الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراء والمعراج برهان على مقام الحبيب المصطفى وتكريم للأمة

الإسراء والمعراج برهان على مقام الحبيب المصطفى وتكريم للأمة
22 مايو 2014 22:56
الإسراء والمعراج نقطة فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية كلها ولهذا أجاز العلماء إحياء الذكرى بهدف ربط الحاضر بالماضي والاستفادة من قيمها في تنشيط الهمم والتذكير بعظمة الرسالة النبوية وتوعية الأجيال بدور الأمة ومسؤوليتها، ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر - إن الإسراء والمعراج جاء في الفترة التي أعقبت ما لقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد حصار دام ثلاث سنوات في شعب أبي طالب وما لقيه صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة من جوع وحرمان وبعد فقد عمه أبي طالب وفقد زوجته خديجة أم المؤمنين، وبعد ما ناله في ثقيف من سفهائها وصبيانها وعبيدها، ولهذا يعتبر المؤرخون الإسراء والمعراج مكافأة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد رحلة الطائف. أحمد مراد - حسام محمد (القاهرة) أوضح الدكتورمحمد الشحات أنه ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: بينما أنا نائم في الحطيم إذ جاءني جبريل فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئاً، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئاً، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست، فأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة بيضاء يقال لها البراق، بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يحفر بهما رجليه ويضع يده في منتهى طرفه، وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبلي، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته، حتى انتهى بي إلى بيت المقدس، فوجدت فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأممتهم ثم أتي بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن، فأخذت إناء اللبن فشربت منه، فقال جبريل عليه السلام: هُديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد. لقاء الأنبياء وقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عُرج بصحبة جبريل إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فسُئِل عمن معه؟، فأخبر أنه محمد - صلى الله عليه وسلم، ففُتح لهما.. وهكذا سماء بعد سماء، حتى انتهيا إلى السماء السابعة، فلقيا في السماء الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم - عليه السلام - ولقى النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل سماء من الترحيب ما تقر به عينه وهكذا قطع مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى انتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل، وقال جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت، وفي هذه الليلة وصلت إلى هذا المقام وإلا فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب وبين كل حجاب وحجاب مسيرة خمسمئة سنة، فوقف البراق عن المسير، فظهر له رفرف وذهب به إلى قرب العرش ومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى. إيمان القلوب ويقول الدكتور عبد المقصود باشا - أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر - إن الرحلة كانت بمثابة اختبار وامتحان لإيمان المسلمين، خاصة في تلك المرحلة المتقدمة من الإسلام فلم يكن الإيمان قد تعمق في القلوب، وأوضح أن المصادر التاريخية ذكرت أن أشخاصاً من ضعاف الإيمان ارتدوا عن الإسلام بعدما سمعوا بنبأ الرحلة لأنهم لم يتعقلوا ذلك، فالمسلم الحق تقبل الحادث بإيمانه بالله ورسوله، وضعيف الإيمان صعب عليه استيعاب هذا الحدث وهكذا نجد أن من المسلمين من فتنوا في هذا الحادث وفي المقابل نجد أن من تشبع بالإيمان وتقبل الأمر ببساطة، كما فعل الصديق أبو بكر رضي الله عنه . ويضيف: ولا بد أن يعي كل مسلم أن هدف الإسراء والمعراج لم يكن مجرد تجول النبي - صلى الله عليه وسلم - في السماوات ولقاء الله سبحانه وتعالى أو التسرية عنه - صلى الله عليه وسلم - بل كان الهدف ما أشارت إليه الآية الأولى من سورة الإسراء المباركة بشكل صريح (لنريه من آياتنا)، وأيضاً ما أشارت إليه الآية الثامنة عشرة من سورة النجم: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، فالهدف من هذه المشاهدة الكونية هو أن يشاهد الرسول الكريم بعض مظاهر قدرة الله ويطلع على بعض أسرار عظمته سبحانه في أرجاء الكون كي يمتلئ روحه أكثر بدلائل العظمة الإلهية وآيات الله في السموات والكون وليجد روحه في هذه الآيات الكونية زخماً إضافياً يوظفه في هداية الناس إلى الله سبحانه. ويقول الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق - إن من أهم نتائج الإسراء والمعراج فرض الصلاة في تلك الليلة بأمر من الله تعالى، أما بقية أوامر الإسلام، فقد نزل بها جبريل - عليه السلام - على محمَّد - عليه الصلاة والسلام - وهو في الأرض، وفي هذا دلالة على أهمية هذا الركن من أرْكان الإسلام بعد الشهادتين، فالصَّلاة شرعها الله، لتكون معراجاً يرقى بالناس كلما تدنت بهم شهوات النفوس وأغراض الدنيا. وأضاف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن فرض الصلاة: «عرج بي حتى صرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت حتى مررت على موسى، فقال ما فرض الله على أمتك قلت فرض خمسين صلاة، قال فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى قلت وضع شطرها، فقال ارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق فرجعت فوضع شطرها، وهكذا إلى أن وصلت إلى خمس صلوات، فقال هي خمس العمل وخمسون في الأجر. وعن كيفية إحياء تلك الذكرى الخالدة، يقول الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: أن تذكرنا لمعجزة الإسراء والمعراج جزء من تذكرنا لمواقف ومناسبات من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ويكون للعبرة والعظة والتأسي، لذلك ينبغي علينا أن نحاول جاهدين أن نعرف سيرته صلى الله عليه وسلم ونعمل على استدعاء أحداثها دائماً لنقف على أفعاله - صلى الله عليه وسلم - وتصرفاته لتكون لنا نبراساً يضيء ويهدينا الطريق القويم، مشدداً على أهمية المحافظة على القيم والأخلاقيات الإسلامية أثناء إحياء ذكرى الإسراء والمعراج. وقال: لا بد أن يكون الاحتفال فرصة ونقطة انطلاق للتغيير الإيجابي ولتذكر الأحداث واستخلاص العبر والدروس المستفادة منها لتحقيق وحدة الشاملة التي تعيد للأمة أمجاد ماضيها وقدرتها على المساهمة في تقدم الإنسانية. عجائب القدرة الإلهية وحقيقة المعاني الغيبيّة لفت الدكتور أحمد كريمه الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أن الرحلة المقدسة كانت فرصة لمشاهدة النبي - صلى الله عليه وسلم - عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه مخلوق قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه، حيث شهدت الأيّام السابقة لتلك الرحلة العديد من الابتلاءات، كان منها موت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والتي كانت خير عونٍ له في دعوته، ثم تلاها موت عمّه أبي طالب، ليفقد بذلك الحماية التي كان يتمتّع بها، حتى تجرّأت قريشٌ على إيذائه، ثم زادت المحنة بامتناع أهل الطائف عن الاستماع له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©