الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

والقافلة تسير

والقافلة تسير
4 نوفمبر 2008 00:51
من المقرر أن يكون اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي - بسبب أن هذا العمود كتب قبل الموعد - قد استضاف مساء أمس الإعلامية المعروفة نشوى الرويني، مديرة مهرجان أبوظبي السينمائي، باعتبار أن السينما وصناعة السينما من نسيج الثقافة الإنسانية العامة، إلا أن البعض استنكر على الاتحاد تنظيم أمسية حول السينما، وربما استنكر أيضا استضافة الكاتب الصحفي المعروف محمد يوسف، رئيس جمعية الصحفيين في الإمارات قبل ذلك، ولسان حاله يقول: ما علاقة الصحافة باتحاد الكتاب؟ وبناء على هذا التساؤل قد يقاطع نشاط الاتحاد، كونه لا يلبي طموحاته الثقافية· اتحاد الكتاب مؤسسة ثقافية وفكرية واجتماعية بل وسياسية أيضا، باعتبار أن كل نفس يدخل رئتينا، وكل خطوة نخطوها، وكل زيارة إلى السوق لها بعد سياسي تتأثر به ويتأثر بها، وكتبت في مقال سابق أن أزمة المال الحالية هي في الأصل أزمة ثقافة متراكمة، وبناء على هذا فإن الاتحاد معني بالحراك العام للمجتمع، تعليميا وتربويا وصحيا واقتصاديا، ومعني بالتنمية البشرية والإدارية وبكل ما يعتمل داخل الوطن وخارجه، ولا بأس هنا من التنويه إلى أن الاتحاد سينظم ندوة حول الهوية الوطنية بمناسبة العيد الوطني السابع والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهل يمكن أن يعترض أحد العباقرة على هذا، باعتبار أن الهوية ليست شأنا ثقافيا، بينما تشكل الهوية كل الثقافة، والثقافة كل الهوية؟ أعتقد أنه علينا التفريق بين الثقافة كرؤية ونتاج إبداعي وحضاري إنساني، وبين العمل الثقافي العام، حيث الأولى تخصصية بحتة بينما الثانية تتوجه إلى الإنسان بكافة مستوياته وهواجسه وهمومه، يتم تنظيمها في واحة لا بد أن تتوفر فيها لغة مشتركة، والنشاط الثقافي يجب أن يتلمس هذه اللغة وينميها ويغذيها، في محاولة لجذب المتلقي إلى مساحة الإبداع الأكثر تعقيدا وتشابكا وتخصصا· جميل أن نقرأ قصة أو نلقي قصيدة ونسمع رأيا نقديا وسط حلقة من المختصين والمتذوقين، وجميل أن يجتمع الأدباء بشكل دوري لمناقشة نتاجاتهم، وهذا يحدث في إطار عمل اتحاد الكتاب، وإن توقف هذا النشاط في فرع أبوظبي فهو يعود لأسباب تخص أعضاء تلك اللجان والمجموعات، رغم دعوة الأخ الأديب حارب الظاهري لمواصلة هذا النشاط، وهنا لن أتطرق إلى أسباب التردد بصفتها شخصية· إن معاناة اتحاد الكتاب منذ أكثر من عشرين عاما لا تخرج عن تدخل المزاج الشخصي في إدارة الاتحاد، وتنظيم أنشطته، واختيار ضيوفه، والشللية التي يسعى البعض إلى تكريسها، وكأن الاتحاد هو مكان لتفريغ الشحنات الذاتية· لقد تعمدت اللجنة الثقافية الحالية في اتحاد كتاب أبوظبي تحطيم الشكل الكلاسيكي التقليدي للنشاط، فاستغنت عن المنصة، واستبدلتها بمقاعد بمستوى الجمهور، لتكون الجلسة حميمية وحوارية، ويبدو أن هذا التوجه لم يرق لكثيرين، ولهذا يقاطع البعض النشاط شخصيا، وأحيانا إعلاميا، إلا أن القافلة تسير Akhattib@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©