الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لجنة تحكيم «أمير الشعراء» تستمع لإبداعات أربعة متسابقين

لجنة تحكيم «أمير الشعراء» تستمع لإبداعات أربعة متسابقين
9 مايو 2013 23:29
أبوظبي (الاتحاد) - على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، انطلقت ليلة أمس الأول، الحلقة الثانية من مسابقة «أمير الشعراء» في موسمها الخامس، وفيها انطلق 4 شعراء، كل منهم يطرح نصه، وأمله الكبير بالفوز ببطاقة التأهل التي تمنحها لجنة تحكيم المسابقة التي تضم د. عبدالملك مرتاض، د. صلاح فضل، د. علي بن تميم. وإذا كان هشام الصقري من سلطنة عمان، فاز بتلك البطاقة في الحلقة الأولى من المسابقة، فإن عبدالله الصدّيق من المغرب استطاع الفوز بها في حلقة أمس الأول. وفي مستهل الحلقة، عرض تقرير مصور عن رأي الشارع بما قدمه الشعراء أحمد حسن عبدالفضيل، مصر، وسعد الهادي، موريتانيا، ومناهل العساف، الأردن؛ في الحلقة الأولى، ورأى أحدهم أن مناهل العساف هي الأجدر بالفوز، وآخر وجد أن الشاعر عبدالفضيل هو الأحق، غير أن التقرير كشف عن ضعف المشاهدين باللغة العربية، وعدم قدرتهم على فهم الشعراء في كل ما يقولون. وبانتهاء التقرير تمّ عرض النتائج النهائية لتصويت الجمهور عبر الرسائل النصية، فكان التأهل من نصيب سعد الهادي بـ81%، ومناهل العساف بـ44%، فيما خرج أحمد حسن عبدالفضيل من المنافسة بـ43%. بعد ذلك حل على مسرح شاطئ الراحة في منافسة جديدة عبدالله آيت الصديق، المغرب، وعبدالله بيلّا، بوركينا فاسو، وعبدالمنعم الأمير، العراق، وليندا إبراهيم، سوريا، وهؤلاء كانوا فرسان ليلة أمس الأول، وأسرجوا قصائدهم علّها تكسب الرهان، وتصل إلى المرحلة التي يبتغون، طالما أن حلمهم جميعاً الوصول إلى شاطئ الراحة والشعر والشهرة. وكان عبدالله آيت الصدّيق أول شعراء الأمسية، وهو ابن الـ26 عاماً، طالب ماجستير في الأدب العربي، أولى خطواته في مسيرة الشعر 5 أبيات حين كان في الـ15 من العمر، ورث الفصاحة في العربية عن والده، ونهلها من التربية الدينية التي تلقاها، وحفظه المصحف الشريف وهو في سن مبكرة، وألقى الصدّيق الذي قابل الجمهور باللباس المغربي التقليدي - قصيدته «مُتْخَمٌ بالأمْنِيَات» وكان د. عبدالملك مرتاض أول محكّمٍ يدلي برأيه، فقال، إن إلقاء عبدالله جميل، غير أن عنوان النص بدا أنه يحمل تناقضاً من الناحية النحوية، فالأمنيّة جمعها أمنيّات وليس أمنيَات كما قال الشاعر، وربما يكون التناقض الشعري الموجود في العنوان مقصوداً، كما أشار د. مرتاض إلى وجود أخطاء أخرى في النص من بينها ما جاء في البيت الرابع، حيث أخطأ عبدالله بين المفرد والمثنى، فبدل أن يضع بعد المثنى (عيناه) مفردة (اللتان) وضع (التي). أما د. صلاح فضل، فبدأ من الشطر الأول (وَلَدٌ أَضَاعَ العُمْرَ يَجْمَعُ بَالَهُ)، وقال موجهاً كلامه للشاعر: لديك لمسة شعبية رقيقة، تحاول فيها تقديم سردية موثقة فيها شعر جميل، لكنك لا تفاجئنا كثيراً إلا عندما قلت (فِي غُرْبَةِ الدُّنْيَا تَسَكَّعَ مُتْخَماً، بالأُمْنِيَاتِ لكَيْ يُقِيمَ جَمَالَهُ) وهنا لب الشعر ووظيفته، أما القافية فقد استبدّت بك قليلاً، فكان لا بد أن تطوعها بشكل أكبر وتستبد بها أكثر، وحين قلت (وَلَدٌ لأَنَّ السِّنْدِبَادَ بِرُوحِهِ، ما زَالَ يَبْحَثُ عَنْ زَمَانٍ جَالَهُ) فإننا أيضاً ما نزال ننتظر شعرك الجميل بنفحاتك