الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختبارات للرئيس الجديد

5 نوفمبر 2008 01:53
لاشك أن ''بايدن'' كان على صواب، عندما توقع حدوث أزمة دولية مبكرة تختبر قدرات الرئيس الأميركي الجديد· فهذا الاختبار واجه جورج بوش في بداية ولايته، عندما اعترضت الصين طائرة رصد أميركية وأجبرتها على الهبوط وحجزت طاقمها لمدة 11 يوماً· وكان هدف الصين من ذلك الحادث الذي بدا عادياً هو اختبار قدرات رئيس جديد ليس لديه سوى خبرة دولية محدودة· وبيل كلينتون تعرض لمثل هذا الاختبار في العملية المعروفة بـ''اسقاط النسر الأسود''، والتي انتهت بشكل مأساوي بالنسبة للأميركيين، وذلك عندما نصب المقاتلون الصوماليون كميناً لهم قتلوا من خلاله 18 جندياً مما دعا كلينتون إلى سحب قواته فجأة من هناك· والاختبار الأول الذي ستتعرض له الإدارة الأميركية الجديدة سيكون في صورة مفاجأة على الأرجح· وهناك أيضاً قرائن على أن تلك الإدارة ستجد نفسها مضطرة إلى إجراء سلسلة من التحقيقات خصوصاً لو عرفنا أن خصوم الإدارة قد اتبعوا خلال الشهور القليلة الماضية استراتيجية للتربص بإدارة بوش، مع القيام في الوقت نفسه بنصب الفخاخ للرئيس الجديد· وهناك لاعبون آخرون على الساحة شغلوا أنفسهم خلال الفترة الماضية في التفكير في الوسائل التي يمكن بها تحميل مشكلاتهم على أجندة بيت أبيض جديد تشير كافة التوقعات إلى إنها ستكون مزدحمة للغاية منذ اليوم الأول· من ضمن الملفات التي ستكون على رأس قائمة هذه الأجندة ملف كوريا الشمالية· فالجهود التي بذلتها الخارجية الأميركية على مدار العام الماضي مع هذه الدولة التي تعد عضواً مؤسساً من أعضاء ''محور الشر''، انتهت إلى وضع تفرض فيه كوريا الشمالية الأمر الواقع على الجميع· ففي مقابل تعهده بعدم البدء مجدداً في برنامجه النووي، يمارس نظام ''كيم يونج إيل'' الابتزاز للحصول على رشاوى ومكافآت، كما حدث مؤخراً عندما أجبر الولايات المتحدة على شطب اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب· ليس من المستبعد والحال هكذا، أن يلجأ نظام بيونج يانج إلى افتعال أزمة جديدة عندما يفشل في الوفاء بتعهداته في مجال نزع الأسلحة النووية، كأن يقوم مثلاً بإعادة تشغيل محطة تصنيع البلوتونيوم، والسعي للحصول على تنازلات جديدة من جانب واشنطن لإيقافها· بعد ذلك، يأتي ملف إيران، وهي دولة يعتقد أنها ستظل مارقة حتى بعد رحيل إدارة بوش· وقد لوحظ بالنسبة لهذا الملف أن الجبهات التي فتحها الحرس الثوري الإيراني في لبنان، وقطاع غزة، وجنوب العراق، والخليج العربي، قد ظلت هادئة خلال الفترة الماضية على نحو مريب، غير أنه هدوء يجب ألا يفهم منه أن الحرس الثوري قد تخلى عن تلك الجبهات، خصوصاً إذا عرفنا أن إسرائيل تقول إن الصواريخ الطويلة والقصيرة المدى تتدفق على لبنان، وأن ''حماس'' قد تمكنت عبر الأنفاق الممتدة من مصر من تهريب قرابة 20 طناً من المتفجرات، والعشرات من المقذوفات المضادة للدبابات، وأطنان من المعادن، والكيماويات التي تستخدم في صنع الصواريخ التي يتم إطلاقها على المدن الإسرائيلية الجنوبية· والاختبارات التي ستواجه الإدارة الجديدة لن تأتي من جانب الدول المارقة أيضاً، ولكن من جانب الدول العادية، أي تلك التي تقع في دائرة الاهتمام الأميركية: فهناك مثلاً الدول التي يحكمها نمط من الزعماء الديماغوجيين مثل هوجو شافيز في فنزويلا، وهناك زعماء الدول الأورو آسيوية الجديدة مثل جورجيا التي تطمح أن توفر لها أميركا غطاء واقياً ضد روسيا، بل وهناك روسيا ذاتها التي تقيس قوتها من خلال مدى نجاحها في إحباط المبادرات الأميركية· وهناك في النهاية الفلسطينيون والإسرائيليون حيث توقع اثنان من ممثلي حملتي أوباما وماكين في مؤتمر ''واينبيرج'' الذي نظمه معهد الشرق الأوسط في سبتمبر الماضي أنها ستحتل مرتبة متأخرة على قائمة أولويات الإدارة الجديدة وهو الرأي الذي لقي معارضة من ''شبلي تلحمي'' استاذ دراسات الشرق الأوسط بجماعة ''ماري لاند'' الذي يرى أنه إذا كان الرئيس الجديد ينوي ذلك فإن الإسرائيليين والفلسطينيين سيعملان على إقناعة بمنح الموضوع أولوية متقدمة من خلال اختلاق أزمة مثل إسقاط السلطة الفلسطينية، أو شن هجوم على قطاع غزة· وقد تحدث هناك مفاجأة إيجابية كأن توافق حماس مثلا على إجراء استفتاء على حل الدولتين· في جميع الأحوال يمكن القول إنه إذا لم يجد الرئيس الجديد وسيلة لزيارة الشرق الأوسط، فإن الشرق الاوسط سيجد وسيلة للقدوم إليه في البيت الابيض· جاكسون ديل محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©