الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باحث يكشف عن أخلاق الخيول الحميدة

باحث يكشف عن أخلاق الخيول الحميدة
13 مايو 2011 20:04
بين الخيل والفروسية والإبل، قضى الدكتور والباحث محمد مراد الحموي ما يزيد على الأربعين عاماً بين بحوث طبية واكتشافات علمية، ألقت الضوء على كثير من الحقائق المدهشة عن هذا العالم المرتبط بالتراث العربي. تحدث الدكتور الحموي الذي يزور الإمارات حاليا عن الإبل، لافتاً إلى أنه يمكن تبيان ارتفاع مكانتها عبر سبعة مفاتيح، أولها تعظيم الإبل في القرآن الكريم، وثانيها الإبل في السنة، حيث حض الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» على حسن معاملتها وتربيتها، حيث قال «الإبل عز لأهلها». وكذلك ارتباط الإبل بالحياة الاجتماعية القديمة، حيث احتلت شأناً عظيماً لدى البدو، فلولا الإبل لما استطاع البدوي العيش في الصحراء، حيث اعتمد في مأكله على حليبها ولحومها، وفي ملبسه ومسكنه على جلودها وأوبارها، وفي أسفاره ورحيله على خطواتها وقوتها. يتابع الحموي: المكانة الرفيعة للإبل في الشعر والأدب العربي مؤشر آخر على مكانتها العالية، حيث كانت الأبيات الشعرية التي تصف الإبل وخيرها ومنافعها أكثر من أبيات الغزل والمعلقات خير شاهد على ذلك، كما احتلت المكانة ذاتها في النثر، وأُطلق على الإبل ما يزيد على أربعمائة اسم ما يدل على عظمتها وأهميتها. هناك أيضا صفات الإبل وطباعها الحسنة، وصفاتها، كونها تنتج أنفع وأحسن أنواع الغذاء للإنسان من بروتين حيواني وحليب بكميات كبيرة ومواصفات فريدة، وأجود المواد الأولية للصناعات المختلفة مثل الجلود والوبر والعظم، وأيضاً دخول كثير من منتجاتها قي المواد الصيدلانية المستخدمة في صناعة الأدوية. أما المفتاح الأكثر أهمية باعتباره يكشف عوالم من الأسرار والحقائق المدهشة هو الحقائق العلمية في جسمها، يضرب الحموي مثالا لها بخف البعير، الذي يحمل سمات خاصة، فهو قادر على حمل الجسم الضخم الذي يصل إلى ما يقارب سبعمائة كيلو جرام، ولا ينفجر على الرغم من أنه نسيج طري كالعجين، بل يتمدد عندما يلامس الأرض ثم يعود إلى حجمه الطبيعي عندما يرتفع عن الأرض. الاهتمام بالخيل ومن الإبل، ينتقل بنا الدكتور الحموي إلى عالم الفروسية والخيل، والتي شكلت واحدة من أهم أدبيات التراث والتاريخ العربيين، فيقول في ذلك، إن الحصان العربي ذو مكانة عظيمة منذ آلاف السنين عن العرب، لدرجة أن البعض كان يعيّر الآخر بعدم اهتمامه بخيوله، ويروى أنه من شدة محبة العرب في الجاهلية لخيولهم، كان أشرافهم يخدمون الخيل بأنفسهم، وقال حكيمهم: ثلاثة لا يأنف الشريف من خدمتهم «الولد والضيف والفرس». وقد اهتم الإسلام بالفروسية وحث عل اقتناء الخيل وهو ما وضح من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». أما في زماننا الحاضر وكما يقول الحموي، فقد أقبل الشباب زرافات على رياضة الخيل وألعاب الفروسية، وبذلك تواصلت مسيرة العشق للفروسية ونبهت من جديد إحدى دعامات التراث العربي، وكان لدول الخليج الفضل الكثير في ذلك عبر دعمها لهذا النوع من الهوايات المُتَجذّرة في أعماق تكوين الإنسان العربي، ولم يقتصر هذا الاهتمام بالخيل على المنطقة العربية فقط، بل امتد إلى كثير من البلدان الغربية التي دأبت على الاهتمام بالفروسية وأقامت لها السباقات الكبرى، ومضامير الخيل المجهزة على أعلى مستوى، وقد ذكر الحموي أن هناك نحو سبع وعشرين نوعاً من ألعاب الفروسية. أنواع المشيات ثمن جماليات الخيل التي أحبها العرب، وصف مشياتها المختلفة، يشرح الحموي بقوله: لمشي الخيل مسميات كثيرة، مثل المشي الطبيعي وهو سير الحصان تلقائياً بمفرده ويحدث فيه قرعة واحدة (القرعة هي الصوت الصادر عند لمس الحافر الأرض) - الخبب أو الهرولة أو المشية ذات القرعتين، وتشبه المشي الطبيعي، لكنها أسرع والهرولة نوعان بطيئة وسريعة، ثم العدو وهو المشية ذات الثلاث قرعات مع تعلق كلي في الهواء وتبلغ السرعة المثلي هنا من 50 إلى 70 كيلو متراً في الساعة، والقفز. رشاقة ونبل وانتقالا إلى صفات الخيل التشريحية الفريدة وارتباطها بالقدرة على ألعاب الفروسية المتنوعة، قال الحموي، إن الإمكانيات التشريحية العجيبة في الخيل العربي كبيرة منها (الجسم المتناسق- طول أضلاع الظهر- التطور في عضلات القائمتين الأماميتين ومنطقة البطن- منظر الذيل الجميل وغيرها من الإمكانيات التي تجعل الحصان العربي لا يدانيه أي حصان من نوع آخر، ما جعل الخيول العربية الأكثر أهمية في ألعاب الفروسية بشكل عام، ولا يوجد في العالم خيل تثير الاهتمام في تكوينها من الناحية التشريحية، غير الخيل العربية. وعن صفات الخيل العربية الشكلية يوضحها الحموي في أن الحصان العربي الأصيل (العتيق) يتميز برشاقته ونبله وبألوانه الخلابة وتوازنه الطبيعي الكامل وذيله الرائع ورأسه الجميل وعيونه اللمّاعة الكبيرة. ويتميز أيضاً بالقوة، حيث عندما ينتقل من وضعية السكون (الهدوء) إلى الحركة يتحول فوراً من حصان عادي إلى حصان مفعم بالحيوية والنشاط، وكأن النار تسير في شرايينه. ويقال: قوة الحصان العربي وصبره أكبر من حجمه بكثير، يقدر على حمل فارسه خمسة أيام مستمرة ويقطع مسافات بعيدة، صبره لا يقارن مع الخيول الأوروبية، ولهذا نال الحصان العربي سمعة يستحقها عن جدارة. صفات الخيل المحببة للخيل العربي صفات سلوكية محببة منها (الطاعة- الشجاعة- السرعة في الحركة- طيب الخلق- القدرة على نقل الصفات الوراثية المميزة- المناعة الأقوى من الأجهزة المناعية لدى أنواع الخيول الأخرى- قرب مزاج الخيول من مزاج الإنسان- حب الموسيقى- الإحساس الراقي وغيرها من الصفات التي خلدت الخيل كواحد من من أهم مفردات التاريخ والإنسان العربي)، وهو ما بينه الدكتور الحموي عبر العديد من مؤلفاته التي وصلت إلى ثماني عشرة مؤلفاً في كل ما يتعلق بالبيئة العربية الأصلية عبر التاريخ.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©