغة العربية كثيراً ما تساعد وترفع من قدرات الطفل في التحليل والتفكير المنطقي، كما إنها تزيد من الإبداع والذكاء لدى الطفل، فقدرته على تحليل الجمل وإعرابها وتصنيف الكلمات تساعده على زيادة الانتباه والتركيز وتنشيط الذاكرة». وتشير العلي» من أجل أن يكون طفلك مميزاً في إتقان اللغتين حاولي أن تحددي البيئة المدرسية التي تساعد أبناءك لتعلم اللغة الانجليزية دون الإغفال عن تعلم اللغة العربية، عودي أبنائك على قراءة القصص العربية ومناقشتها معهم لزيادة التحصيل اللغوي، اجعلي هدفك أيتها الأم وأيها الأب ليس التفاخر بين الناس كم يتعلم من الإنجليزية، ولكن وظفي قدراته لتعلم اللغات لينفع به وطنه وأمته».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©