بعد نصف قرن على اختفائه، يعود سمك السلمون إلى نهر إلبيه وروافده في جمهورية التشيك، في مؤشر إلى التحسن الملحوظ في نوعية مياه هذا النهر. ويشدد توماس سالوف العضو الإداري بالمتنزه الوطني في ييتريكوفيتسي على أن “عودة السلمون ترمز إلى الجهود الكبيرة التي يجب البدء في بذلها لإصلاح أخطاء أسلافنا”.
في الماضي، كان السلمون موجوداً بوفرة في نهر إلبيه، لكنه اختفى بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة التلوث الصناعي الهائل. ويقول سالوف إن “هذه الأسماك هي اليوم سفينة القيادة لبرنامجنا لإعادة إدخال”أنواع الأسماك المختلفة”. وشدد على أن السلمون يعتبر “مؤشراً حيوياً”، فوجوده يعني أن نوعية المياه جيدة نسبياً.
كان نهر كامينيتسي يصب في نهر إلبيه عند قرية “هرسنكو”، وقال المسنون من سكان القرية إن مياه كامينيتسي كانت سابقاً تشبه أنبوباً لتصريف مياه المجاري تنبعث منه روائح كريهة. أما الآن، فقد أقيم منتجع سياحي في القرية ويعتبر وجهة مميزة للسياح.
وفي ظل النظام الشيوعي السابق الذي كان يعتمد التصنيع المفرط دون أن يأبه للبيئة، كان لون مياه النهر يختلف وفقاً لبرنامج إنتاج مصنع الورق في تشيسكا كامينيتسي، وهي مدينة تقع على بعد حوالي 20 كيلومتراً من المصب.
وبحسب بيندا، فإن إعادة إدخال السلمون للنهر “يأتي في إطار عودة المتنزه الوطني إلى وضعه الطبيعي”. وكان آخر ظهور للسلمون في نهر إلبيه يعود إلى عام 1954. وكان برنامج إعادة توطين السلمون بدأ في عام 1998. ويوضح توماس كافا من الاتحاد التشيكي لصيد الأسماك أن “هدف البرنامج هو حفظ توازن أسماك السلمون في بوهيميا وإعادة إدخالها بعد حوالي 50 عاماً من اختفائها الذي تسببت فيه نشاطات الإنسان”.
وفي مطلع مايو من كل عام، يطلق عشرات المتحمسين الأسماك الصغيرة في روافد الجزء الأوروبي من النهر الأوروبي الكبير. ويوضح كافا “ندخل في كل عام ما بين 100 ألف و200 ألف فرخ سمك”. وفي كل عام يمكن مشاهدة ما بين سمكتين و10 أسماك بالغة في نهر إلبيه التشيكي وقد عادت إلى نقطة انطلاقها بعد رحلتها في المحيط.
وفي عام 2006، أمسك صياد بسمكة سلمون ضخمة طولها 1,04 متر ليعيدها إلى المياه بعد التقاط صورة تذكارية لا بد منها، وفقاً للقواعد. وقال كافا إنه “من خلال تجاربي، ما زلنا بحاجة إلى عشرات السنوات حتى نتمكن من القول إن النجاح نهائي وإن أسماك السلمون ستأتي بأعداد كبيرة”.
عدد اليوم