المغربية. من جهته، اعتبر د. علي بن تميم أن القصيدة الحق هي تلك التي تُسمع في العين، وتربك المتلقي بتداخل وظائف الحواس، وقد كان وصف - والحديث للشاعر - حكائياً جميلاً، وروحك متوثبة إلى أبعد حد، فسقيتنا ونادمتنا بشعرك. النبرة الفلسفية عبدالله موسى بيلا، عمره 32 عاماً والده من بوركينا فاسو، ووالدته غينية، وهو من مواليد السعودية، فجمع بين لغتي والديه واللغة العربية، وهو معلمٌ، عمره الشعري 12 عاماً، ولعل أكثر ما دفعه إلى كتابة الشعر؛ هو التعبير عما يختلج في وجدانه، أما أول نص كتبه فكان عن فلسطين، وعما يكنه من شعوره إيجابي تجاهها، وألقى نص «محاولةٌ.. للخروجِ إليّ»، وأبدى، د. عبدالملك مرتاض إعجابه بإلقاء عبدالله، فقال: أعتقد أن إلقاءك أجمل من نصك، وأنك مشروع شاعر كبير، لكن لا بد من العناية بالعربية، ثم توقف عند قوله (عَرَيتُ من الآخَرِينَ) وقال إن الأصح هي (عَرِيت)، كما أشار إلى النبرة الفلسفية في النص، ذلك أن التفكير العميق فيه أجمل من مفرداته، والجهد في تنظيمه واضح، وإلى حد بعيد كان الشاعر موفقاً فيه. أما د. صلاح فضل، فاعتبر عبدالله شجاعاً ومغامراً، وقال: النص الذي ألقيته ليس شعر محافل، إلا أنه حظي بإعجاب الجمهور، وأبرز ما يتضح لديك القدرة على صياغة عباراتك، ومزاوجة كلمات لم يسبق لها أن تزاوجت قبل ذلك، فأنت تعيد تشكيل نفحات من الوجود الحميم، والقصيدة مفعمة بالتناص، وبإشارات إبداعية وثقافية في غاية الجمال، أما الصورة في (تتوهُ هناك خطوطُ الحُظوظِ، أزاول مبتدئي منتهاي)، فلا بد أن تنسب إليك، حيث أنك مصرّ على تفرد إبداعي من أجل الوصول إلى البصيرة الحقيقية الشعرية، كما لك لغتك وشعريتك العجيبة تتمثل في العديد من المفردات (الغيم، الرمل، الماء، النهر، رجس القصيدة). من جانبه، كان د. علي بن تميم يبحث عن الفكرة في النص - كما قال - وعن كيفية تعبير عبدالله عنها، لكنه كان يصطدم بجدار من التراكيب الملتوية، ويبدو أن الشاعر قصد ذلك، لكنه حين يقول (لن أكون كغيري) فثمة عدم ثقة بالمتلقي. وسأل د. علي الشاعر: لماذا لا تدع المتلقي يكتشف ذلك عنك؟، وتابع: إضافة إلى ما سبق فقد خرجت عن البحر الشعري، وحين قلت (هذي سبيليْ التي لم تطأها، سوى قدميَّ)، فإن هذا المعنى يعبر عن صلابة المعنى، وعموماً القصيدة تدور على معنى واحد، وفيها نزعة تقريرية، وأخيراً.. حاولت أن تكتب القصيدة، وقد نلت شرف المحاولة. سنبلة الكلام عبدالمنعم الأمير ابن العراق، وهو الأربعيني الذي قضى حتى الآن نصف عمره في كتابة الشعر، إذ بدأ منذ 21 عاماً، ودافعه في ذلك شعر الغزل، أما ما شجعه على المشاركة في «أمير الشعراء» فهو الإعلام الذي يُقدّم للمشارك، ومنذ مقابلته الجيدة مع اللجنة توقع أن يكون من بين الشعراء الــ20 الذين سيتنافسون في اللقب؛ لأنه قدم نصاً يؤهله، أما النص الذي ألقاه ليلة أمس الأول فكان بعنوان «شفاه لسنبلة الكلام. وما رآه د. عبدالملك مرتاض أن للعنوان صيغة ذات لغة انزياحية جميلة، كما أن مستوى الشعرية ثابت لا يلين، وهذه صفة تحمد في أي نص شعري يُقرأ أو يُلقى، وفي البيت الـ10 (فإلى متى أهذي، ويسْجُرُني الجوى، ليضوعَ صوتي في رؤى الشعراءِ؟) لو استخدم الشاعر مفردة (يملأني) بدلاً عن (يسجرني) ربما كان أجمل، وختم رأيه بالقول: لقد شنّفتَ أسماع الحاضرين بشعرية رفيعة تفحّلتَ بها، لله درّك من شاعر. في حين قال د. صلاح