«الإغراق» في المحلية وراء «الغرق» في البطولة القارية

عبادي القوصي (أبوظبي) - ما أشبه الليلة بالبارحة، وكالعادة “شربناها سادة”، ومشهد الأمس في فيلم “السقوط الكبير”، يتكرر اليوم، وسيكون السيناريو حاضراً على مسرح الأحداث في الموسم المقبل، فلم تعد أنديتنا تقف في وجه منافسيها في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ويبدو أن الماضي الجميل، وأحلى ثماره تتويج “الزعيم” بطلاً للقارة الصفراء عام 2003 لن يعود، فالنتائج لا تكذب أو تتجمل، فالأندية تسير من سيئ إلى الأسوأ، ودورنا يقتصر على “الفرجة”، وكأننا نرفض أن نلعب الأدوار الأولى، بل أدمنا الخسائر بنتائج ثقيلة، أقل ما توصف به أنها كارثية، فليس من المعقول على سبيل المثال أن يكون الخروج جماعياً، والهزائم بالثلاثيات والرباعيات والخماسيات، بل أن رصيدنا الإجمالي في بطولة 2011 لا يتناسب من قريب أو بعيد مع إمكانيات أنديتنا المادية والبشرية، وما توفره الإدارات من دعم، ولكن يبدو أن “الإغراق” في المحلية، يجعلنا “نغرق” في القارية!، ويضاف إلى ذلك أن التفكير العقيم الذي يسيطر على فكر بعض المدربين بتحقيق مكسب محلي سهل، بعيداً عن “وجع دماغ” البطولات القارية، ومن هنا جاءت نتائج أنديتنا الأربعة لتدق جرس الإنذار بشدة بأن القادم سوف يكون أسوأ، ولذلك لا بد أن يتدخل اتحاد الكرة بوصفه المسؤول على الأندية، ويخبرها صراحة ودون مواربة، إما المشاركة بقوة في البطولة القارية، وبأقوى تشكيلة، وشراسة في الأداء، وإما لا داعي من المشاركة أصلاً. خلال 24 مباراة لأندية الجزيرة والوحدة والعين والإمارات، بواقع 6 مباريات لكل فريق، بلغت الحصيلة 20 نقطة، من أصل 72 نقطة ممكنة، أي أن النسبة، 27.7%، وبالطبع تزيد عن الربع قليلاً، وهو ما يعني أن أنديتنا سقطت في الامتحان الآسيوي مع سبق الإصرار والترصد، كما أن إدارات الأندية مطالبة بمحاسبة المدربين على النتائج. ووصل بنا الحال إلى درجة أن المشهد يتكرر كل يوم، وعلى سبيل المثال ودعت الأندية الأربعة بطولة دوري أبطال آسيا الموسم الماضي من الدور الأول، فالكل يتذكر أن الجزيرة جاء رابعاً في المجموعة الأولى، برصيد 4 نقاط، وتأهل من المجموعة وقتها الغرافة القطري والاستقلال الإيراني، فيما جاء الأهلي السعودي ثالثاً، ورافق الجزيرة في الخروج من الدور الأول. وفي موسم 2010 جاء الوحدة رابعاً في المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط فقط، وتأهل من المجموعة ذوب آهن الإيراني وبونيودكور الأوزبكي، وخرج الاتحاد السعودي بعد أن حل ثالثاً، وجاء العين رابعاً في المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، بعد الشباب السعودي وباختاكور الأوزبكي المتأهلين إلى دور الـ16 وبينما رافق سبهان الإيراني فريق العين في الخروج من الدور الأول، ولم يختلف الحال بالنسبة للأهلي الذي جاء رابع المجموعة الرابعة برصيد 5 نقاط، وتأهل من المجموعة فريقا الهلال السعودي ومس كرمان الإيراني، فيما خرج الأهلي ومعه السد القطري. الطريف أن المقارنة بنتائج الموسم الماضي تبدو نتائج 2011 أفضل، حيث كانت المحصلة 20 نقطة بدلاً من 19 نقطة، في الموسم الماضي، عندما حصد الجزيرة وقتها 4 نقاط، في المركز الرابع، والوحدة 3 نقاط في المركز الرابع أيضاً، والعين 7 نقاط في المركز الرابع أيضاً والأهلي الرابع وله 5 نقاط. وبالنظر إلى المجموعات الثماني، نجد أن فريق شونبوك حقق أفضل حصاد من النقاط، حيث جمع 15 نقطة في المجموعة السابعة، ويليه سبهان الإيراني والهلال السعودي من المجموعة الأولى، وذوب آهن الإيراني من المجموعة الرابعة ولكل منها 13 نقطة، ثم سيريزو أوساكا الياباني وكاشيما أنتلرز الياباني وسوون الكوري “12 نقطة”، والاتحاد السعودي والشباب السعودي وسيؤول الكوري “11 نقطة” والسد القطري وجامبا أوساكا الياباني، وتيدا تيانجين الصيني وناجويا جرامبوس الياباني 10 نقاط، كما أن دور الـ16 اقتصر على أندية إيران قطر والسعودية وأوزبكستان واليابان والصين وكوريا الجنوبية، وخرجت من السباق أندية الإمارات وأستراليا وإندونيسيا. وأقيمت خلال منافسات الدور الأول 96 مباراة، بواقع 12 مباراة في كل مجموعة، وشهد الدور الأول تسجيل 245 هدفاً، بواقع 38 هدفاً في المجموعة الأولى، و37 هدفاً في الثانية و30 هدفاً في الثالثة و25 هدفاً في الرابعة و24 هدفاً في الخامسة و25 هدفاً في السادسة و36 هدفاً في السابعة و30 هدفاً في الثامنة، ويتضح أن مجموعة الغرب أكثر غزارة في الأهداف بواقع 130 هدفاً مقابل 115 هدفاً في مجموعات الشرق. من ناحية أخرى يشهد الدور الثاني من البطولة “دور الـ16” مشاركة ثلاثة فرق سبق لهما الفوز بلقب البطولة، وهي الاتحاد السعودي بطل عامي 2004 و2005 وجامبا أوساكا الياباني الفائز بالبطولة عام 2008 وشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي بطل عام 2006. ويبرز في هذا الدور المواجهة السعودية بين الاتحاد الذي تصدر ترتيب المجموعة الثالثة، والهلال وصيف المجموعة الأولى في جدة يوم 24 مايو الجاري، ومواجهة يابانية بين جامبا أوساكا في اليوم نفسه مع سيريزو أوساكا. ويذكر أن الأندية السعودية الأربعة المشاركة في البطولة “الاتحاد والهلال والنصر والشباب” نجحت في التأهل للدور الثاني، وهو ما حققته الأندية اليابانية أيضاً من خلال جامبا أوساكا وسيريزو أوساكا وكاشيما انتليرز وناجويا جرامبوس. وفي المقابل تأهلت ثلاثة أندية كورية جنوبية هي سيؤول وسوون سامسونج بلو وينغز وتشونبوك موتورز، إلى جانب فريقين من إيران “ذوب آهن وصيف حامل اللقب وسبهان) وفريق من قطر والصين وأوزبكستان. ويشهد هذا الدور مواجهتين يابانية- كورية، من خلال لقاء سيؤول مع كاشيما، وسوون مع ناجويا، في حين يلعب السد القطري مع الشباب السعودي، وذوب آهن مع النصر السعودي.