مصطفى عبد العظيم (دبي)
كشف زدرافكو بوتشفيالشك، وزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا السلوفيني عن اهتمام بلاده بجذب الاستثمارات الإماراتية إلى بلاده، للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات السياحة والبنية التحتية والصناعات المعدنية والغذائية، فضلا عن الفرص التي يوفرها برنامج خصخصة القطاع العام والتي تقدر قيمتها بنحو 11 مليار يورو.
وقال بوتشفيالشك إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات وسلوفينيا تشهد مرحلة جديدة من الازدهار لاسيما بعد الزيارة التي قام بها معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إلى سلوفينيا العام الماضي، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بأكثر من 30% منذ هذه الزيارة، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من النمو، لاسيما في ضوء رغبة الجانبين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى.
وكشف عن مشاركة بلاده بجناح وطني في اكسبو 2020 دبي وذلك بعد النجاح القوي الذي حققته بلاده في اكسبو ميلانو 2016 مؤكداً أن جناح سلوفينيا سيندرج تحت موضوع الاستدامة الذي يعد أحد الموضوعات الثلاث لمعرض اكسبو 2020 والتي تشمل كذلك الفرص والتنقل، وذلك لما تتمتع به سلوفينيا من مكانة متقدمة عالمياً في مجال التنمية المستدامة، مشيراً إلى إن العاصمة ليوبليانا نالت جائزة عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2016.
وقال وزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا السلوفيني الذي ترأس وفدا حكوميا واقتصاديا رفيع المستوى من سلوفينيا المشارك في ملتقى الأعمال الإماراتي السلوفيني، إن هناك قطاعات عديدة مفتوحة أمام الصناديق الاستثمارية والمستثمرين من دولة الإمارات، مشيراً إلى أن بلاده لم تنته من برنامج خصخصة القطاع العام بعد ومازال هناك مئات الشركات التي تصل قيمتها إلى أكثر من 11 مليار يورو وهي متاحة للاستثمار، فضلا عن وجود فرص عديدة للاستثمار في مشاريع البنية التحية والسياحة التي تشكل نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي لسلوفينيا وكذلك قطاعات البنوك والتأمين وأيضا الصناعات الغذائية والمعدنية وصناعات السيارات حيث تعتبر سلوفينيا من أكبر الموردين لصناعة السيارات في ألمانيا وفرنسا.
وكشف بوتشفيالشك عن مفاوضات أجراها خلال زيارته مع الوفد الاقتصادي السلوفيني الذي ضم أكثر من 80 رجل أعمال، يمثلون فيه 50 شركة، تعمل في مختلف القطاعات، مع كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران لبحث إمكانية تسيير رحلات مباشرة تربط دولة الإمارات مع سلوفينيا أو من خلال الربط غير المباشر عبر شركاء الاتحاد للطيران في أوربا التي تربط العديد من المدن الأوربية بسلوفينيا، مثل أمير برلين واير صربيا وإيطاليا.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني وقعت مؤخراً اتفاقية خدمات جوية مع حكومة جمهورية سلوفينيا، وتحدد الاتفاقية التي شملت 24 مادة وملحقين الإطار القانوني العام للتعاون بين البلدين في مجال الخدمات الجوية بما فيها ممارسة الحرية الخامسة.
ونظمت غرفة تجارة وصناعة دبي أمس بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة سلوفينيا ملتقى الأعمال الإماراتي السلوفيني، بحضور معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، وبمشاركة وفد حكومي واقتصادي رفيع المستوى من سلوفينيا برئاسة معالي زدرافكو بوتشيفالشك، وزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا السلوفيني.
وقال المنصوري إن دولة الإمارات وجمهورية سلوفينيا يتمتعان بعلاقات اقتصادية وتجارية متنامية، في ظل الجهود المشتركة للدفع بمستوى العلاقات إلى أفاق أوسع تخدم المصالح التنموية لكلا البلدين، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا بتعزيز العلاقات المشتركة مع سلوفينيا في إطار حرصها على مد وتوسيع شبكة علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع دول القارة الأوروبية، في إطار سياسة الانفتاح الاقتصادي المتبعة في الدولة، لاسيما في ظل الموقع الجغرافي المتميز لجمهورية سلوفينيا في وسط القارة الأوربية، ما يجعلها بوابة للنفاذ للعديد من الأسواق الأوروبية.