فضل: إنه شعر جهير الصوت، لكنه بليغ إلى أبعد مدى، عارم النبرات، وأنت - أي الشاعر - تصل فيه إلى درجة من الصياغة المحكمة، والقوة الآسرة في التعبير، وهذا ما تعودناه من شعراء العراق، وأضاف: يقولون إن في كل شاعر أنثى كامنة تملي عليه الشعر وتعترف بذلك، وهذا ما يدل عليه بيتك الأخير (وترَفَّقِي، لا تجرحي سُحُب الهديل، بداخلي أو تُوقِظي خنسائي)، لكن العجيب أن هاجس صور الحياكة تردد لديك 3 مرات، (أخيط، نخلتي نسجت، إبرة)، وعموماً قصيدتك محكمة وجميلة، وشعرك دليل قوتك وبلاغتك وفحولتك. أما د. علي بن تميم، فقال: إن الشاعر ينظر إلى عالمه كما ينظر إلى فتاته، لكني عشت مع هذه القصيدة لحظة ساكنة، أما مطلع النص، البيت (أقفرتَ أنتَ، فمن يكونُ الرائي؟) فيجعلني أستدعي المتتبني (لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ، أقفَرْتِ أنْتِ وهنّ منكِ أو أهِلُ)، غير أني لا أجد في هذا النص بارقة أمل، على الرغم من أن شعراء العراق مثل العنقاء المتجددة. مُكَابَدَاتُ المُتنبِّي ليندا إبراهيم، سوريا، كانت آخر شعراء ليلة أمس الأول، وهي المهندسة التي تهتم بكتابة الشعر منذ 12 عاماً، وتمثلت أولى تجاربها برثائية في جدها، ومذ اختيرت ليندا للمشاركة في المسابقة توقعت الوصول إلى هذه المرحلة؛ لأنها قدمت نصاً جيداً كما قالت، كما أن مقابلتها مع لجنة التحكيم كانت إيجابية، والمحكّمون أعطوا النص حقه في التقييم. ووصف د. عبدالملك مرتاض إلقاء ليندا بأنه كان مؤثراً، أما العنوان فهو لا يغفل الحقيقة، ذلك أن المكابدات مستمرة عند العرب، والنص استنساخ لنصوص المتنبي في سيف الدولة، وفيه بعض من عبقرية التصوير، ودفق من العاطفة، والكثير من رقة الوجدان. أما د. صلاح فضل من جهته فأوضح أنه حين سمع عنوان النص أشفق على الشاعرة من ارتداء عباءة المتنبي، إلى أن بدأت في التحنان الشجي عن عراق الروح، لكنه فضل لو أنها قرأت البيت: (ولا بقايا من عراقِ الرُّوح، أو ذكرى حبيب، من حَـلَبْ) كما هو، ولم تستبدل مفردة (حبيب) بـ(أمير)، لأن الأولى يمكن فهمها بأنها تحيل إلى حبيب الطائي أبو تمام الذي يفضّله المتنبي كثيراً. درجات الجمهور واللجنة انتهت الحلقة مع تقرير حول زيارة الشعراء إلى جامع الشيخ زايد الكبير، وكذلك مع عرض نتائج تصويت جمهور المسرح وجمهور الموقع الإلكتروني واللجنة التي منحت بطاقة التأهل للمغربي عبدالله آيت الصدّيق الذي حصل على 45%، فيما منحه جمهور موقع المسابقة الإلكتروني والمسرح تباعاً 16% و24%. وجاءت نتائج بقية المتسابقين كما يلي: عبدالمنعم الأمير: الجمهور 12%، المسرح 9%، اللجنة 44%، ليندا إبراهيم: الجمهور 15%، المسرح 42%، اللجنة 43%، عبدالله موسى بيلا: الجمهور 57%، المسرح 25%، اللجنة 36%. وسيكون هؤلاء بانتظار التصويت عبر الرسائل النصية، فاثنان منهم يمتلكان فرصة الانتقال إلى المرحلة التالية من المسابقة حال حصولهما على أعلى نسبة تصويت مُضافة لدرجة التحكيم. وبينما أهّلت لجنة التحكيم هشام الصقري، سلطنة عمان، وعبدالله الصدّيق، المغرب، وفاز الشيخ سعدبوه عبد الهادي، موريتانيا، ومناهل العساف، الأردن بالتصويت عبر الرسائل النصية، فقد بقي إلى الأسبوع المقبل ليندا إبراهيم، سوريا، عبدالله بيلا، بوركينا فاسو، عبدالمنعم الأمير، العراق، وجميعهم بانتظار نتائج الرسائل النصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©