وأضاف أن البلدين على أعتاب مرحلة جديدة من تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك خاصة مع توقيع اتفاقية التعاون الفني والاقتصادي، والتي وضعت الإطار لتأسيس لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، ما سيكون له الأثر الكبير في تعميق الروابط الاقتصادية في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى أن حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وسلوفينيا، سجلت عام 2015 بلغت نحو 63.4 مليون دولار، إلى جانب تسجيل تجارة المناطق الحرة بين البلدين نحو 38.6 مليون دولار لنفس العام. وتابع أن تلك الأرقام مرشحة للنمو خلال المرحلة المقبلة لاسيما في ظل الفرص الاستثمارية الواعدة التي تطرحها مجالات مثل السياحة والبنية التحتية والنقل والتكنولوجيا والابتكار، وهي مجالات يمتلك بها الجانبان قدرات وإمكانات تسمح ببناء شراكات مثمرة.
وأكد معالي الوزير اهتمام الدولة بوضع خطط وبرامج للتعاون وتبادل الخبرات في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لما يمثله من أولوية لدى اهتمامات الدولة خلال المرحلة المقبلة، فضلا عن دوره الحيوي في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق التنوع المستهدف في الاقتصاد، وتعزيز جهود التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة.
بدوره أكد ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي رغبة مجتمع الأعمال في دبي في تنمية العلاقات الثنائية مع مجتمع الأعمال في سلوفينيا، حيث تشكل سلوفينيا بوابةً للتجار والمستثمرين الإماراتيين الراغبين بدخول سوق شرق ووسط أوروبا الواعدة.
وأشار إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع سلوفينيا ارتفعت خلال خمس سنوات لتصل إلى نحو 352 مليون درهم في العام 2015 مع وجود 4 شركات سلوفينية، مسجلة في عضوية الغرفة، في حين نمت صادرات أعضاء غرفة دبي إلى سلوفينيا من 15.2 مليون درهم خلال العام 2011 إلى 98 مليون درهم في العام 2015، مؤكداً أنها لا تتوافق مع إمكانات وقدرات الجانبين، وهذا اللقاء يشكل فرصة لزيادة حجم التجارة بين الطرفين خلال السنوات المقبلة.
من جهته، استعرض حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي المشهد الاقتصادي لدبي أمام الحاضرين مؤكداً أن خطة دبي 2020 تشكل منطلقاً لجهود واسعة، ستعزز مسيرة التنمية المستدامة في الإمارة، معتبراً أن التجارة تشكل أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وهو قطاع يمكن البناء عليه لتحسين العلاقات التجارية مع سلوفينيا.
200 مشارك
واستمع الحضور الذين تخطى عددهم 200 مشارك، إلى عددٍ من العروض التعريفية والكلمات حول فرص الاستثمار المتاحة لدى الجانب السلوفيني، الذي عبر مسؤولو شركاته ومؤسساته عن اهتمامهم بالسوق الإماراتية ورغبتهم بجذب كذلك الشركات الإماراتية إلى قطاعات بلدانهم الواعدة.
وجرى خلال الملتقى اجتماعات ثنائية بين رجال أعمال من سلوفينيا ونظرائهم من دبي في عدد من القطاعات الهامة منها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقطاع الطاقة، والتصميم الداخلي والديكور، وقطاع الصناعات الغذائية.
يذكر أن سلوفينيا تعتبر بوابة للاستثمار والتجارة لحوالي نصف مليار مستهلك من الأسواق في وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا، حيث تقع جمهورية سلوفينيا في وسط أوروبا وعلى الحدود مع النمسا وإيطاليا والمجر وكرواتيا، وتتميز سلوفينيا بأجواء نقية وغنية بالمياه العذبة الطبيعية، وجاءت في المرتبة الخامسة عالمياً من ناحية البلدان التي تتمتع بالخضرة، كما تحتوي على 87 من ينابيع المياه المعدنية الحارة و14 منتجعاً للعافية معترفاً بها دولياً.
عدد اليوم
